الفن بصوره المختلفة مسرحي أو سينمائي أو في صورة تمثيليات تليفزيونية بات يشكل عنصرا هاما في بناء الأمم وتطورها لأنه نابع من وجدان تلك الأمم، وقد لعب الفن قديما وحديثا دورا هاما في نضال الشعوب ضد المستعمرين والغزاة، وكان أحد أدوات تخلص كثير من تلك الشعوب من ديكتاتورية الأنظمة المستبدة وساعد في تحرر العديد من شعوب العالم، بل إنه كان أحد الوسائل لتقدم كثير من الدول في العلم والتكنولوجيا. والمتابع لأحوال الفن في مصر لابد وأن يلاحظ مدى التغير الذي طرأ عليه خلال السنوات الماضية والحقيقة أنه تغير للأسوأ وليس للأفضل كما كان يتمنى الجميع حتى صارت الأعمال الفنية مجرد وسائل للتربح وجمع الأحوال بعيدا عن الهدف والمضمون، فبدأنا نرى أعمالا يغلب عليها العنف بصوره المختلفة وأعمالا تتسم بالسطحية الشديدة التي تصل لدرجة الاستخفاف بعقول المشاهدين لتلك الأعمال، ورأينا أفلاما وتمثيليات تحرك غرائز الشباب وتسيء لقيم المجتمع المصري وأخلاقه ومبادئه وكل ذلك تحت شعارات خادعة وكاذبة يرددها منتجو تلك الأعمال الهابطة من أعمالهم تعكس حال المجتمع ومشاكله وتهدف إلى إيجاد حلول لها، وهذا قول حق يراد به باطل، فما حدث أن تلك العمال السيئة أدت إلى ظهور أشكال من العنف لم يكن يعرفها المجتمع المصري بعد أن أصبح أبطال تلك الأعمال يمثلون قدوة للصغار والشباب وشهدنا انحرافات لم نكن نعرفها بسبب التقليد الأعمى لما تحويه تلك الأفلام والتمثيليات حتى الألفاظ الخارجة والشتائم بدأ الناس ينقلوها عن بعض من يمثلوا أدوارا بتلك الأعمال. وقد آن الأوان لتكون هناك وقفة من المجتمع المصري للتصدي لهذا الانحدار الفني، وعلى الدولة ممثلة في وزارة الثقافة بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني التصدي لهذه الظاهرة والعمل على تشجيع الأعمال الجادة التي ترقى بثقافة المجتمع واخلاقة وتعود بنا للمبادئ القويمة والأخلاق الحميدة من أجل الحفاظ على ثروتنا من الشباب ووقف مظاهر العنف غير المبرر الذي ساد المجتمع المصري وإعلاء قيم السلام والمحبة والاحترام والعلم.