أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن المجتمع الدولي يحتاج إلى استراتيجية جماعية لاحتواء الجماعات الإرهابية وهزيمتها.. قائلا: "إن الإرهابيين والمجرمين الذين يستهدفون سورياوالعراق وغيرهما من البلدان اليوم ما هم إلا انعكاسات متطرفة لتهديد عالمي الطابع". ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي.. دعا العاهل الأردني - في خطابه أمام الجلسة العامة للدورة التاسعة والستين للجمعية العامة الأممالمتحدة المنعقدة بمدينة نيويورك - إلى ضرورة اتخاذ تدابير إنسانية وأمنية عاجلة وإيجاد حلول دائمة للأزمات القائمة اليوم وتوفير فرص جديدة للحوار والمصالحة والازدهار والسلام.. مطالبا في الوقت ذاته بمعالجة الظروف التي يستغلها المتطرفون. ونبه إلى أن التطرف يتغذى على الظلم وانعدام الأمن والتهميش، معربا عن تمنياته بأن يتمخض عن تنفيذ (أجندة التنمية التحويلية) الخاصة بالجمعية العامة ما يحقق لشعوب العالم مستقبلا أفضل من خلال برامج واستثمارات ملموسة تغير حياة الناس نحو الأحسن. وشدد العاهل الأردني، على أن الإسلام يرفض الصراع الطائفي بالمطلق ويحرم العنف ضد المسيحيين والطوائف الأخرى من مكونات المجتمعات في البلدان المختلفة.. مؤكدا من جديد أن المسيحيين العرب جزء لا يتجزأ من ماضي المنطقة وحاضرها ومستقبلها. ودعا الزعماء المسلمين وغيرهم إلى العمل معا لدحض الأكاذيب ودحر مساعي التفرقة.. منوها إلى أن الأردن تصدر جهودا دولية للوئام بين الأديان وفي سياق الدين الواحد وسوف يقوم بعرض مشروع قرار ينطوي على اقتراح عام لدراسة إضافة جريمة دولية جديدة تندرج تحت الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية على أساس الجرائم النكراء التي استهدفت الطوائف الدينية مؤخرا في العراقوسوريا. وقال إن أمن كل دولة سوف يتأثر بمصير الشرق الأوسط.. داعيا إلى ضرورة الاجتهاد في البحث عن حلول سياسية قائمة على الإجماع للأزمات الإقليمية ومعالجة الوضع الأمني في سورياوالعراق ولبنان من خلال منهج شمولي.. ومؤكدا أن الأردن يدعم عراقا موحدا ومستقرا وعملية سياسية وطنية شاملة هناك. وفيما يتعلق بسوريا.. شدد العاهل الأردني على ضرورة أن يكون هناك حل سياسي قائم على إصلاحات تكفل لكل مكونات المجتمع دورا في إعادة بناء بلدهم وللتأثير الدولي أهمية حيوية في دفع المعارضة المعتدلة والنظام إلى طاولة المفاوضات فورا. وقال إن التدفق الكثيف للاجئين السوريين مستمر حيث يأوي الأردن ما يقرب من 4ر1 مليون سوري تقريبا، مؤكدا في الوقت ذاته على أن الأردن يعد ثالث أكبر مستضيف للاجئين في العالم وهو ما يلقي بعبء ثقيل على مواطني المملكة وعلى البنية التحتية والموارد المحدودة أصلا. ونبه إلى أن أزمة اللاجئين مسئولية عالمية باعتراف الجميع وهي بالتالي تتطلب حلا دوليا إلا أن المساعدات الدولية لم تواكب حتى الآن الاحتياجات الحقيقية، ولابد من جهد منسق لضمان تدفق المساعدات الإنسانية داخل سوريا ولدعم البلدان والمجتمعات المضيفة بما فيها الأردن.