قال الناشط الهندي كايلاش ساتيارتي الحائز على جائزة نوبل للسلام هذا العام إنه يجب على دول العالم خفض ميزانياتها الدفاعية والاستثمار في التعليم للقضاء على ظاهرة عمالة الأطفال. وحصل الناشط الهندي البالغ من العمر 60 عاما على الجائزة هذا الشهر مناصفة مع الفتاة الباكستانية ملالة يوسف زاي لدورهما في مكافحة اضطهاد الأطفال. وقال ساتيارتي في مؤتمر صحفي في وقت متأخر الاثنين "أصبح العالم قادرا على إنتاج المزيد من البنادق والأسلحة والرصاص أكثر من الكتب والألعاب التي يحتاجها الأطفال." وأضاف "هل نحتاج ما يطلق عليه الناس (دفاعا) وما أراه أنا جريمة؟ يجب أن ننفق مزيدا من الأموال حتى من ميزانيات دفاعنا ويجب أن نمنح الأطفال تعليما أفضل على مستوى العالم." وأظهر مؤشر عالمي لمظاهر العبودية المعاصرة في أكتوبر تشرين الأول أن نحو 30 مليون شخص على مستوى العالم بينهم أطفال يعانون من العبودية ويباعون لبيوت الدعارة ويجبرون على القيام بأعمال يدوية ويقعون ضحايا الاستعباد مقابل الديون وأحيانا يولدون وهم رهن العبودية. ويوجد ما يقرب من نصف هذا الرقم في الهند حيث تتنوع مظاهر العبودية من العمل بالسخرة حتى الخدمة في البيوت والاستغلال الجنسي لأغراض تجارية. وأسس ساتيارتي منظمة خيرية تدعى (حركة أنقذوا الأطفال) عام 1980 وساعد في إنقاذ أكثر من 80 ألف طفل نقل أغلبهم من مناطق ريفية فقيرة إلى ولايات هندية مثل بيهار وجهارخاند. وقال ساتيارتي الملتحي الذي أسس أيضا حركة للمجتمع المدني تدعى (الحملة العالمية من أجل التعليم) إنه يمكن القضاء على دائرة الأمية والفقر وعمالة الأطفال بإلحاق الأطفال في المدارس. وقال الناشط ذو النبرة الهادئة "نريد إرادة سياسية عالمية أكبر. يتعلق الأمر بالتمويل العالمي لتعليم الأطفال وصحتهم وتحسين ظروفهم." وأضاف "ما نحتاجه نحو 18 مليار دولار إضافية لتعليم كل أطفال العالم. هذا يقل عن إنفاق عسكري لثلاثة أيام." ويتباين الإنفاق العام على التعليم في إنحاء العالم. ووفقا لبيانات البنك الدولي تخصص بلدان مثل ليسوتو وكوبا نحو 13 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على التعليم بينما تنفق دول أخرى مثل ميانمار وبنجلادش أقل من 2.5 بالمئة على القطاع. وتتراوح الميزانيات العسكرية بين تسعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في السعودية و1.4 بالمئة في البرازيل.