قال الكاتب والصحفي الأمريكي دانيال جرينفيلد فى مقال له بمجلة (فرونت بيدج) الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن خطته لقتال القاعدة من خلال تسليحها. وأفاد جرينفيلد –في مقاله المنشور بالعدد الأخير للمجلة على موقعها الألكتروني- بأن إدارة أوباما طالبت الكونجرس يوم أمس الأول تخصيص نحو 500 مليون دولار في شكل تفعيل برامج تدريب عسكري وتوفير الأسلحة لصفوف المعارضة السورية. وفي هذا الصدد أعاد جرينفيلد إلى الأذهان عدم قيام أوباما بطلب الأذن من الكونجرس لضرب ليبيا خلال الأعوام الماضية، كما أنه أعلن أنه لن يأخذ موافقة الكونجرس لضرب العراق مجددا. واعتبر جرينفيلد أن السبب الوحيد الذي يدفع أوباما لطلب الأذن للقيام بعمل ما يكمن وراء رغبته في تأمين المبررات السياسية أو لتغطية حماقته،على حد تعبيره، وذلك لإدراكه بأن ما يفعله هو تنفيذ فكرة سيئة للغاية. وقال إنه وفقا لطلب"عمليات الطوارئ في الخارج"، فإن هذه الأموال المخصصة لسوريا تعد جزءا من برنامج أعلنه أوباما بميزانية تقدر بنحو 5 مليارات دولار للمساعدة في بناء بنية تحتية جديدة لمكافحة الإرهاب مع الدول الصديقة للولايات المتحدة. وأضاف جرينفيلد:" أن أوباما يمضي قدما نحو الانخراط في سياسة مكافحة الارهاب من خلال تسليح وتدريب الارهابيين أنفسهم"، مشبها ذلك بعملية توفير البنادق لعصابات الاتجار بالمخدرات في المكسيك لوقفها من امتلاك البنادق. وأوضح الكاتب الأمريكي أن الطلب لم يشمل تحديد نوعية المعدات العسكرية التي سوف تُمنح لهؤلاء، إلا أنه بمقتضى البرنامج الحالي، قامت الإدارة الأمريكية بإرسال كميات محدودة من الأسلحة الصغيرة والذخائر، وهو أمر يسمح للدول الأخرى بإرسال الأسلحة الأمريكية المضادة للدبابات...معتبرا أن واشنطن تواصل منح الأسلحة لأشخاص قد يستخدمونها لاحقا ضد أهداف أمريكية. واستشهد جرينفيلد على ذلك بعملية إسقاط مروحية أمريكية في أفغانستان على يد حركة طالبان، التي استخدمت شحنة قطرية محملة بصواريخ "ستينجر" كانت مخصصة إلى ليبيا...قائلا:" إن هذا المثال دليل على روعة خطط وعظمة خطط أوباما"، مؤكدا أن أوباما لطالما غض طرفه عن تهريب الأسلحة من قطر إلى الجهاديين في سوريا. وسلط جرينفيلد الضوء على تصريحات المسئولين الأمريكيين بأن ال500 مليون دولار المخصصة لتفعيل برامج التدريب وارسال المعدات العسكرية سوف تذهب إلى "عناصر مختارة" من صفوف المعارضة السورية للدفاع عن الشعب السوري ولبسط الاستقرار في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم وتيسير تقديم الخدمات الأساسية. وقال الكاتب الأمريكي إن هذه "العناصر المختارة" لا تعدو سوى كونها العناصر التابعة للجيش السوري الحر، والذي يتألف أغلبه من تحالف ميليشيات اسلامية تعمل تحت عباءه قادة إسلاميين، بعضهم نفذ عمليات مشتركة مع جبهة النصرة الارهابية وتنظيم القاعدة، على حد قوله.