"السعدني": إيران تطمح في دور مصر الإقليمي.. وتحاول فتح أبواب القاهرة للمد الشيعي "الرشيدي" يكشف عن أسباب تصريحات إيران المزعومة حول منع مصر وصول مساعداتها لفلسطين سلامة: تصريحات إيران بشأن التباطؤ المصري في توصيل مساعداتها لغزة غطرسة دبلوماسي سابق: التصريحات الإيرانية ضد مصر لن تخلق أزمة دبلوماسية بين البلدين لأنها غير مهمة مساعد وزير الخارجية السابق: اتهام إيران لمصر بعرقلة جهودها الإنسانية ل "غزة" لا يستحق الاهتمام النزاع علي الدور الريادي بالمنطقة، اشتعل في الفترة الاخيرة في أعقاب الأزمة القائمة بين فلسطين وإسرائيل، حيث تتنافس كل من مصر وإسرائيل وتركياوإيران علي قيادة المنطقة، وهو الدور الذي تلعبه مصر الآن ببراعة، وتحاول كل دولة نزع هذا الدور منها، وهنا يشرح بعض الخبراء كيفية محاولة نزع دور مصر الريادي بالمنطقة عن طريق إيران. وفي هذا الإطار، أكد الدكتور محمد السعدني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية والمحلل السياسي، أن إيران تطمح في الدور الإقليمي الريادي الذي تلعبه مصر في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن المتنافسين علي هذا الدور في المنطقة هم مصر وإسرائيل وتركياوإيران، وهذه الدول تريد أن يضاف إليها ما تخسره مصر في معارك دبلوماسية. وأضاف "السعدني" في تصريح خاص ل "صدى البلد" معلقاً علي تصريحات الجانب الإيراني بأن مصر تعرقل وصول مساعدات إيرانية لقطاع غزة، وتمنع دخول الفلسطنيين من خلال معبر رفح لعلاجهم بالمستشفيات الإيرانية، مؤكداً أن هذة التصريحات ما هي إلا محاولات لفتح علاقات دبلوماسية مع القاهرة. وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، إلي ان ايران تحاول أن تجذب مصر في صفحها بعد فتح علاقات دبلوماسية لتعاونها في مباحثات الأسلحة النووية في أوروبا، بالإضافة إلي رغبتها في فتح مصر ذراعها مرة أخري للمد الشيعي كما تم في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، لافتاً إلي أن كل هذه محاولات إيرانية فاشلة. كما أكد السفير جلال الرشيدي، سفير مصر الأسبق بالأمم المتحدة، علي أن تصريحات إيران حول عرقلة مصر لمساعيها في مساعدة الجرحي الفلسطينيين وتوصيل المساعدات لهم "كلام فارغ"، وستفشل في أن تظهر مصر علي أنها تفشل مساعي بعض الدول في مساعدة الفلسطينيين. وطالب "الرشيدي" في تصريح خاص ل "صدى البلد"، مصر بألا تلتفت لهذه التصريحات، مؤكداً أن إيران تري نفسها عضوا منافسا مع مصر في قيادة المنطقة، وتحاول أن تتزعم المنطقة بأكملها، ولديها شعور بأن مصر تقف في طريقها لتحقيق هذا الغرض، خاصة وأن دول الخليج والدول العربية ستناصر مصر في أي مقارنة بين الدولتين. وأضاف، أن مصر ايضاً ترفض فكرة المد الشيعي الذي تسعي إليه إيران وتتمني أن يحدث في مصر، وهو الأمر الذي يجعل العلاقات متوترة بين البلدين، بالإضافة إلي مساعي إيران في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ومحاولات التبادل التجاري والإقتصادي مع مصر التي باءت بالفشل. و قال الدكتور جمال سلامة أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس، إن التصريحات التي خرجت من الجانب الإيراني، تأتي في إطار مزايدة إيران علي الدور المصري، والتنافس معها للعب دورها في منطقة الشرق الاوسط. وأضاف سلامة في تصريحات ل"صدى البلد" أن تلك التصريحات لا تختلف تماما عن شبيهاتها من تصريحات تركيا او قطر. وتابع : "قضية فلسطين أصبحت مطية للكثيرين لتحقيق أهدافهم ومطامعهم". كما أكد رؤوف سعد، سفير مصر السابق لدى روسيا، أن تصريحات إيران حول عرقلة مصر لمساعيها في مساعدة الجرحي الفلسطنيين وتوصيل المساعدات لهم، لا تستحق الاهتمام، ولن تخلق أزمة دبلوماسية بين البلدين، مشيراً إلى أن الموقف الرسمي لمصر من أزمة "غزة"، هو محاولة انقاذ الفلسطينيين من جرحى ومصابين. وأوضح "سعد" في تصريح خاص ل "صدى البلد"، أن مصر الجديدة أصبحت مصدر قلق لكل الدول التي ساندت صعود جماعة الإخوان لسدة الحكم في مصر، مشيراً إلى أن سقوط الاسلام السياسي في مصر أصبح كابوس لمثل هذه الدول، خاصة وأن أجندة كل دولة أصبحت واضحة أمام الجميع. ومن جانبه، أكد الدبلوماسي فتحي الشاذلي، مساعد وزير الخارجية السابق، أن تصريحات إيران حول عرقلة مصر لمساعيها في مساعدة الجرحي الفلسطينيين وتوصيل المساعدات لهم، لن تخلق أزمة دبلوماسية بين البلدين. وأوضح "الشاذلي" في تصريح خاص ل"صدى البلد" أن تصريحات إيران تشير الى أن هناك موقفا من مصر ناتجا عن علاقة إيران بحركة "حماس"، مشيراً الى أن موقف إيران لا يجب أن يثير فينا أي دهشة، خاصة وأن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران غير كاملة. وأشار مساعد وزير الخارجية السابق الى أن مثل هذا الكلام لا يستحق الوقوف عنده من الأساس. وكانت قد قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن السلطات المصرية لم تسمح حتى الآن بمرور مساعدات إنسانية إيرانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، مؤكدة أنها تنتظر منذ أيام موافقة مصر لنقل مساعدات إلى غزة. وفي الوقت ذاته نفت وزارة الخارجية المصرية، ما تردد حول منع السلطات المصرية في معبر رفح دخول مساعدات إنسانية إيرانية لقطاع غزة.