أكد السفير عمر أبو عيش سفير مصر لدى الجزائر أن العلاقة بين مصر والجزائر علاقة تاريخية وحقيقة وإذا كانت في السابق علاقة كفاح ضد الاستعمار فاليوم تسعى البلدان لبناء شراكة تنموية حقيقية تفيد الشعبين في المقام الأول وكافة الشعوب العربية والإسلامية وتقدم نموذجا لكيفية أن تكون هناك علاقات حقيقية بين دولتين عربيتين ليس فقط في المحيط العربي ولكن في المحيط الأفريقى وعلى الصعيد العالمي. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها السفير لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء عقب قيامه بوضع إكليل من الزهور في مقام الشهيد ترحما على أرواح الشهداء الجزائريين ثم زيارة متحف المجاهد الذي يسرد بالصورة تاريخ الثورة التحريرية. وأكد السفير المصري أن بلاده والجزائر تواجهان تحديات التنمية وتحديات مواجهة قوى رجعية تريد الرجوع بالبلاد إلى الخلف .. مشيرا إلى أن كفاحهما أخذ شكلا جديدا مختلفا حيث تسعيان لبناء تنمية حقيقية في الدولتين وفي المنطقة كما تسعى مصر والجزائر إلى بناء شراكة استراتيجية متكاملة الأركان لا تقتصر فقط على الصعيد السياسي ولكن على الصعيد الاقتصادي والمجتمعي. وقال أنهما يسعيان أيضا لتعريف بلادنا وشبابنا ببعضهما البعض ونحاول إيجاد نوع من أنواع التواصل المستمر لا يقتصر فقط على الصعيد الرسمي ولكن على الصعيد المجتمعي لأنه من الأهمية بمكان أن يتعرف شباب مصر بصورة أوضح على الجزائر إذ من شأن هذا التعارف أن يساعد في تفادي حدوث أية مشكلة قبل بدايتها .. مشيرا في هذا الصدد إلى أنه التقى أمس مع وزير الرياضة الجزائري وبحث معه كيفية تسخير الرياضة لخدمة المجتمعين معا وإذا كانت كرة القدم في وقت ما سببا في تعكير صفو العلاقات فنحن حريصون على أن تكون سببا لتنمية وترابط العلاقات. وكشف بهذه المناسبة أنه يجرى الإعداد حاليا لترتيب زيارة لوفد رياضي جزائري برئاسة وزير الرياضة إلى مصر بدعوة من نظيره المصري ليلتقوا بنظرائهم في مصر كما نسعى لإقامة مباراة ودية بين المنتخبين المصري والجزائري عقب هذه الزيارة وقد تكون في الجزائر عملا بمبدأ "داويني بالتي كانت هى الداء" فإذا كانت الرياضة هى السبب في تعكير العلاقات فستكون هذه المباراة سببا لإزالة أي سوء فهم وأي غبار اعترى العلاقات الأصيلة التي تجمع الشعبين. وعلى المستوى السياسي، نفى الشائعات التي تتحدث عن وجود خلافات بين البلدين بشأن ليبيا .. مؤكدا أن هناك تواصلا مستمرا وقد التقى وزيرا الخارجية المصري والجزائري على هامش مؤتمرات دولية كثيرة أخرها مؤتمر إعادة إعمار غزة في القاهرة هذا إلى جانب الاتصالات الهاتفية والمراسلات .. ونوه في هذه الصدد بتفنيد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لهذه الشائعات وإعلانه مرارا عدم وجود خلافات وأن الحوار قائم بين البلدين وكل طرف يطرح تصوراته وهناك مشاورات حتى يتم الوصول إلى رؤية مشتركة للمشاكل التي تعترض المنطقة .. معربا عن ثقته بأن الشراكة الجزائرية المصرية كفيلة بإيجاد حلول حقيقة تخدم ليس فقط البلدين ولكن المنطقة ككل. وفيما يتعلق باللجنة العليا المصرية/الجزائرية، أشار إلى أنه يتم حاليا تحديد موعد لانعقاد اللجنة العليا الجزائرية المصرية برئاسة رئيسي وزراء البلدين وقد جرت بعض الاجتماعات التحضيرية الشهر الماضي حيث من المقرر أن تعقد اللجنة العليا قبل نهاية العام الحالي. وأعرب في ختام تصريحه ل/أ ش أ/ عن سعادته لوجوده في هذا المقام الذي استحضر من خلاله شعورا بقوة وصلابة وكفاح الشعب الجزائري الشقيق وقدرته على مواجهة الاستعمار لفترات طويلة إلى أن نال حقه في الاستقلال والاضطلاع بمهام كبيرة جدا في التنمية سواء على الصعيد العربي أو على الصعيد الأفريقي .. مؤكدا أن مصر تكن كل التقدير والاحترام والأخوة والصداقة للجزائر. ومن جانبه، أشاد د/مصطفى بيطام مدير المتحف الوطني ل/أ ش أ/ بزيارة السفير المصري في الجزائر والسيدة حرمه لمقام الشهيد ومتحف المجاهد .. مؤكدا أنها دليل على المشاعر النبيلة وعلى عمق العلاقات التي تجمع بين مصر والجزائر موجها التحية إلى جميع الجماهير المصرية التي كانت بالأمس في خندق واحد مع ثوار الجزائر .. مشيدا بالتضحيات الجسام والتعاون القومي من الدول الشقيقة وفي مقدمتها مصر للثورة التحريرية .. مؤكدا أن تاريخ مصر هو تاريخ الجزائر وتاريخ الجزائر هو تاريخ مصر.