عرف الرأي العام المهندس يحيى حسين عبد الهادي، رئيس مركز إعداد القادة، في مارس 2006، عندما قدم بلاغه الشهير للنائب العام ضد المسئولين عن صفقة عمر أفندي، لما فيها من إهدار للمال العام، ليدخل بعدها في معركة مع الدولة، بعدها شارك في الجمعية الوطنية للتغيير، وأسس حركة "لا لبيع مصر" واتجه للعمل العام، حتى أعلن نيته الترشح للرئاسة.. وكان ل"صدى البلد" هذا الحوار معه: * كيف ترى ظاهرة زيادة عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية؟ ** الأول كنت انظر للامر على أنه شيء طبيعي لشعب أول مرة يمارس حقه في الترشح لانتخابات الرئاسة، وكنت اعتقد مع مرور الوقت وفتح باب الترشح سيتقلص عدد المرشحين، ولكن حدث العكس وهى ظاهرة بالنسبة لي غير مفهومة. * وهل ترى الأمر في مصلحة مصر؟ ** لا أعتقد أن زيادة عدد المرشحين في مصلحة الوطن، لأنه من الصعب اختيار الافضل والجيد وسط هذا العدد الكبير من المرشحين. * ما الصفات المطلوبة في رئيس مصر القادم؟ في المرحلة المقبلة أعتقد أن رئيس مصر القادم يجب أن يجمع بين رجل الدولة ورجل الثورة، رجل دولة بمعنى انه مارس الادارة ونجح فيها، ورجل ثورة أي أنه من الوجوه التى شاركت في ثورة 25 يناير. * وهل تنطبق هذه المواصفات عليك؟ ** أنا رجل دولة مثل عمرو موسى والفريق أحمد شفيق، ورجل ثورة مثل حمدين صباحى وأبو الفتوح والبسطويسى، ويقال إننى الوحيد الذى أجمع بين الصفتين. كما يميزني عن باقي المرشحين كونى ضابطاً سابقاً، فأنا الوحيد بين المرشحين، نصفى مدنى ونصفى الآخر عسكرى، وفي النهاية إذا لم أوفق في جميع التوكيلات أو النجاح في الانتخابات، فقد أبرأت ذمتي أمام الله، حيث وجدت أن المصلحة العامة تقتضي أن أتقدم لهذه المهمة الشاقة، وأي شخص يجد في نفسه الكفاءة لخدمة مصر عليه الترشح فهذا واجب وطني. * من أين ستمول حملتك الانتخابية بعد أن تنازلت عن راتبك في الشهور المقبلة؟ ** يعتقد البعض أن قلة التمويل لدي من الممكن أن تعوقني عن الترشح والنجاح، لأن هناك من ينفق الملايين، ولكنني أعتقد أن هذا الأمر يميزني، حيث دخلت الانتخابات معتمدا على محبة الله والناس، فمن يراني مناسبًا لكي أكون خادمًا لمصر، فعليه أن يتحمل مشقة الذهاب للشهر العقارى ويعمل لي توكيل وسأعلن ذمتي المالية قبل الانتخابات، وسيكتشف الناس إنها ذمة يخجل من هم في مستوايا الوظيفي، فهى عبارة عن شقة 120 مترًا في مساكن القوات المسلحة بمدينة نصر، مازالت أسدد أقساطها، وأخرى 60 مترًا حصلت عليها بعد زواجي من شقق المحافظة، وسيارة قديمة عمرها 29 عامًا. * ما موقف الزوجة وهل استعدت للقب سيدة مصر الأولى؟ ** نحن أسرة مصرية بسيطة، العمل العام يعرضنا للضغط العصبي والظهور الإعلامي وهو ما يقلق زوجتي، ولكننا تدربنا من تجربة عمر أفندي على هذه الضغوط، وزوجتي تعلم أنني لا اقوم بأي خطوة قبل عمل استخارة وأقتنع بها. وبالنسبة للقب "سيدة مصر الأولى" فقد انتهى عصره، أنا صعيدي وزوجتي بطبيعتها خجولة لا تحب الظهور الاعلامي مثل ملايين السيدات في مصر تقف بجوار زوجها، وبالتالي تفضل أن تكون مثل زوجة عبد الناصر بعيدة عن الحياة العامة، فهى إنسانة متعلمة ولا تعمل، ساندتني في معركتي مع الدولة، قالت لي لا تعول هم البيت "هندبرها". وخط الدفاع الأول لأي مرشح هو المرشح نفسه ويجب أن يكون نظيفًا بلا شائبة، حتى تكون لديه القدرة علي المقاومة والتصدي لأي هجوم، وخط الدفاع الثاني هو الأسرة والزوجة تقف بجواره وتسانده، والثالث هو الرأي العام ونظرة المجتمع له. *كيف ترى العلاقات المصرية الخارجية خاصة الأمريكية في الوقت الحالي؟ ** الوقت الحالي هو امتداد لسنوات طويلة من الذل، من الواجب أن تكون علاقتنا بجميع الدول علاقة طيبة قائمة على مصلحة الوطن، ولكن مع أمريكا وما شابه قد تتعارض مصالحنا مع مصالحهم، لذا يجب أولا ألا نشعر في داخلنا بالدونية، ويكون ما لدينا على أرض الواقع ما يدعم كرامتنا، من عناصر القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، ويجب أن ننهض، ولن ننهض الا إذا كان خلفنا شعب واعي، وليس شعبًا يغلق مصانعه ويطرد سائحيه. * وما موقفك من الاحتجاجات الفئوية ودعاوى العصيان المدني؟ ** أنا مع القانون، لم نقم بالثورة لينتهي بنا الحال إلى طرق مقطوعة، انا كنت في ميدان التحرير ولا يستطيع أن يزايد علي أحد، لكن المشكلة أن مجموعة الثوار الحقيقيين الذين اجتمعوا في ميدان التحرير وميادين مصر، في الأسبوع الأول للثورة – أسبوع الخطر – ليقولون لمبارك ارحل، ذهبوا للسماء ونحسبهم عند الله شهداء، وبقي منهم 30 – 40 شخصًا يتنقلون في الاستوديوهات، بعضهم ثوار وأغلبهم لا شأن لهم بالثورة. وأعتب على زملائي أنهم تركوا هؤلاء يتحدثون ويصرحون في الإعلام دون إدانة أو ردع، فكثرة الاتحادات والائتلافات المتحدثة باسم الثورة "مسخرة" أضرت بالثورة، فتعطيل الإنتاج ليس ملك شخص وإنما ملك 85 مليون مواطن مصرى. * ما أهم القرارات التى ستأخذها في حالة توليك الرئاسة؟ ** أولا المصالحة بين الثوار وباقي المجتمع، فأنا مؤهل لعمل هذا لأن علاقتى جيدة بالجميع بمختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية، ثانيا تطبيق القانون بالتزامن مع تغليظ العقوبات على جرائم قطع الطريق وحمل السلاح بدون ترخيص، لأن تشجيع الاستثمار لن يتحقق إلا بعد تحقيق الاستقرار الأمني.