حذرت صحيفة "وورلد تريبيون" من خطر عودة الجهاديين الأجانب الموجودين في سوريا إلى بلدانهم بأوروبا وأمريكا وآسيا، كما شبهتهم بمقاتلي "الألوية الدولية"، الذين تدفقوا على إسبانيا لمقاومة الجنرال فرانكو، وشاركوا في الحرب الأهلية الإسبانية ما بين 1936 – 1939. وقالت الصحيفة إن "جهاديين من الولاياتالمتحدة، ومن مختلف الدول الأوروبية والآسيوية، جاءوا للقتال في سوريا إلى جانب منظمات متشددة مثل داعش وجبهة النصرة، وقد تغرر بمعظمهم حيث لا يدرون اسم الجهة التي يحاربونها، لدرجة أن بعضهم "يظن بأنه يقاوم إسرائيل"، وصل عددهم إلى 7000 مقاتل". وقد تأثر معظم هؤلاء المقاتلين بصيحات الجهاد بثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن ترددهم على مساجد يشرف عليها متشددون، خاصة في فرنسا وبريطانيا، وأن أكثر ما يقلق الاستخبارات الغربية هو عودة هؤلاء الجهاديين من سوريا إلى بلدانهم، وتحولهم إلى قنابل موقوتة تتنقل بحرية عبر المدن الأمريكية والأوروبية، وهى قنابل ممكن أن تظل كامنة إلى أن تنفجر بفعل أحداث معينة، أو لتحقيق هدف محدد. وفي هذا السياق، تشير وكالة الاستخبارات البريطانية "إم آي 6" إلى عودة حوالي 300 مقاتل من مناطق نزاع في الشرق الأوسط إلى المملكة المتحدة؛ وتحذر من خطر هؤلاء الجهاديين، عندما تستشهد بتصريح أدلى به وزير العدل الأمريكي إيريك هولدر، الذي قال: "لقد تحول الصراع في سوريا إلى مهد للتطرف والعنف، مما يهدد الدول الغربية عند عودة هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم". ومن جانبها، اقترحت الحكومة الفرنسية فرض حظر على للسفر مدته 6 أشهر على أشخاص معينين، بعد أن أشارت تقديرات إلى مغادرة 2 - 3 مواطنين فرنسيين يوميا البلاد، للانضمام لحركات إسلامية خارجية؛ وفضلا عن الاستقطاب الديني والأيديولوجي للقتال في الشرق الأوسط، فانه ليس من الصعب إتمام الرحلة للوصول إلى الجهة المقصودة. وأشارت إلى أن معظم المقاتلين يسافرون إلى تركيا عبر موجة سياحية هائلة، كما لعبت الحكومة التركية، إسلامية التوجه، دور كبير في تسهيل عبور الجهاديين، عبر حدود طويلة غير محروسة إلى الأراضي السورية، ومن ثم الانضمام إلى "داعش" وغيرها من المنظمات المتطرفة. وأكدت الصحيفة على الخطر الذي يشكله هؤلاء الجهاديين الأوروبيين، والذين يختلفون عن أمثالهم الأفغان أو الباكستانيين أو اليمنيين، في كونهم يحملون جنسيات غربية تمكنهم، وفقا لاتفاقيات شينجن، من التنقل بكل يسر ومرونة من بلد إلى آخر داخل حدود الاتحاد الأوروبي، وهنا مكمن الخطر الذي يشغل بال الاستخبارات الغربية، والتي باتت تحذر مواطنيها من السفر إلى سوريا، وتنذر بأشد العقوبات لمن يثبت تورطه في القتال هناك.