"مصر للطيران" تتسبب في أزمة بين "القاهرة"و"أبوجا" والحكومة الفيدرالية النيجيرية تستدعي السفير المصري وتطالب باعتذار رسمي

في الوقت الذي يؤكد فيه الدستور المصري على أن مصر جزء من أفريقيا وتأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه الأول أن مصر ستتجه نحو القارة السمراء وستستعيد مكانتها بين كل دولها ووسط السعي للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن نيابة عن الشعوب الأفريقية، تقوم شركة "مصر للطيران" الناقل الرسمي للدولة بتعكير صفو هذه العلاقات بل وتتسبب في استدعاء السفير المصري في أبوجا لتفسير وتوضيح حقيقة ما حدث من موظفي الشركة تجاه مسافر نيجيري قاصر على متن خطوطها الجوية ووتجعل الحكومة النيجيرية تطالب مصر بتقديم اعتذار رسمي، وذلك وفقا لما ورد في صحيفة "فان جارد" النيجيرية الصادرة باللغة الإنجليزية صباح اليوم، السبت.
وقالت الصحيفة على صفحتها الرئيسية إن "الخارجية النيجيرية استدعت السفير المصري لدى "أبوجا" أشرف سلامة للاستفسار وتوضيح حقيقة ما حدث من إساءة معاملة قاصر نيجيري كان مسافرا على متن خطوط الشركة ومتجها إلى أوكرانيا لاستكمال دراسته في الطب، وعن أسباب تمزيق جواز سفر نيجيري فيما يعد إهانة للدولة".
وأضافت أن "وزيرة الخارجية النيجيرية فيولا أونوليرا استنكرت بشدة وأعربت عن غضبها البالغ أن يقوم موظفو الشركة بتمزيق جواز الطالب النيجيري بمدينة أسطنبول بتركيا قبل إعادته إلى القاهرة واحتجازه لمدة ثلاثة أيام ومعاملته معاملة المجرمين وحرمانه من الطعام بعد أن ضل طريقه عن طريق خطأ في تذكرته ليس هو المسئول عنه".
وقالت الصحيفة إن "الوزيرة هى التي أصدرت قرار استدعاء السفير المصري، وطالبت بأن تقوم الحكومة المصرية بتقديم اعتذار رسمي بعد أن قامت السفارة بالقاهرة بمخاطبة الشركة لتقديم تفسير عما حدث، خاصة تقطيع موظفي الشركة لجواز السفر الذي يعد إهانة للدولة، مستنكرة ما قاله السفير المصري حول الهجوم الشديد الذي قامت به الصحافة النيجيرية على مصر".
من جانبه، قال محامي القاصر النيجيري للصحيفة إن موكله ليس هو المسئول عن الوجهة الخطأ بل موظفي الشركة في نيجيريا الذين لم يكونوا على مستوى المسئولية وأخطأوا في حجز التذكرة للوجهة غير الصحيحة، حيث توجه موكله لمطار ملدوفا وليس إلى أوكرانيا، مؤكدا أن الدستور النيجيري المعدل في عام 1999 يكفل حفظ كرامة المواطنين النيجيرين في أي مكان في العالم، لافتا إلى أنه سيطالب بتعويض عن الإهانة التي تعرض لها موكله والتعذيب - على حد وصفه.
من جهة أخرى، طالبت جمعيات حقوقية نيجيرية بأن يقوم وكلاء الطيران والشركات السياحية النيجيرية بمقاطعة شركة "مصر للطيران" في نيجيريا وخارجها، إضافة لمطالبات بتوقيع عقوبات على الناقل الرسمي المصري وعنوان تحضرها "مصر للطيران".