أكد رئيس وزراء لبنان الأسبق رئيس كتلة تيار المستقبل أنه لا علاقة لما تقوم به (داعش) بالإسلام قديما وحديثا، مشيرا إلى أنه في الأزمنة الكلاسيكية الإسلامية تشارك المسلمون والمسيحيون في بناء الحضارة الإسلامية. وقال السنيورة - في كلمة في جلسة مجلس النواب اللبناني التي عقدت اليوم تضامنا مع عزة والموصل - إن "الشعب السوري يتعرض للإبادة، والشعب العراقي يتعرض للتنكيل من قبل دولة إقليمية.. وأن الاستبداد والتطرف كلاهما يستعدي الآخر، فالاستبداد في العراقوسوريا أدى إلى التطرف، إلى أين يهرب من الناس الطغيان، في هروبهم من الطائرات والبراميل المتطرفة يقعون في براثن التطرف". وأضاف "ليس صحيحا أن التدخل في سورياوالعراق يحمي الناس بل ورط لبنان في المشكلات (في انتقاد ضمني لمشاركة حزب الله في سوريا).. لا خلاص لنا إلا الدولة وليس الميلشيات وفرق الأمن الداخلي". وأكد أن الصيغة التي تم تطويرها في اتفاق الطائف، الديمقراطية والدولة المدنية واحترام حقوق الإنسان والآخر، باقي الصيغ التسلطية مرفوضة.. واقترح ضرورة اعتماد وتعميم اتفاق الطائف (الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية) في الدول التعددية في مواجهة الاستبداد الرابض والتطرف الصاعد. وأدان السنيورة العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعا الفلسطينيين إلى مراجعة عملية إدارة الصراع، وتقييم الخسائر مع الأهداف المتوخاة. ومن جانبه، قال جورج عدوان عضو كتلة حزب "القوات اللبنانية" الذي يترأسه سمير جعجع إنه "في قضيتي غزة والموصل اعتداء على الإنسان وحقوقه وفي القضيتين صمت يضج وتواطئ مؤلم". ووجه التحية إلى شعب غزة وشعب فلسطين في وجه الهجمة الهمجية التي تشنها إسرائيل، وللشعب الفلسطيني نقول وحدوا الصفوف لأن الوحدة وحدها ضمانة لتحقيق حقكم، وطالب المجتمع الدولي والجامعة العربية بالعمل لوقف هذا الجرم المتمادي. وتساءل "أين أصبحت شعارات حقوق الإنسان والحق الإنساني التي تدعون الدفاع عنها".. معلنا أن "نواب الأمة يتضامنون مع الشعب الفسطيني بمحنته وأن تكون له دولة مستقلة على أرض فلسطين وتعود له كرامته". وأدان ما يحدث مع مسيحيي الموصل، وقال "نحن نرفض ما يحصل في الموصل للمسيحيين من تهجير..والمسيحيون لا يختصرون بحرف لأنهم أرباب اللغة". (في إشارة إلى ما تردد عن وضع داعش حرف النون على بيوت المسيحيين). واعتبر أن ما يقوم به تنظيم "داعش" عمل وحشي بربري لا يمت إلى الإسلام بصلة فالإسلام والمسيحية براء من هذه الممارسات. وأضاف أننا "مدعوون اليوم لانتفاضة وطنية اجتماعية أخلاقية إنسانية في وجه كل الدواعش التي تهدد العيش المشترك وحرية المعتقد"، وأشار إلى أن ما يجري عندنا من شحن مذهبي في الداخل وتغليب للمصالح الخارجية لا يفيد. وأكد النائب اللبناني علي فياض عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لحزب الله أن التضامن هو الحد الأدنى المطلوب أخلاقيا وإنسانيا مع ما يحدث في غزة والموصل"، مشيرا إلي أنه "نقف عند دروس غزة عربيا ولبنانيا، ويؤكد أن المقاومة هي التوازن الوحيد مع العدو الإسرائيلي الذي يمكنه ارتكاب المجازر وأن يمضي مفرطا في استخدام القوى والتجربة في غزة كما في حربه على لبنان عام 2006 تثبت أنه عاجز عن فرض شروطه وأن يصل إلي انتصار من وراء الحروب.. مضفيا "المعادلات تبدلت والمقاومة في لبنانوفلسطين هي التي ترسم المعادلات". وقال "علينا التذكر دائما إن هناك قضية فلسطينية هي القضية المركزية والكبرى التي يجب أن تبقى حاضرة". وأضاف "نحن أمام خطرين في المنطقة العربية الخطر الإسرائيلي العدو العنصري والخطر الداعشي المتخلف التدميري والذي يريد أن يقسم المجتمعات العربية". ودعا فياض "كل القوى في لبنان والمنطقة العربية للتوحد في مواجهة هذين الخطرين رغم الاختلاف السياسي الجدي والعميق وأمام الخطر الإسرائيلي والداعشي على مستوى المنطقة والمجتمعات للتوحد في مواجهتهما"، معتبرا أن "هزيمة المقاومة هي هزيمة الشعب والقضية والموقف، وهناك من يعمل على تغذية داعش ودعمها وتوظيفها في الصراعات على مستوى المنطقة".