قالت مجلة "نيوستيتسمان" البريطانية إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) باستيلائه مؤخرا على مناطق حدودية بين العراقوسوريا والأردن إنما استهدف محو الحدود التي رسمتها أيدي الاستعمار في القرن الماضي. ورأت المجلة -في تقرير على موقعها الإلكتروني- أن محو الحدود وسيلة هؤلاء الجهاديين لبناء دولة خلافة كبرى تترامى أطرافها قدر الإمكان. ومن منظور جيوسياسي، اعتبرت المجلة هذا التحدي من جانب داعش لسلطة الدولة التقليدية وكافة الاعتبارات الوطنية، بمثابة جزء من اتجاه عالمي تقوده عناصر لا منتمية بدافع الإرهاب؛ لكن هذا الاتجاه أظهر ما يكون في الشرق الأوسط وأفريقيا، على أنه أيضا متواجد في آسيا المطلة على الباسيفيكي ودول مثل أندونيسيا. واستغربت "نيوستيتسمان" من اندهاش أجهزة المخابرات الغربية على مدار الأسبوعين الماضيين من ظهور داعش في العراق، وقالت إنه ليس ثمة ما يبعث على الاندهاش، وإذا كان التنظيم غير اسمه العام الماضي من (القاعدة في العراق) إلى (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) فإن ذلك إنما يعكس تنامي طموح التنظيم ليس إلا. وذكرت المجلة سببا آخر كان كفيلا بإزالة دهشة استخبارات الغرب، وهو أن تنظيم داعش على مدار 18 شهرا ماضية وسّع قواعده في سوريا. ورأت المجلة في أحداث العام الماضي إشارة واضحة على صعود نجم جماعات التطرف الإسلامي حول العالم، وهي رؤية تدعمها الإحصائيات المحايدة التي رصدت ارتفاع أعداد الجماعات الجهادية السلفية -ومن بينها تنظيم القاعدة وتوابعه- من 31 إلى 49 جماعة منذ عام 2010 بنسبة 58%. والتفتت "نيوستيتسمان" خارج العراقوسوريا، إلى اليمن راصدة ازدهار الجهاديين السلفيين في هذا البلد بالشرق الأوسط.. ورصدت كذلك ازدهار الإرهاب شرق وغرب أفريقيا.. ودللت على ذلك بالإشارة إلى سلسلة الهجمات القاتلة التي شهدتها العام الماضي كل من كينيا والصومال والجزائر وماليونيجيريا. وتوقفت المجلة عند نيجيريا، راصدة سطوة جماعة (بوكو حرام) التي اختطفت مؤخرا نحو 200 فتاة ولم تفرج عنهم حتى الآن، وأشارت إلى قتل هذه الجماعة أكثر من 200ر1 شخص في أقل من 8 أشهر العام الماضي، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة. وأومأت المجلة صوب الساحل الشرقي الأفريقي، حيث جماعة (الشباب) تعيث فسادا مفجرّة مولا للتسوق سبتمبر الماضي مخلفة 63 قتيلا..ثم اتجهت المجلة صوب تونس، راصدة عمليات اغتيال لسياسيين على أيدي جماعة أنصار الشريعة العام الماضي.. وأشارت كذلك إلى توسّع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ممتدة إلى صحاري ليبيا ومتوغلة في مالي العام الماضي. وأكدت "نيوستيتس مان" أن ما تقدم ليس إلا نماذج على تنامي وجود عناصر لا منتمية لدول تمارس ضغوطا على الحكومات، على غرار (طالبان) في أفغانستان وباكستان، و(حزب الله) في لبنان و(الإخوان) في مصر. وخلصت المجلة البريطانية إلى القول بأن صعود نجم هذه العناصر الخارجة على القانون كفيل بأن يبعث القلق في نفوس الغرب.