هزت غارات جوية إسرائيلية قطاع غزة كل بضعة دقائق اليوم الأربعاء في حين واصل نشطاء إطلاق الصواريخ لتصيب عمق إسرائيل في حرب يقول مسؤولون فلسطينيون إنها قتلت 38 شخصا على الأقل في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس. ولليوم الثاني على التوالي انطلقت الصواريخ من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة باتجاه تل أبيب العاصمة التجارية لإسرائيل. ووسط صيحات الله أكبر هلل الفلسطينيون في غزة في الوقت الذي كانت فيه الصواريخ تمرق في السماء باتجاه إسرائيل في هجمات يمكن أن تمنح حركة حماس الإسلامية دعما شعبيا بعد أن أدى خلافها الحاد مع النظام الجديد في مصر إلى تعميق الأزمة الاقتصادية في القطاع. واستهدفت الصواريخ أيضا بلدات أخرى قرب تل أبيب في وسط إسرائيل وإلى الجنوب قرب غزة. وأصاب صاروخ مستوطنة زخرون يعقوب التي تقع على بعد 115 كيلومترا إلى الشمال من غزة وهو أبعد مدى تصله الصواريخ منذ أن كثفت إسرائيل هجماتها. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو إصابات خطيرة وأشادت التقارير الإخبارية الإسرائيلية بأطقم العسكريين التي تشغل بطاريات نظام القبة الحديدية الذي صنع في إسرائيل ومولته الولاياتالمتحدة جزئيا ووصفتهم بأنهم أبطال. وقال الجيش إن 48 صاروخا ضربت إسرائيل اليوم الأربعاء واعترض نظام القبة الحديدة 14 صاروخا آخر. ومع سماع دوي الانفجارات بشكل متواتر بفعل الغارات الجوية على غزة بدا شارع التسوق الرئيسي بالمدينة مهجورا إلى حد كبير. وتحدث سكان محليون عن مئات من الهجمات اليوم الأربعاء. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 550 موقعا لحماس بينها 60 منصة لإطلاق الصواريخ و11 منزلا لأعضاء كبار في حماس. ووصف تلك المباني بأنها تستخدم أيضا كمراكز قيادة. وقال مسؤولون فلسطينيون إن 25 منزلا على الأقل إما دمرت أو أصيبت بأضرار جسيمة وأنها ليست كلها مملوكة لنشطاء. وبدأ التصعيد الحالي بين إسرائيل ونشطاء غزة -وهو الأخطر من نوعه منذ الحرب التي استمرت ثمانية أيام عام 2012 - قبل ثلاثة أسابيع بهجمات صاروخية بعد خطف وقتل ثلاثة فتية يهود في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال مسؤولو مستشفى إن 30 مدنيا على الأقل بينهم ستة أطفال كانوا ضمن 38 فلسطينيا قتلوا خلال يومين من القتال وأصيب 230 شخصا آخرين. وكانت القاهرة قد توسطت في هدنة في الصراع الذي نشب قبل عامين لكن العداء الحالي الذي تضمره الحكومة المصرية تجاه حماس والتي تتهمها بمساعدة المتشددين في سيناء يمكن أن يزيد من صعوبة لعب دور الوسيط. وتنفي حماس هذه الاتهامات. وأجبرت الصواريخ الفلسطينية الإسرائيليين على الهرب للملاجيء حيث قطعت محطات الإذاعة البث المعتاد للإعلان عن أماكن انطلاق صفارات الإنذار لكن بورصة تل أبيب لم تتأثر بالأحداث وأنهت تعاملاتها على ارتفاع طفيف.