لقيت الكلمة التي ألقاها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالأمس أمام الأممالمتحدة ترحيبا كبيرا من الوفود الحاضرة، وكان لها صدى واسع على المستوى العالمي، خاصة بعد ترديد الرئيس هتاف "تحيا مصر" في نهاية كلمته ورددتها الوفود العربية في القاعة وهزت أركانها بالتصفيق عقب انتهاء السيسي من كلمته، بجانب تناولة للقضايا الدولية والإرهاب ودعوته للسلام. وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعكير صفو المصريين وسعادتهم بالكلمة التاريخية للسيسي، وذلك عبر إلقائه كلمته بعد انتهاء كلمة "السيسي" والتي هاجم فيها الشعب المصري ورئيسه كما طال هجومه ثورة 30 يونيو، بجانب إبدائه تعجبه مما وصفه ب "صمت المجتمع الدولي على الانقلاب العسكري". إلا أنه بعد إجراء مقارنة بسيطة بين كلمة كل من الرئيسين السيسي وأردوغان سنكتشف وجود فرق كبير بينهما وذلك على عدد من المحاور والتي من بينهم عدد الوفود الحاضرة في كلمة كل منهما ومدى تقبلهم للكلمة وتفاعلهم معها. وعند تحليل مشهد كلمة السيسي نجد أن وفود جميع الدول قد تواجدت خلال الكلمة كما لم ينسحب أي منهما قبل الكلمة أو خلالها، بما يعبر عن الاهتمام العالمي بالشأن المصري وتطلعهم لفهم حقيقة الأحداث في مصر، كما لوحظ في كلمة السيسي أنه لم يتطاول على أي من الدول أو تدخل في شأنهم. أما على الجانب الآخر نجد أن مقاعد الوفود تكاد تكون "فارغة" تماما من الحضور أثناء إلقاء أردوغان لكلمته ما يعبر عن عدم الاهتمام والتجاهل العالمي له، كما اهتم أردوغان في كلمته بالتدخل في شئون الدول الأخرى والتطاول عليها في حين تجنب الحديث عن دولته تركيا التي تشهد حالة من الإضراب.