يحيي الشعب الفلسطيني اليوم الذكرى ال60 لمجزرة كفر قاسم، التي وقعت يوم 29 أكتوبر 1956، وراح ضحيتها عشرات الفلسطينيين، بعدما وضع الكيان الصهيوني خطة لترحيل العرب من منطقة المثلث أطلق عليها اسم «الخلد»، ليرتكب على إثرها المجزرة البشعة. أطلق الاحتلال الإسرئيلي الرصاص الحي على أبناء مدينة كفر قاسم أثناء عودتهم إلى بيوتهم بعد يوم عمل شاق، على الحدود ما بين أراضي عرب 48 والأردن، حيث قتل حرس الحدود الصهيوني في 49 فلسطينيًا من أبناء المدينة بينهم نساء و23 طفلاً يتراوح أعمارهم بين 8 – 17 عاما. وفي هذا اليوم، حظرت قيادة جيش الاحتلال المتواجدة علي الحدود مع الأردن التجول على القرى العربية المتاخمة للحدود مع فلسطين، ومن بينها كفر قاسم, والطيرة, وجلجولية, والطيبة, وقلنسوة وغيرها، وقاد المجزرة "صموئيل ملينكي"، بأوامر مباشرة من قائد كتيبة جيش الاحتلال الموجودة علي الحدود "يسخار شدمي". مع فرض الاحتلال الصهيوني حظر التجول من الخامسة مساء إلى السادسة صباح اليوم التالي، أعطت قيادة جيش الاحتلال أمرًا يقضي بإطلاق النار وقتل كل من يخالف الحظر وليس اعتقاله؛ لأن قيادة الجيش كانت تقول "إنها لا تريد التعامل بالعواطف"، وتم توزيع قوات من جيش الاحتلال على القرى الفلسطينية في المثلث. وتوجهت مجموعة منهم إلي قرية كفر قاسم، وقُسمت إلي أربع مجموعات، بحيث بقيت إحداها عند المدخل الغربي للبلدة، وكان هناك 400 شخص يعملون خارج القرية ولم يعودوا بعد، وتعهد الكيان الصهيوني بأن هؤلاء سيمرون ولن يتعرضهم أحد، لكنه كان "وعدًا كاذبًا". في الخامسة مساء، بدأت المذبحة طرف القرية الغربي؛ حيث رابطت وحدة الجندي الصهيوني شلوم عوفر فسقط 43 شهيدا، وفي الطرف الشمالي، سقط 3 شهداء، وفي داخل القرية، سقط شهيدان، أما في القرى الأخرى، سقط صبي عمره 11 سنة شهيدا في الطيبة. وسقط بين شهداء كفر قاسم 10 أطفال و9 نساء، فكان إطلاق النار داخل القرية كثيفا وأصاب تقريباً كل بيت، حاولت الحكومة إخفاء الموضوع، لكن الأنباء عن المجزرة بدأت تتسرب فأصدرت الحكومة الإسرائيلية بيانا يفيد بإقامة لجنة تحقيق. توصلت اللجنة إلى قرار بتحويل قائد وحدة حرس الحدود وعدد من مرؤوسيه إلى المحاكمة العسكرية، التي استمرت حوالي عامين، لكن بعد المماطلة، أطلق سراحهم جميعًا، أما العقيد يسخار شدمي، صاحب الأمر الأول في المذبحة فقد قدم للمحاكمة في مطلع 1959، وكانت عقوبته التوبيخ ودفع غرامة مقدارها قرش إسرائيلي واحد، وهو العقاب المعروف ب"قرش شدمي"، نسبة للضابط "يسخار شدمي". وتأتي المجزرة لتثبت كذب الرواية الصهيونية التي تدعي أن الفلسطينيين من تركوا منازلهم وخافوا وهاجروا، لكن المذبحة أكدت على عملية التهجير والتخويف والذبح والطرد لهؤلاء للأشخاص، وبعد 60 عامًا على المجزرة، فشلت المساعي الصهيونية في تهجير الفلسطينيين، ورغم أن تعداد السكان العرب وقت المجرزة كان لا يتخطى 1500 شخص، أصبح في الوقت الراهن لا يقل عن 22 ألفا. وتلقب «كفر قاسم» بمدينة الشهداء، نسبة إلي مؤسسها الأول الشيخ قاسم، أحد سكان قرية مسحة المجاورة، وتقع علي بعد18 كم شرقي مدينة يافا، و11 كم شمال شرق مدينة ملبس، التي غير الاحتلال اسمها إلي "يتاح تكفا", وعلي بعد 48 كم من مدينة نابلس، وتبعد عن القدس 54 كم.