كشفت دراسة في جامعة أوكسفورد،أن نسبة 90 في المائة من مادتنا الوراثية لا فائدة منها وذلك بعد مقارنة الجين البشري مع التكوين الوراثي لثدييات أخرى من الكلاب إلى الفأران. ودرس الباحثون مقاطع من الحمض النووي يشترك بها الانسان مع حيوانات أخرى انفصلت عن نَسَب البشر في مراحل مختلفة من التاريخ. وحين تكون المادة الوراثية مشتركة ومحفوظة بين الأنواع المختلفة فان هذا يعني انها تفعل شيئا له قيمة أو فائدة. ولكن العالم "جيرتون لانتر" عضو فريق الباحثين أكد ان المقارنات التي عُقدت بين المادة الوراثية للبشر والأنواع الأخرى من الثدييات أظهرت ان 8.2 في المئة من الحمض النووي البشري فقط "لها وظيفة" ، أي انها تقوم بدور مهم بما فيه الكفاية للحفاظ عليها وإبقائها خلال عملية النشوء والارتقاء. وقال لانتر لصحيفة الجارديان "بلغة العلم فاننا لا نملك دليلا على ان 92 في المئة من جيننا البشري يسهم في تكويننا البيولوجي بأي شكل". ويعرف الباحثون منذ فترة ان نسبة 1 في المئة فقط من الحمض النووي تُحفظ في الجينات التي تُستخدم لانتاج بروتينات حيوية تُبقي الخلايا والجسم حية وسليمة. وتشير الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة بلوس جَنَتيكس Plos Genetics الى ان 7 في المئة أخرى من الحمض النووي البشري لا تقل أهمية وخاصة في تنظيم مكان التعبير عن الجينات ومتى يجري التعبير عنها وكيف يجري التعبير عنها. ولكن إذا كان القسم الأعظم من مادتنا الوراثية بلا فائدة فلماذا نستمر في حمله معنا؟ يقول الباحث لانتر انه "ليس صحيحا ان الطبيعة تكون مقترة حين يتعلق الأمر بالحاجة الى جينوم اصغر. فان جين القمح أكبر بكثير من الجين البشري ونحن لم نُصَمَّم تصميما بل نشأنا نشوءا والنشوء عملية فوضوية. وان القسم الآخر من الحمض النووي هو لملىء الفراغات فقط ولكنه ليس نفايات بل قد يثبت فائدته ذات يوم بيد انه ليس عبئا".