الإضراب عن الطعام، طريقة للمقاومة السلمية، دون استخدام العنف أو وسيلة ضغط يقوم بها المشارك بالصيام للاحتجاج السياسي، او لإثارة مشاعر الإحساس بالذنب لدى الآخرين، وذلك لتحقيق هدف معين كتغيير السياسة المتبعة، وعادة يمتنع المضرب عن الطعام عن تناول المواد الصلبة لكنه يتناول السوائل، والتغطية الإعلامية شرط لتحقيق الهدف من الإضراب عن الطعام، واحيانا تقوم الدولة بإنهاء الإضراب عن الطعام بواسطة التغذية القسرية. بدايته تعود ل 400– 750 قبل الميلاد كان إلغاء الهند لممارسة الاحتجاج بالجوع من قبل الحكومة عام 1861 حيث كان المحتج يصوم على باب الجاني طلبا للعدالة، دليل علي أن هذا الإجراء كان منتشرا ومعروفا قبل هذا بكثير، ويعود الى عام 400-750 قبل الميلاد، وفي ايرلندا استخدم الصيام كوسيلة للاحتجاج ضد الظلم في قبل المسيحية، حيث كان يتم القيام بالإضراب على عتبة باب الجاني، ويرجع العلماء ذلك الى ثقافة أهمية الضيافة الكبيرة، السماح بموت شخص على عتبة باب شخص أخطأ بحقه يعتبر عارا كبيرا، ويقول آخرون ان الصيام كان يتم لليلة واحدة ولا يوجد دليل على موت أحد بسبب الصيام حتى الموت في ايرلندا. ماذا يحدث للجسم عند الإضراب عند الامتناع قطعا عن تناول الطعام، فان جسم الانسان لا يحصل على "بروتينات ودهون وكربوهيدرات"، لذلك يبدآ الجسم بهضم المخزون الاحتياطي من السكر "الجلوكوز" والاحماض الدهنية واجسام الكيتون، ولكن بعض الانسجة تعمل فقط بالجلوكوز وبخاصة كرات الدم الحمراء و الخلايا العصبية، وفي هذه الحالة تتمركز أنشطة الجسم الداخلية في الحفاظ على مستوى السكر "الجلوكوز" في الدم ، المخزون الاحتياطي للجلوكوز يتراكم على شكل جليكوجين في الكبد والعضلات والذي يبدأ بالاضمحلال لتشكيل الجلوكوز، ولكن هذا يكفي ليوم او يومين على الأكثر ! في اليوم الثاني يبدأ الجسم في تأمين الجلوكوز من الانسجة الأخرى ابتداء من العضلات، وهذه العملية تبدأ بتحليل البروتينات الى أحماض امينية ومن ثم الى جلوكوز، ونتيجة لذلك تصاب العضلات بالضعف وقلة الحجم، وفي نهاية عملية تحلل الجلوكوز من الاحماض الامينية، ينتج عن ذلك مركبات نيتروجينية وكبريتية يتم التخلص منها على شكل اليوريا عبر البول والعرق والتنفس، الامر المصاحب لرائحة كريهة من جسم الانسان، وهذا يدل على ابتداء عملية تسمم الجسم، ولذلك يتناول الاسرى المضربون عن الطعام محلولآ من الماء والملح لكي يقيهم من تعفن الجسم ويحافظ على توازن بعض العناصر المهمة في الدم . أبرز من أضربوا عن الطعام كان "المهاتما غاندي" مسجوناً في الأعوام (1922 - 1930 – 1933 - 1942) لدى الحكومة البريطانية وبسبب مكانته العالمية فقد كرهت الحكومة البريطانية أن يموت وهو في عهدتها، وذلك خوفاً من تأثر سمعتها بهذا الحدث. وشارك "غاندي" في العديد من أحداث الإضراب عن الطعام وذلك احتجاجاً على الحكم البريطاني في الهند، وكان الصوم وسيلة غير عنيفة وفعالة لإيصال الرسالة ويساهم في تحقيق أهداف الإحتجاج بشكل كبير أحياناً. كما انه يتماشى مع مبدأ "الساتياغراها" وتعني المقاومة الغير عنيفة. وبالإضافة إلى "غاندي" فقد استَخدَم كثيرون آخرون خيار الإضراب عن الطعام خلال مرحلة استقلال الهند، ومن هذه الشخصيات "جاتين داس" "الذي صام حتى الموت"، و"بهجت سنغ" و"دوت" فكان اليوم الذي تخليا فيه عن إضرابهما هو اليوم السادس عشر بعد المئة من صيامهم" وكان في الخامس من اكتوير 1929 "محطمين بذلك الرقم القياسي العالمي للإضراب عن الطعام الذي بلغ 97 يوماً وكان بسبب الثورة الإيرلندية". وخلال هذا الإضراب الذي استمر 116 يوماً وانتهى بخضوع الحكومة البريطانية لمطالبهم اكتسب "بهجت سنغ" شعبية كبيرة بين عامة الهنود حيث كانت شعبيته قبل الإضراب محصورة في إقليم البنجاب بشكل خاص. وبعد استقلال الهند، لجأ المناضل "بوتي سريرامولو" إلى الإضراب عن الطعام للحصول على دولة مستقلة للمتحدثين باللغة التيلوغية. كما اضرب "مورارجي ديساي" عن الطعام مرتان خلال حركة "NAVNIRMAN" في السبعينات، وسبقه في ذلك "إندولال ياجنيك" الملقب ب "إندو شاشا" فقد صام طويلاً خلال حركة "Maha Gujarat" ومرة أخرى في السبعينات أيضاً.