قالت الحكومة الليبية المؤقتة أن "أغلب الوزارات والمؤسسات الحكومية في العاصمة طرابلس خارج سيطرتها وأن بعضها محتلة بعد أن حاصرتها التشكيلات المسلحة (لم تسمها) واقتحمتها ومنعت موظفيها من دخولها، بحسب ما نشرته شبكة الأناضول الإخبارية. وبحسب بيان للحكومة الليبية مساء الأحد حصلت الأناضول على نسخة منه فإن "وزرائها ووكلائها يهددون وبات من الخطورة بمكان وصولهم إلى مقار عملهم دون تعرضهم للخطر سواء بالاعتقال أو الاغتيال خاصة بعد أن أعلنت عديد من التشكيلات المسلحة عن تهديدات مباشرة لهم وهوجمت وأحرقت بيوتهم وروعت أسرهم". وتسيطر علي العاصمة طرابلس قوات " فجر ليبيا " المكونة من ثوار مدينة مصراتة (غرب) وثوار طرابلس والمحسوبة علي تيار الإسلام السياسي بعد طرد كتائب القعقاع والصواعق المحسوبة علي التيار اللبرالي والقادمة من بلدة الزنتان (غرب) وذلك بعد معارك عنيفة. وبحسب بيان الحكومة فإن "كل هذه الأمور (اقتحام الوزارات وتهديد الوزراء) ستكون موضع تحقيق وسيوجه الاتهام لكل من أعلن باسمه أو باسم أي تشكيل مسلح عن تهديد بالقبض أو القتل لرجال الدولة ". وقال البيان إن "تلك الأفعال تقع تحت طائلة القانون كجرائم للحق العام ولحق الأفراد في مقاضاة من تعرض لهم بالتهديد". وأضاف أنه "حتى يتم تأمين هذه المؤسسات فإنها ستواصل عملها وتسيير أعمالها عبر التواصل مع موظفي الدولة من أي مدينة ليبية إلى حين تكليف حكومة جديدة"، مؤكدا عودة كافة الوزراء والمسؤولين بالحكومة إلى ممارسة مهامهم مجدداً فور خروج كافة التشكيلات المسلحة من العاصمة طرابلس. وقدمت حكومة تصريف الأعمال الليبية برئاسة عبد الله الثني استقالتها إلى مجلس النواب الليبي يوم الجمعة الماضي لمنحة فرصة للنظر في تشكيل حكومة أزمة جديدة. وفي وقت سابق الأحد قال سعيد الأسود وكيل أول وزارة الخارجية الليبية في تصريحات لوكالة الأناضول إن قوات "فجر ليبيا" سيطرت الأسبوع الماضي، على مقر السفارة الأمريكية في العاصمة الليبية طرابلس. و"فجر ليبيا" هي عملية عسكرية في طرابلس، تقودها منذ 13 يوليو الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا" المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" وثوار طرابلس وبينها كتائب إسلامية. وكانت تلك القوات أعلنت عن سيطرتها علي عدد من الأماكن بطرابلس، منها المطار الذي كان تحت سيطرة كتائب "الصواعق" و"القعقاع" المحسوبة على مدينة الزنتان وتعتبر الذراع العسكرية لقوى التحالف الوطني (الليبرالي) والمؤيد لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المناهض للجماعات المسلحة الإسلامية في شرقي ليبيا. وكانت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والوحدات العسكرية الموالية له، شنت في 16 مايو الماضي عملية عسكرية في بنغازي أسماها "عملية الكرامة"، قال إنها ضد كتائب الثوار (تابعة لرئاسة هيئة الأركان) وتنظيم أنصار الشريعة بعد اتهامه لهما ب"التطرف والإرهاب والوقوف وراء تردي الأوضاع الأمنية وسلسلة الاغتيالات في المدينة"، فيما اعتبرت أطراف حكومية تحركات حفتر "محاولة انقلاب على شرعية الدولة".