نفد صبر الرئيس عبد ربه منصور هادى والحكومة اليمنية إزاء استمرار جماعة أنصار الله الحوثيين فى تحدى سلطة الدولة واستمرار اعتصاماتها حول العاصمة، الأمر الذى يتطلب تدخل قوات الأمن لفض هذه الاعتصامات وإزالة مظاهر التوتر ومعاناة أبناء العاصمة والمناطق المحيطة بها، فى وقت تسربت فيه أنباء عن مهلة للمعتصمين 12 ساعة لإخلاء مناطق اعتصاماتهم. فقد دأبت عناصر الحوثيين على تنظيم مظاهرات كل فترة تشل العاصمة لتحقيق مطالبها بإسقاط الحكومة وعودة أسعار المنتجات البترولية إلى ما كانت عليه، ورفض المبادرة التى أعلنتها الحكومة بتخفيض الزيادة فى الأسعار وتشكيل حكومة كفاءات. ولم تتحرك الحكومة لفض اعتصام الحوثيين على مشارف صنعاء وفى طريق المطار إلا بعد أن أطمأنت إلى الدعم الخارجى المتمثل فى تصريحات أمريكية بأنه أبلغت الحوثيين رفضها محاصرة العاصمة وتصريحات مجلس الأمن القومى الأمريكى بأن زيارة ليزا موناكو، مساعدة الرئيس الأمريكى لشئون الأمن الداخلى ومكافحة الإرهاب، إلى اليمن، تأتى لدعم الرئيس اليمنى كما أكد مجلس التعاون الخليجى وقوفه بحزم إلى جانب الرئيس لاستكمال المرحلة الانتقالية. وجاءت مساندة المواطنين اليمنيين للحكومة والرئيس عاملا مشجعا لفض الاعتصام بعد أن ضاق المواطنون من استمرار قطع الطرق ومطالبتهم الدولة بأن تبسط سيطرتها على جميع الأراضي اليمنية وألا تستجيب لطلبات ليست فى صالح الوطن، كما حسم الجيش الأمر وأكد أنه لن يقف مكتوف الأيدي إزاء تهديد أمن البلد والمواطنين وسيحمى النظام الجمهور وأمن المواطن والمواطنين. وتحركت قوات مكافحة الشغب مساء أمس، الأحد، بعد أن مد الحوثيون مخيماتهم بالقرب من وزارتى الاتصالات والكهرباء إلى منتصف طريق المطار وقامت بقطعه، الأمر الذى تسبب فى تكدس مرورى، فجاءت قوات الأمن وأمهلتهم ساعة ونصف الساعة لفك الخيام، ولما رفض الحوثيون ذلك قامت قوات الأمن باستخدام سيارات المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لفض الاعتصام، وفعلا نجحت فى ذلك وفتحت الطريق ولم تعترض على بقاء المتظاهرين فى الأماكن التى كانوا فيها منذ حوالى شهر حينما بدأت الاعتصامات. ووسط توقعات بأن تتعامل الدولة مع موضوع حصار العاصمة بحسم أشد لفض اعتصامات الحوثيين تم تسريب أنباء تفيد بأن قيادات أمنية عالية المستوى طالبت بإعطاء الحوثيين مهلة 12 ساعة لفض جميع مظاهر الاعتصامات حول العاصمة وإلا سيتم تفريقها بالقوة، خاصة أن عددا من الأحزاب اليمنية دعت إلى تشكيل لجان شعبية مسلحة للدفاع عن العاصمة فى حال إقدام الحوثيين على محاولة إسقاط العاصمة، الأمر الذى قد يؤدى إلى تدهور الأوضاع فى العاصمة بصورة أكبر من الآن. ومما يشير إلى تردى الأوضاع فى العاصمة قيام السفارة السعودية بترحيل العاملين فيها وبقاء اثنين من الدبلوماسيين والموظفين المحليين، فيما تتردد أنباء قوية عن قيام السفارة الأمريكية بترحيل عدد من العاملين فيها.