قال وزير الطاقة البريطاني السابق كريس هيون فى تعليق له على تصريحات رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الأخيرة بشأن العراق، الداعية للتصدي بكل الوسائل بما في ذلك العسكرية، لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".. / إنها تحمل كافة بصمات النقاش المحتدم بين الأحزاب الحاكمة في بريطانيا/. وأضاف هيون –في مقال نشرته صحيفة (الجارديان)- أن بريطانيا لم تفعل شيئا يُذكر إزاء العراق، وليس أدلّ على ذلك من الأسبوع الماضي؛ فلم تشارك بريطانيا بضربات جوية على غرار أمريكا لإنقاذ الطائفة الإيزيدية التي لجأت إلى قمم الجبال هربا من بطش الدواعش. ورأى العضو البارز بالحزب الليبرالي الديمقراطي أن موقف البرلمان البريطاني الراهن إزاء العراق لا يزال متأثرا بموقفه إزاء التدخل في سوريا من عدمه العام الماضي، لكن الوضع في العراق والمنطقة بات يتطلب تدخلا... وأعاد هيون إلى الأذهان ما تعرّض له كاميرون العام الماضي من هزيمة سياسية وإحراج مكتمل الأركان عندما رفض البرلمان البريطاني ضرب نظام الأسد في سوريا على خلفية استخدامه الكيماوي ضد معارضيه بما يخالف الاتفاقيات الدولية. واتفق هيون مع كاميرون بشأن ما يفرضه تنظيم "داعش" من تهديد مباشر للمصالح البريطانية، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية يمكن أن تقوى شوكتها في ظل رعاية دول ذات سيادة كما حدث من قبل في ظل العقيد الراحل معمر القذافي بليبيا، أو في دول فاشلة كأفغانستان. واشار الكاتب الى الأزمة الإنسانية في العراق اليوم، مشددا على ضرورة حماية الأقليات المهددة بالإبادة الجماعية مثل الطائفة الإيزيدية... وقال هيون إن العراق لم يكن محظوظا بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، والذي سنحت برحيله فرصة لجمْع السنة والأكراد تحت مظلة حكومة عراقية جديدة بقيادة حيدر العبادي، وهو شخصية توافقية. ورأى هيون في ختام مقاله أنه رغم صعوبة الطريق، إلا أن هذه هي الفرصة الأفضل أمام العراق، وربما أمام الشرق الأوسط أيضا.. وإذا كان كاميرون قد وقع من على صهوة جواده في سوريا، فها هو يعاود امتطاءها مرة أخرى في العراق.