اتهمت الحكومة الليبية المؤقّتة، يوم الثلاثاء، كتائب تابعة لقوات "فجر ليبيا" بالاعتداء على منزل رئيس الحكومة عبد الله الثني بالعاصمة طرابلس وحرقه، واستهداف منازل عدد من الوزراء والمسؤولين ونشطاء المجتمع المدني والمواطنين بطرابلس، غربي البلاد. وفي بيان لها صادر اليوم، وحصلت الأناضول على نسخة منه، قالت الحكومة الليبية إن "مليشيات ما يسمى بفجر ليبيا قامت مساء الاثنين بالاعتداء على منزل رئيس الحكومة عبد الله الثني بالعاصمة طرابلس والعبث بمحتوياته ومن ثم حرقه وطرد سكانه". وبحسب بيان الحكومة فإن تلك الكتائب قامت أيضاً ب"استهداف العديد من المنازل التي تخص عددا من الوزراء والمسؤولين ونشطاء المجتمع المدني والمواطنين بالسلب والحرق"، دون ذكر أسمائهم. وأعلنت الحكومة استنكارها لتلك الاعتداءات معتبرة إياها "انتهاكًا لحرمات المنازل وترويع السكان". وكان رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني قد أكد خلال مؤتمر صحفي له مساء الاثنين اقتحام مسلحين (لم يسمهم) لمنزله وحرقه. وتناقل عدد من الناشطين الليبيين صورة لمنزل بحي أبو سليم بالعاصمة طرابلس تلتهمه النيران من الداخل قالوا إنها لمنزل رئيس الحكومة عبد الله الثني ناقلين عن شهود عيان أن "من قام بالحرق هم مسلحون تابعون لقوات فجر ليبيا وكتائب مصراتة (شمال غرب) بعد أن طردوا زوجة الثني وبناته خارج المنزل". وبعد ذلك بساعات، قال العميد عبد الخالق المنصوري، آمر ركن حرس الحدود والمنشآت الحيوية التابع للجيش الليبي، للأناضول إن "كتائب محسوبة على مدينة مصراتة الليبية قامت باقتحام منزلي بمدينة طرابلس وحرقه بعد خروجي منه بفترة قصيرة جدا"، دون أن يحدد سبب ذلك. و"فجر ليبيا" هي عملية عسكرية في طرابلس، تقودها منذ 13 يوليو/ تموز الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا" المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" وثوار طرابلس وبينها كتائب إسلامية وكانت تلك القوات قد أعلنت عن سيطرتها علي عدد من الأماكن بطرابلس منها المطار الذي كان تحت سيطرة كتائب "الصواعق" و"القعقاع" المحسوبة على مدينة الزنتان وتعتبر الذراع العسكري لقوى التحالف الوطني (الليبرالي) والمؤيد لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المناهض للجماعات المسلحة الإسلامية في شرقي ليبيا وأبرزها تنظيم أنصار الشريعة. وفي سياق متصل، دعا تنظيم "أنصار الشريعة"، قوات "فجر ليبيا" بالعاصمة طرابلس إلى الانضمام إليه قائلاً إنه "لا يجوز شرعًا القتال في سبيل المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت السابق الذي أعلن استئناف نشاطه رغم انتخاب برلمان) أو سيادة الدولة إذ لم تكن السيادة فيها للشريعة أو من أجل مجلس النواب (البرلمان) وكل من لا يحكم بالشرع". ونصح التنظيم بحسب ما جاء على صفحته الرسمية الخاصة بموقع "فيسبوك" قادة فجر ليبيا قائلاً إن "عدوكم أشد خطرًا وشرًا، فهم بين أتباع الطاغوت السابق وجنود الطاغوت الجديد، لكن لا يجوز لكم أن تجعلوا معركتكم معه على غير هدى الله وفي غير سبيله فيستغلها السياسيون وطلاب السلطة لتنفيذ مخططاتهم". وأضاف تنظيم أنصار الشريعة "يا قادة عملية فجر ليبيا إن الكلمة اليوم لكم والشوكة لكم، فإن كنتم تريدون الشريعة حقًا وتنبذون المشاريع الغربية في بلادنا فلنسمعها منكم صريحة قولاً وعملاً". واستطرد قائلاً "اعلموا أن قتالكم من أجل الشريعة الإسلامية لا من أجل الشرعية الديمقراطية حتى يجتمع الجميع تحت راية واحدة وتزداد قوة أهل الحق وتضعف قوة أهل الباطل". وكانت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والوحدات العسكرية الموالية له، شنت في 16 مايو/ أيار الماضي عملية عسكرية في بنغازي أسماها "عملية الكرامة"، قال إنها ضد كتائب الثوار (تابعة لرئاسة هيئة الأركان) وتنظيم أنصار الشريعة بعد اتهامه لهما ب"التطرف والإرهاب والوقوف وراء تردي الأوضاع الأمنية وسلسلة الاغتيالات في المدينة"، فيما اعتبرت أطراف حكومية تحركات حفتر "محاولة انقلاب على شرعية الدولة".