تناولت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية شخصية عضو منظمة حماس صلاح العاروري، المقيم في تركيا، والذي تتهمه إسرائيل بكونه الموجه والمشرف على عمليات المنظمة في الضفة الغربية. وبحسب الصحيفة فقد سرب مسئولون إسرائيليون إلى الصحافة اسم قائد العمليات في حماس صلاح العاروري، والذي يعتقد أنه خطط لعدة عمليات خطف في الضفة الغربية؛ وإنه منذ مقتل المراهقين الثلاثة، تسعى أجهزة الأمن الإسرائيلية لإلقاء القبض على عضوين من منظمة حماس، مقيمين في مدينة الخليل، يعتقد أنهما نفذا عملية اختطاف وقتل الفتية الثلاثة، لكن المراقبين والخبراء الأمنيين الإسرائيليين واثقون من أنهم سيعودون مرة أخرى للتركيز على العاروري المقيم في تركيا. وبحسب الصحيفة فقد وصفته منظمة العفو الدولية في عام 2012 بأنه أحد المؤسسين للجناح العسكري في حماس ؛ ومن خلال ملفات قضائية، يتبين أن وزارة العدل الأمريكية وصفت الرجل أيضاً بأنه قائد عسكري رفيع المستوى في حماس، وذلك بفضل دوره القديم في تزعم خلية طلابية في جامعة الخليل في بداية التسعينيات، عندما انضم لحماس؛ وأن نشاط العاروري في جامعة الخليل موثق، منذ أن بدأ 1985 في دراسة القانون، حيث انتخب في العام التالي رئيسا للفصيل الإسلامي في الجامعة. وتعد تلك الكتل الإسلامية، التي تشكلت من طلاب الجامعات، المكون الرئيسي للبنية الاجتماعية والسياسية التابعة لحماس في الجامعات الفلسطينية؛ ومن خلال تلك الكتل، التقى العاروري زعيم أعضاء المنظمة في جامعة بير زيت، والعضو في حماس، معين شبيب. ووفق التنسيق مع شبيب، وضع العاروري عدة خطط هجومية، لكن اعتقاله المبكر في عام 1990 منع تنفيذ عدد كبير من خططه في الضفة ؛ وفي أبريل 1991، أطلق سراح العاروري ليستأنف نشاطه في التخطيط لعمليات هجومية. وتشير المجلة إلى اعتراف العاروري، في وقت لاحق من اعتقاله، بتلقيه نحو 96000 ألف دولار في أغسطس 1992، من أجل الحصول على أسلحة من القيادي في حماس أبو أحمد صلاح، ولتسليم 45 ألف دولار إلى موسى محمد صلاح الدين العضو في حماس أيضا، من أجل شراء أسلحة لشن هجمات. وبالإضافة لنقله أموالا من شخص لآخر من حماس، اعترف العاروري بإيوائه مطلوبين من قبل إسرائيل، فضلاً عن تهريبهم خارج الضفة الغربية؛كما لعب العاروري، بمساعدة محمد صلاح الدين، دوراً أساسياً في إحياء ألوية القسام، برعاية حماس، قبل أن يلقى القبض عليه في عام 1992. وكان معظم قادة حماس فى ذلك الوقت قد رحلوا خارج الضفة، فاستغل العاروري سجنه لتجنيد أعضاء جدد في المنظمة، وإنشاء خلايا هجومية، ووضع خطط عسكرية؛ لكن العاروري لم يكن يدري، عند اعتقاله لأول مرة، أنه سيمضي السنوات ال 15 سنة اللاحقة داخل أسوار السجن الإسرائيلي، فقد اعترف خلال فترة اعتقاله إداريا بأعماله خلال السنوات الأخيرة. وعندما حل موعد إطلاق سراحه في عام 2007، جددت السلطات الإسرائيلية حبسه لمدة أخرى، نتيجة ممارسة نشاط محظور داخل السجن؛وعندما أطلق سراح العاروري، في 2010، حذرته السلطات الإسرائيلية من الاعتقال مجدداً إذا قرر البقاء في الضفة وغادر العاروري إلى الأردن، دون أن يسمح له بالإقامة هناك، فاتجه إلى سوريا، حيث كانت تقيم قيادة حماس السياسية؛ إلا أن اندلاع الثورة السورية، واتخاذ قيادة حماس في دمشق موقف مؤيد للثوار، إلى جانب انتقاد النظام السوري، جعل من الاستحالة على العاروري وزملائه البقاء في دمشق ومن ثم انتقل الى إسطنبول. ومن هناك، عاود العاروري نشاطه القديم في التخطيط لهجمات ضد الإسرائيليين، وكان آخرها اختطاف المراهقين الثلاث وقتلهم بحسب الصحيفة