في المرة الأخيرة رأيتها، كانت تتخذ جلسة النساء من أهل القرية أمام سحارة الترعة ومن حولها أولادها وعلى حجرها صغارها يرضعون وما أن رأتني حتى زامت ثم أرسلت صياحاً عالياً فلما اقتربت منها لم أرصد من تفاصيلها سوى وجهها الذي أعرفه، أما جسدها فكان قد تحور وصار جسدا لسمكة كبيرة، حاولت أن تقوم كما كانت فيما مضى لكن جسدها بهيئته الجديدة لم يساعدها فاكتفت برفع رأسها وهز ذيلها وصغارها يتساقطون عن ثدييها، فلما دنوت منها رمت بنفسها ومعها كل أولادها فابتلعتهم سحارة الترعة بمائها العكر، وقفت لبرهة انتظر ظهورها لكن الماء كان قد سكن وعاد سيرته. كانت فلة متعتي، ألعب معها ، أطعمها، وكانت هي لا تأنس لأحد إلى أحد بالمنزل سواي حتى فاجأها جدي بعصاة الغليظة فشج رأسها فارتمت تعوي بأنين سرعان ما انكتم صداه، كانت عيناها مصوبتان في كل الاتجاهات تسائلنا جميعاً لماذا، هربت من نظراتها، وهرب هو منها لما جرها ليرمي بجسدها الرشيق في الترعة، ولما عاد متأففاً صاح على محروسة فقامت كأوامره تسخن له الماء ليغتسل من النجس، كان مازال منفعلاً وهو يسب اليوم الذي وافق فيه على وجود كلبة أنثى بالمنزل حتى جلبت له العار عندما قصدتها كلاب القرية. كانت سعدية قد دخلت منزلنا لتخدم فيه، كان أبوها الجنوبي قد هبط بلدتنا ليعمل في قمينة الطوب التي نمتلكها، لم تكن له مهارة العمال، ولم تكن له صنعة واضحة، فأسكنه جدي مع زوجته وبناته الثلاث الغرفة الصغيرة الواقعة أسفل مكتبه الذي يشرف منه على سير العمل. كانت هي الكبرى، وكانت بدمامتها الفجة قد تخطت الثالثة عشرة فبرز صدرها وتحددت تفاصيلها فلم تسلم من مضايقات العمال حتى رأى جدي أن تكون بالمنزل فقل ذهابي إلى المصنع. في المرة الأولى قصدت أن أحتك بها فاتسمت مبتعدة، وفي المرة الثانية مددت يدي إلى ثدييها فتأوهت دون صراخ ، ولما كانت المرة الثالثة كنت معها داخل عشة الفراخ. كانت دميمة لكن اشتعال رغبتي أعماني، فلما انتهيت صرت أبصق عليها متأففاً، ولما علت بطنها أدركت مدى جريمتي. كانت الدراسة قد بدأت فقالت لي ماذا أفعل؟ لم ارد، كنت في حيرة، ماذا سيفعل بي أبي، وكيف أنظر في وجه جدي، هربت منها إلى العاصمة، تهت في زحام أقراني وأنا أنتظر كل يوم من سيهبط عليّ ليمسك بي ويجبرني على الزواج منها. مضت شهور التيرم الأول، وتحججت في إجازة نصف العام برحلة إلى الأقصر وأسوان، ولما استنفدت الإجازة لم أقصد البلدة فتفاجأت بهما جدي ووالدي. قال جدي: اعترفت عليك لما فتن العمال عن بعضهم أيهم يبدأ أولاً فشاهدها أبوها ولولا ذلك لكنت قد اجبرتك على الزواج منها ونسب مافي بطنها إليك، لكنها فتحت فرجها للجميع!. لم أتكلم، وضعت رأسي عي الأرض لكن كف أبي ولطمته القوية ولد اصطدامهما بوجهي شرراً كهربياً رأيته يتطاير من عينيّ. قالا: لا تهبط البلدة وتعيش هنا وحيداً، ولما انصرفا حكى لي عبد النعيم خادمي النحيف أن جدي فرض على واحد من العمال أن يتزوجها فعقد عليها وهي على وشك أن تضع، فانكسر أبوها ولم يعد سيرته الأولى وانزوت أمها عن كل النساء حتى وضعت، فطلب أبوها من زوجها أن يرمي عليها اليمين وجمع أشياؤه وعه عائلته باتجاه القطار، لكن الناس وجدوا جثتها ومعها وليدها داخل جوال طاف على سطح الترعة أمام السحارة. قال عبد النعيم أيضاً إن رأسها كانت مهشمة من الخلف مثلما باغت جدي خشية العار، فصرت أراهما وقد اتخذا جسدا واحداً بملامح وجه سعدية، وشعر فلة وذلك الجسد الغريب لسمكة عروس النيل.