يعم الفقر المدقع المناطق الجنوبية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وتلك حقيقة معروفة منذ فترة طويلة، حيث الأجور المتدنية، وسوء الصحة، وتقلص الفرص بشكل أكبر مقارنة بأجزاء البلاد الأخرى، لكن الغريب أن يتحول الفقر الولاياتالغربية بأمريكا. ووفقً للإحصاءات الخاصة بتكاليف المعيشة في كل ولاية ودور الحكومة الاتحادية ومساعداتها وتحمل التكاليف، تبين أن ولاية كاليفورنيا لديها أعلى معدل فقر في الولاياتالمتحدة بنسبة 20.6% من سكانها، مقارنة ب17.5% في ولاية لويزيانا، و17% في ولاية مسيسبي، و16.8% في جورجيا، أما بالنسبة لمنطقة الغرب فقد وصل معدل الفقر ل 15.7%، متقاربًا مع نفس المعدل في كوريا الجنوبية بنسبة 15.4%. ولا تعني النتائج أن نسبة الفقر في ولاية كاليفورنيا والغرب قاتمة كما هو الحال في المسيسبي والجنوب، حيث يرتبط الفقر في الجنوب بالصعوبات المادية أكثر من أي مكان آخر، بالإضافة إلى الجوع، ويتضمن الغرب 13 ولاية والجنوب 16، من بينها كنتاكي وفيرجينيا الغربية وولاية ماريلاند وديلاوير، بالإضافة إلى واشنطن العاصمة. ارتفاع الإيجارات هو سبب ارتفاع نسبة الفقر في الولاياتالغربية وتحديدًا كاليفورنيا، حيث إن الصناعات مثل التكنولوجيا والترفيه تسببت في ارتفاع تكاليف السكن، ومع ارتفاع نسبة الإيجار يظل دخل المواطن ثابت، حيث يصرف الساكن نحو أكثر من 50% من راتبه على تكاليف السكن، مقارنة ب30% في الأعوام السابقة، وفقًا لتحليل بيانات التعداد من قِبَل مركز ستانفورد للفقر وعدم المساواة. وتنطبق نفس ديناميات العمل في أماكن أخرى، لا سيما في هاواي ونيويورك، والعاصمة واشنطن، حيث ارتفاع مستوى الدخل في أعلى السلم الاقتصادي ودفع أجور متواضعة للدرجات الدنيا. وليست قوى السوق هي القصة الكاملة، فهناك جانب آخر وهو السياسة العامة التي أثبتت فشلها في تخفيف تأثير السوق من خلال القوانين والأنظمة، بما في ذلك تقسيم المناطق وحقوق المستأجرين والحماية القانونية. على المستوى الاتحادي، تتلقى نحو 5 ملايين من الأسر ذات الدخل المنخفض مساعدات الإيجار، من خلال برامج القسائم والإسكان العام، والتي بدونها سيعيش نحو 2.6 مليون شخص في فقر، لكن الحقيقة أن أسرة واحدة فقط من بين أربع مؤهلة لتلقي المساعدات الاتحادية، والأسوأ أن عدد الأسر العائلة للأطفال وصلت لأقل نقطة منذ نحو عشر سنوات، رغم الحاجة لدعمهم، ويرجع ذلك لفشل الكونجرس في تحديد أبعاد الفقر ومستحقيه بالأساس. ولن يعالج السوق نفسه من اتساع التفاوت في الدخل، لكن الفقر يساعد في خلق هذا التفاوت، كما أن العودة لمساعدة الأسر التي لديها أطفال من خلال إعانات الإيجار الاتحادية الإجراء الأفضل لبدأ الإصلاح. نيويورك تايمز