لست من المؤمنين بأن عقارب الساعة تعود إلى الوراء .. ولكن نقول إنها ردة أو انتصار للثورة المضادة ... أو تقدم للفساد على أرض سبق وأن خسرها ...!! والحقيقة أن هذا كله قد حدث ... سبق وأن تيقنت باستجواب إبّان نظام مبارك عن مواقف الحكومة على تنفيذ شروط صندوق النقد الدولى... وكانت من أهم هذه الشروط خصخصة التأمين الصحى والتأمينات الاجتماعية.. حدثت مبارك داخل قاعة البرلمان لأن الأغلبية لم تصدق ذلك... وكانت المفاجأة أن الحكومة اتسرقت بهذه الشروط، ولكنها اندهشت من وصول اتفاقية الصندوق لي رغم أنها كانت سرية وفى أدراج الحكومة فقط . وغاب عن الحكومة أن صندوق النقد نشر هذه الشروط ووزعها فى كل دول العالم، كان أكثر الوزراء تطبيقا لشروط صندوق النقد هو وزير المعجزة " يوسف بطرس غالى " ...!!! ففى عام 2006 أتى الوزير المعجزة بمستشاره ونائبه من لندن لتولى ملف التأمينات وتحويل أموالها من أموال خاصة مملوكة لأصحابها وهم أصحاب المعاشات والمؤمن عليهم إلى أموال سيادية للخزانة العامة، تم تقييم قانون برقم 130لسنة2009، حيث تم تخفيض المعاشات المبكرة إلى 50% أثناء بيع المصانع وتشريد العمال. وبعد ذلك تم تقديم القانون الكارثة 135لسنة 2009 ليطيح بأموال التأمينات وحقوق أصحاب المعاشات ويفتح الطريق إلى الخصصة لصالح شركات التأمين الخاصة... تأتي ثورة يناير ويسقط نظام مبارك وتوقف الحكومة الجديدة بقيادة الدكتور كمال الجنزورى العمل بهذا القانون لمدة عامين... حاولت حكومة الإخوان إعادة الحياة للقانون من أجل تنفيذه، وقامت باستدعاء رجل صندوق النقد وتمت ترقيته من قبل حكومة الإخوان كى ينفذ القانون، وجاءت ثورة 30 يوينه لتطييح بحكومة الإخوان والقانون ..باقيا رجل صندوق النقد تحت حماية حكومة الثورة !! والآن يتم إعداد القوانين المفخخة كى تنفجر فى وجه الملايين المصرية بواسطة ( رجل صندوق النقد ).. ففى الأيام الأخيرة أعلنت الحكومة عن مشروع جديد للتامين الصحى يجعل العلاج بالأجر ... وهو نفس القانون الذى تم تقديمه عام 2009 بواسطة وزير صحة مبارك " حاتم الجبلى " وتم إسقاط القانون بواسطة مظاهرات من أصحاب المعاشات... وبدون سابق إنذار فوجئنا باجتماع وزير الصحة مع رجل صندوق النقد ليعود مرة اخرى قانون لم يستطع نظام مبارك تنفيذه !!! وبعد كل ما حدث يريدون تنفيذه !! يحتوى هذا القانون على جدول الموت بأن حدد أسعار العلاج، ويكفى أن الإشاعة ب20 جنيها والتحاليل ب15 جنيها، والكشف ب10جنيهات والدواء ب 30جنيها ونسبة كبيرة من قيمة العمليات الجراحية. وبما أن الأغلبية العظمى من المرتبطين بالتأميين الصحى من أصحاب المعاشات والأغلبية منهم لا تملك قيمة وسائل النقل للوصول إلى المستشفيات... فكيف يمكن أن يدفعوا تكاليف العلاج ؟؟ وهم أنفسهم الذين دفعوا الاشتراكات طوال سنوات عملهم ؟ هل يمكن أن يصدق أحد أن الذى لم يستطع نظام مبارك تنفيذه يتم تنفيذه الآن بنفس الحجة وهى تطوير التأمين الصحى؟؟ أن هذا القانون يعني أن ينتقل الموت من على أسرة المستشفى إلى الأرصفة الخارجية لعدم القدرة على دفع تكاليف العلاج !! هذا هو أول قانون مفخخ تقدمه جماعة إخوان صندوق النقد. هل نسمى ذلك هدية لنا!!ام عقاب يوقع علينا نتيجة وطنيتنا ؟؟ ويتم الان اعداد القانون الثانى الاكثر تفخخا والذى يحتوى على شحنة كبيرة من مادة شديدة الانفجار تحتوى على نسبة عالية من الكراهية الشديدة للمصريين الفقراء أصحاب المعاشات .. حيث ينبعث من جديد مشروع قانون التامينات الاجتماعية بواسطة جهات اجنبية وبمشاركة فعالة من رجل صندوق النقد ومعه العميل الذى جنده والذى تحول إلى أبوك لسيده . إنهم الآن يقدمون سرا ودون علم احد من أصحاب المصلحة أصحاب المعاشات أو من المؤمن عليهم يحاولون استغلال الأوضاع السياسية بالبلاد وما يعانيه الوطن من عدوان خارجى وارهاب داخلى كى يمرروا تنفيذ شروط الصندوق بحجة الاصلاح الاقتصادى ... تذكروا هذه الكلمة مرة اخرى الاصلاح الاقتصادى !!! انها نفس كلمات نظام مبارك حيث جعلته هذه الكلمة طريح الفراش فى ميدان التحرير وايضا داخل اورقة الزنازين !! إننا نعلم أن صوت الحقيقة لن سمع فقد أصبح هناك جدار يمنع الحقيقة من إن تصل إلى من نريد أن يسمعها !! إننا نخشى من تفجيير القوانين المفخخة خاصة ان قوتها اعلى من القنابل النووية لأنها سوف تصيب الملايين وليس الأفراد !!! من هو صاحب المصلحة الحقيقة فى تقديم هذه القوانيين المفخخة فى ظل مناخ اصبحت فيه الحرية مؤمنة ... اننا نناشد كل فئات المجتمع وطبقاته ومفكريه ان يعلنوا حالة الطوارئ للدفاع عنا نحن المصريين امام خطر هذه القوانيين المفخخة والتى سوف تصييب الاغلبية العظمى منا ... إن ما نمر به الآن هو الأصعب والأكثر خطورة مما عشناه طوال تاريخنا كله.. إن مسئولية كل الشرفاء فى مصر الآن أن ينتبهوا لما يخطط لنا من مشروعات لقوانين سرية لم تطرح على المجتمع لمعرفتها، بل الخوف كله أن تأتيه القوانيين دون علم المصريين بها لندفع ثمنها جميعا وتصيب الوطن بالألم أكثر مما هو فيه الآن !! إن رجل صندوق النقد الدولى يعيش الآن أزهى أيام حياته فى ظل مناخ عام يمنحه الحرية ويعطينا الموت !!!