يتساءل الناس جميعا كيف أن نعيد بلدنا إلى ما كانت عليه وما هو دورنا في إتمام ذلك، ولكل من يحوم حوله هذا السؤال فإني أدعوه إلى أن نعود في داخلنا الى المرحلة التى كانت عليها مصر من وجه نظر من يطالب بهذه العودة حتى نصل إلى الطريق نحو إعادة الزمن الجميل إلى هذه الدولة التى ادخلت الحضارة إلى العالم منذ آلاف السنين. واني أرى أن المرحلة التى يتحسر عليها المصريون هى تلك التي كانت الطرق خلالها خالية من الازدحام وهى تلك المرحلة التى كان يسير فيها الترام داخل القاهرة دون تصارع حول الصعود إليه أو النزول منه وهى في ذات الوقت المرحلة التى كنا نستطيع أن نسير على الرصيف دون أى مزاحمة من الباقين أو تلك الناتجة عن ازدحام السائرين، إذا بدأنا في بحث كيفية إعادة هذه المرحلة فإن الأمر يبدو للوهلة الأولى غاية في الصعوبة والحقيقة التى اختلفت تماما مع من يتبنى هذا الرأى. فالسبب المباشر لهذه المشكلة هى أننا جميعا نعيش في شريط ضيق حول نهر النيل وبجانب السواحل الشمالية لمصر ونترك المساحات الهائلة من الأراضى الصحراوية دون تعمير لها على مدار كل السنوات الطويلة التى مضت. ودعونا نتصور لو أننا قمنا بتقسيم مساحات كبيرة من تلك الأراضى بغرض إنشاء مدن جديدة عليها وقمنا بتخطيط تلك المدن وتحديد الأماكن السكنية والتجارية والإدارية والترفيهية والتعليمية والعلاجية لهذه المدن ثم أعلننا عن بيع أراضى هذه المدينة بالتقسيط على فترة زمنية تمتد عشر سنوات وعلى أن تلتزم الدولة بتوفير البنية الأساسية وإتمام أعمال التقسيم وعلى أن يسدد راغبو الاستثمار في جميع أوجه الاستثمار من كل مدينة وأن يقوم المستثمر بسداد 10% من القيمة مع حصوله على فترة سماح لمدة ثلاث سنوات يتولى فيهم المستثمر إقامة مشروعه أو مسكنه أو توفير المشروعات السكنية لمحدودي الدخل، وحيث تقوم الدولة بمد خطوط السكك الحديدية سواء المكهربة أو غيرها إلى هذه المدن الجديدة خلال مدة إدخال المرافق وكفانا أن تكون البداية تقسيم مدن يمكن أن تتضاعف بعد ذلك فهل يمكن أن نستعيد الزمن الجميل في التخلص من ظاهرة الازدحام والشعور بالاختناق لدى المواطن المصري. كما أنني أتخيل أن مرحلة الزمن الجميل الذي نشتاق إليه جميعا هى تلك المرحلة التى كنا جميعا نسير في الطريق في جميع أوقات اليوم سواء قبل الفجر أو بعد منتصف الليل ولا يوجد لدينا أى شك فى توفر الأمن والأمان أثناء تواجدنا في أى مكان من أرض المعمورة فهل يمكن أن يعود الأمن إلى سابق عهده؟!! إننى أكاد أسمع أصوات كثيرة وهى تعبر عن تشككها في عودة هذا الزمن مرة أخرى وفي أحسن الأحوال خلال مدة قصيرة، وحيث أختلف مع دعوات التشاؤم إلى تصدر في هذا الشأن، حيث إن الأمر يتعين حتى يتم علاجه أن نقوم نحن كشعب بالالتزام بجميع القوانين التى تنظم التعامل بين المواطن والشرطة بما في ذلك الاستجابة الفورية لما يبديه رجل الشرطة من ملاحظات علينا فيما نقوم به طالما أنه أمر من اختصاصه ولا يتضمن أى خروج منه على القانون فإن كان لدينا شك في هذا فعلينا التوجه فورا إلى قسم الشرطة الأقرب ومقابلة المختصين وإبلاغهم بما تم مع توفر الثقة لدينا في هذا الجهاز الذى قدم حياة المئات من أبنائه نداءً لنا في المرحلة الماضية. كما يتعين على الحكومة أن تتوسع في جذب أعداد كبيرة للعمل في جهاز الشرطة وتقديم الحوافز التى تساعد على تحقيق هذا التوسع مع توفير جميع المعدات والوسائل التكنولوجية الحديثة لمقاومة الجريمة فما لا يعرفه الجميع ويجب أن يسعد به أن الشرطة فى تعاملها مع كشف الجرائم ويجب أن يسعد بأنها ناجحة بدرجة الامتياز في هذا الأمر، وذلك بما يقوم أعضاء فريق البحث الجنائى بكل منطقة وقسم وفقاً لأجنداتهم الشخصية ودون أى تعزيز أجهزة حديثة تعاونهم في هذه المهمة ورغم أنه أمر يدعو إلى الانبهار بنجاحهم رغم تلك الصعوبات إلا أنه ليس الأسلوب الأمثل للأبد فيجب أن يكون لديهم من الافراد والمعدات ما ينقلنا إلى الحاضر باحتياجاته وتقنياته ثم في النهاية، فعلى وزارة الداخلية أن تضع الأولوية للأمن الجنائي وليس الأمن السياسي الذي كان هو المفضل في السنوات الطويلة الماضية، فإن المواطن هو الأولى بالرعاية وإحساسه بالأمان هو مبتغاه الحقيقي وهو ما يمكن تحقيقه في الفترة المقبلة معتمدين جميعا على تواجد علاقة قوامها الاحترام والتقدير بين الشعب وشرطته. واسمحوا لى أيها القراء الأعزاء أن نؤجل بحث مظاهر الزمن الجميل الأخرى اللذى نسترجعه ونتمنى عودته إلينا في حديث قادم، حيث إنني أكتب إليكم وسائقى يتعجل نزولى إلى السيارة، حيث يقلني إلى مطار القاهرة لسفر مفاجئ يتعين عليَه القيام به. وللحديث بقية،،،،،،،