6 انفجارات فى مناطق مختلفة من محطات المترو تخلف ثلاث مصابين بإصابات طفيفة، ولكنها تخلق موجه من الخوف والرعب والترويع فى صدور الملايين ممن سمعوا بالخبر سواء كانوا مستخدمين للمترو او لا .. وهذا هو الهدف من تلك الأعمال الخسيسة "الترويع والإرهاب" وأيقن المصريين ان القتلة يستهدفوا كل ما هو مصرى بالقتل. ولكنى توقفت كثيرا عند الخبر ماذا يجنى القتلة من وراء هذه التفجيرات .. فهل سينتصروا لدين الله؟ ام انهم لطخوا وجه الدين الحنيف بالإرهاب ، عندما نقلت نشرات الأخبار حول العالم قيام عناصر من الإسلام السياسى بتفجير محطات المترو بالقاهرة. هل سينتصروا لفكرة سياسية يجعلون بها أهل مصر يقبلون على افكارهم ويلتفون حولهم ويناصروهم كيف وايديهم ملطخة بدماء المصريين؟ أم إنهم جنوا مزيدا من الكراهية وحصدوا كثيرا من المقت والنبذ. وبعد ايام قلائل يفاجئنا الإرهابيين القتلة بعبوات إخرى خسيسة لا يزرعها غير الجبناء تحصد فى اليوم الثانى للشهر الكريم ارواح اثنين من ضباط المفرقعات عقيد ورائد نحسبهم عند الله شهداء دفعوا ارواحهم دفاعا عن الوطن والواجب ولاقوا الله وهما صائمان، ونواجه نفس الأسئلة ماذا جنى القتلة غير مزيدا من الكراهية؟. كما لايمكن القبول عقليا بأن هؤلاء القتلة مخدوعين تم عمل مسح مخ لهم فقبلوا ذهنيا بأنهم يستطيعوا التغيير وفرض إرادتهم بالعنف والترويع، وهذا إفتراض غير مقبول او معقول، لأن الجرائم التى ترتكب فيها من الفطنة والذكاء الإجرامى ما يجعلنا نقبل بأنهم ليسوا بأغبياء أو مخدوعين وانما قاموا بأفعالهم بإرادة واعية تمارس القتل وإزهاق الأرواح بدم بارد مستهينة بكل الحرمات. ولان الإرهاب ليس بسلوكا مستحدثا ولا موجة هبت فجأة على البشرية بل هو متأصل ومتجزر فى المجتمعات الإنسانية على مر العصور، تخرج جماعات تؤمن بأفكار وتيقن انها الحقيقة المطلقة وفى سبيلها تضحى بكل القيم والأخلاق وحقوق الإنسان بل وثوابت الأديان، ويكون أدواتها فى سبيل ذلك "الإرهابى" وهو العنصر البشرى القائم بالإرغام والترويع والإرهاب لفرض هذة الفكرة والإكراه على التصديق بها، وهذا الشخص له سمات وعوامل تكوين وادوات تفكير حددها علماء النفس البشرية فى عناصر العدوانى والسيكوباتى والسادى وجميعهم يتلذذ بإيلام الأخرين ولايجد اللذة سوى فى الإكراه وممارسة العنف، ولا ينتشى بالسعادة إلا من خلال صرخات الألم ومتعة الحرق ولذة الترويع، وينفرد عنهم السادى بأنه يرى فى نفسه القيادة والقدرة على تسيير البشر وحب الزعامه ولا مجال لديه إلا فى هذه التكوينات الشاذة. وهذة العناصر بتكويناتها المتعارضة مع الإنسانية منتشرة بكثرة فى المجتمعات وعلى مر العصور منها من يجد الفرصة للتعبير عن كوامنه والتنفيس عن ملذاته فيتلهف الى التشكيلات العدوانية للإنسان التى تكونت من أجله ومن اجل امثاله فتكون النتيجة اشخاص قريبون جدا منا لا نصدق انهم سينزلون الى هذا الدرك السفلى الحقير والخسيس فى التلذذ بالإيذاء، وإما يظلون بعيدا يكبتون مشاعرهم العدوانية ويخرجونها فى صورة إيذاء لمحيطهم البشرى او حتى لأنفسهم. وإذا كانوا لا يستطيعوا الإنخراط فى هذة الجماعات فإنهم ينفثون عن ذلك بحبهم وتأييدهم للقتلة، وتناقل حكاياتهم وجرائمهم بالفخر والإنتشاء والتهويل، ويتلذذون بالفعل كأنهم هم القتلة، وعندما يسمعون عن جريمة ينتشون فرحا ويهللون وتنفرج اساريرهم. وغالبا ما يلجأ اصحاب هذا الشذوذ الإنسانى الى غطاء أخلاقى يبرر السلوك العدوانى، أمام انفسهم اولا ثم امام المجتمع، فيكون الدين هو الأداة التى يمارسون تحت رايتها جرائم اللذة، فيقول لنفسه انه يدافع عن دين الله وباسمه يقتل ويكبر باسم الله ويذهق الأرواح وهو يحمل راية الدين. وعرف علماء النفس السلوك الإرهابى بأنه العنف والتخويف والترويع لتحقيق أغراض سياسية، عن طريق الاستعمال المنظم لوسائل استثنائية للعنف من أجل الاستيلاء أو المحافظة أو ممارسة السلطة، وبصفة خاصة هو مجموعة من أعمال العنف تتمثل فى إعتداءات فردية أو جماعية أو تدمير تنفذها منظمة سياسية للتأثير على السكان وغالبا ما تحمل غطاء دينى فتكون محاولة الجماعات والأفراد فرض أفكار أو مواقف أو مذاهب بالقوة لأنها تعتبر نفسها على صواب والأغلبية مهما كانت نسبتها على ضلال، وتعطي نفسها وضع الوصاية عليها تحت أي مبرر ومن هنا يأتي أسلوب الفرض والإرغام.