تعيش على أمل واحد، هو رؤية ابنها التي أرغمت على تركه بأمر زوجها، 7 سنوات قضتها شيرين صاحبة الثلاثين عاما داخل أروقة محكمة الأسرة بزنانيرى، باحثة عن وسيلة لتحقيق حلم اللقاء بصغيرها، تقطع مئات الكيلومترات من قريتها الصغيرة الواقعة على أطراف محافظة الشرقية، متحدية اليأس الذي بدأ يتسلل لقلبها. "لن أفقد الأمل في أن يجمعني الله بابني" بهذه الكلمات المملوءة بالإصرار والتحدي بدأت شيرين رواية تفاصيل مأساتها التي بدأت فى صورها الأولى منذ سبع سنوات ل"صدى البلد" قائلة:"طليقي سامحه الله حرمني من رؤية طفلي، ولمس وجهه الصغير، حرمني ان أرى خطواته الأولى، وهو يكبر امامى، كان عمره حينها لا يتجاوز العامين، والأهم أنه حرمني من أن اسمع كلمة ماما، وأقسم اننى لن اسمعها مرة أخرى، جعل ابني يتيم وأنا لازلت على قيد الحياة، الآن أتم عامه السابع الذي لم أرَ فيه ابني، حاولت أن أراه بشكل ودى ولكنه رفض، لجأت إلى المحكمة وحصلت على أحكام بضمه، ولم استطع تنفيذها، لانه ببساطة يهرب بالولد قبل التنفيذ إلى مكان غير معلوم، سنوات وابحث عن حقوقي ولكن دون فائدة، اقطع مئات الكيلومترات من قرية بالشرقية إلى القاهرة لأصرف 300 جنيها نفقة، اصرف معظمهم على المحضرين والانتقالات والاكراميات". تحبس دموعها وتحاول التظاهر بالثبات وتقول :" لم يكتف بالعذاب الذي أذاقه لي على مدار الثلاث سنوات التى قضيتها معه فى غرفة ببيت أهله الآيل للسقوط، مع ستة أفراد، وأبناء شقيقته الذين اتخذوا من جسدي متنفسا لرغباتهما المكبوتة، تحملت الاهانة والسب والضرب من اجل أن أعيش، ومن اجل تربية الجنين الذي كان يتكون فى احشائى حينها، ورضيت ان اتحول إلى خادمة لعائلته، وشقيقته العانس صاحبة الخمسين عاما وأمه" المفترية"، خضعت بقوة الكرباج الذي خصصه لانتهاك جسدى إذا رفضت معاشرته، والحبل الذى يقيدني به فى السرير لاغتصابي، وضربي اذا طلبت ان أعود لشقتي التي اوهمنى انه يمتلكها عندما تقدم لخطبتي، اكتشفت فيما بعد أنها إيجار، والحقيقة اننى لم أقيم بهذه الشقة الا لممارسة العلاقة الحميمة معه فقط، وباقي الأيام عند أهله من باب التوفير". تصمت شيرين قليلا ثم تستطرد حكايتها قائلة :" حاولت ان أتقرب منه، وطلبت منه أن يتقى الله فى، لكنه صم إذنيه، وقطع جسدي بكرباجه، واصابنى بكسر فى ضلوعي، أنهك قواى واصابنى بالمرض والهزال بعد ان منع الاكل عنى ايضا من باب التوفير، وتحولت لهيكل عظمى، صبرت من باب ظل راجل ولا ظل حيطة". تأخذ نفسا عميقا ثم تقول :" لا يمكن ان انسي اليوم الذي طردني منه من البيت، وجردنى من مصوغاتي، خرجت من المنزل بلا شيء يسترني او مال، والاهم فلذة كبدي، ولولا ان سخر الله لي أولاد الحلال، وساعدوني للسفر الى بلدتي، لا اعلم ماذا كان سيكون مصيري، وكل ذلك بسبب الحاحى على الانتقال الى شقتى، بعدها أيقنت ان الحياة لن تستقيم معه، فرفعت عليه قضية طلاق وحضانة ونفقة، صدرت إحكام لصالحي، حينها حاول خطفي بمساعدة شقيقته، لإرغامى على التنازل عن حقوقى، لكنى نجيت بأعجوبة، استمر فى ابتزازي، ووصل الأمر ان أهله تعدوا على بالسكاكين داخل المحكمة، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وانقذتنى من ايديهم موظفة المحكمة تدعى وفاء". تتسارع أنفاس وفاء وبصوت يتلون بنبرات البكاء تستكمل:" اضطررت للعمل بعد طلاقي، فقد أصبحت عبئا ثقيلا على والدي ضيق الحال، فالتحقت بوظيفة بمعهد الأورام بالعجوزة، لكنى تركتها بسبب السفر الذي أنهك صحتي، كنت غبية عندما صدقت ما اوهمنى به بأنه مهندس زراعي ولديه شقة تمليك وصاحب معرض سيارات، تسرعت عندما تزوجته فى 15 يوما دون ان اسال عنه جيدا، او اتحقق من سبب طلاقه من زوجته الأولى بعد شهر من زواجهما". "اتمنى ان ينظر الرئيس عبد الفتاح السيسى الى مشكلتي، انا انتخبته لكي يساعدني ان أقابل ابنى ولو لخمسة دقائق، وأناشده ان ينصف بني جنسي من النساء المقهورات" وفاء التى لاتزال معاناتها مستمرة قالت عباراتها الاخيرة بصوت متهدج، راجية طليقها بأن يتقى الله، محذرة إياه بأنها لن تتخلى عن حقوقها، ولن تتنازل عن ابنها له مهما طال الزمن.