قال الكاتب الإسرائيلي دانييل جرينفيلد، إن الربيع العربي مات في مكان نشأته تونس وبنفس الاحتجاجات العنيفة ولنفس السبب "السخط الاقتصادي" الذي أدى إلى استقالة حزب النهضة الإسلامي التونسي من الحكم. وأضاف جرينفيلد في مقال له بمجلة "فرونت بيج" الأمريكية، إنه كان بإمكان الإسلاميين الذي جلبهم الربيع العربي إلى السلطة, الصمود أمام تلك الاحتجاجات في تونس ولكن الإطاحة بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي أثار مخاوفهم من دخولهم في نفس عقاب إجرام جماعة الإخوان المسلمين في مصر. وأكد جرينفيلد أن مصر وتونس اللذان يعدان الفائزان الأكبر في الربيع العربي يبدوا وكأنهم لم يفعلوا شيء، مشيرا إلى أن الصورة لا تبدو مشرقة على الإطلاق للإسلاميين وخاصة في ليبيا والمغرب إيذاء تطور الأحداث ضدهم. وأشار جرينفيلد إلى إن سعي جماعة الإخوان للاستحواذ على سوريا ينهار نظرا لفقدان الجيش السوري الحر الكثير من جهاديين القاعدة والتفوق العسكري للجيش النظامي بالإضافة إلى فقدان الأمل في التدخل الغربي العسكري. وأوضح الكاتب أنه بالرغم من رهان الإخوان على الدعم الغربي إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يقدر على إنقاذ مرسي في مصر ويبدو أنه لا يقدر على إنقاذ الجيش السوري الحر في سوريا أيضا مشيرا إلى أن الغرب ساعد الإخوان على تولي السلطة والإطاحة بالأنظمة الضعيفة ولكنه لم يقدر على مساعدتهم على البقاء في السلطة. ويرى جرينفيلد أن أوباما كان بمثابة أكبر نعمة ونقمة للإخوان المسلمين لأنه كان بمثابة زعيم أمريكي متعاطفا بشكل علني مع قضيتهم، ولكنه كان أضعف من أن يحميهم. وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن خطأ جماعة الإخوان في مصر وحزب النهضة في تونس يتمثل في افتراضهم أن الانتصارات السياسية من شأنها تسمح لهم تنفيذ أجندتهم الدينية قبل التحسينات الاقتصادية الفعلية. وقال إن نجاح الثورة التي كانت ضد نظام الإخوان في مصر ربما أدى إلى إنقاذ سمعتهم للعبهم دور الضحية لأن وقوعهم في كارثة اقتصادية في مصر لم يبرهن فقط على وحشيتهم واستبدادهم ولكن عدم كفاءتهم في كل شيء. وأضاف جرينفيلد أن حقيقة الربيع العربي لا تتمثل في فشل الإخوان كحركة سياسية بل فشلهم في الإصلاح الاقتصادي للبلاد، منوها إلى أنهم اثبتوا تفوقهم في تنظيم أنشطتهم ولكنهم أخفقوا في الإدارة.