يعمل التلفزيون الرسمي العراقي بلا كلل لاقناع العراقيين بمساعدة رئيس الوزراء نوري المالكي على التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات واسعة من البلاد لكن السمعة التي اكتسبها المالكي الذي يصفه كثيرون بأنه شخصية طائفية قللت من تأثير دعوة الإعلام الرسمي للوحدة. ومنذ خسارة معظم شمال العراق لصالح مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية تبث قناة العراقية الرسمية مقاطع فيديو لتأجيج المشاعر الوطنية يظهر فيها جنود وكوماندوس مدججون بالسلاح بل ومطربون وممثلون لحشد تأييد الرأي العام للحكومة. وتعيد هذه الدعاية للأذهان ما كان يحدث في عهد الرئيس السابق صدام حسين الذي ساعدت آلته الدعائية على إضفاء صبغة إيجابية على كوارث مثل غزو الكويت عام 1990 أو الحرب مع إيران بين عامي 1980 و1988. وبدلا من زيادة الثقة في المالكي سلطت الحملة الضوء على ما يقول منتقدون انه فشل من رئيس الوزراء في توحيد العراق ضد المتشددين المسلحين الذين عرضوا وضع العراق كدولة موحدة للخطر. وقال قاسم السبتي وهو فنان تشكيلي في الستين من عمره "نحن نضحك بألم لأنهم يكررون نفس السخافات التي مارسها صدام." وقال محمد عبد الجبار الشبوط رئيس الشبكة الإعلامية العراقية التي تبث قناة العراقية ان ردود الفعل على مقاطع الفيديو جيدة في العموم على مستوى شرائح مختلفة من المجتمع العراقي. وقال لرويترز "على الجانب الآخر خرجت بعض الأصوات التي لم تستحسن هذه الأغاني وقالو ان هذا يذكرنا بالأناشيد الوطنية التي كانت تملأ الشاشات في فترة صدام حسين." وأضاف "لكن هناك فارقا كبيرا لأن أناشيدنا تؤكد على حب الوطن والصمود والتسامح بينما أناشيد صدام كانت تمجد في شخص واحد.. كانت ترسخ فكرة عبادة القائد الأوحد... وتركز على شخصية صدام." لكن كثيرا من العراقيين لايزالون يرون أن المالكي شخصية مثيرة للاستقطاب وأنه عمق الانقسامات الطائفية كما يرون في قناة العراقية آلته الدعائية الخاصة وليس جهاز الخدمة العامة الذي يدعو للوحدة كما تقول القناة.