اشتهر بأنه أكبر سوق لبيع الكتب القديمة أو المستعملة بمحافظة الغربية، ويعتبره المثقفون والأدباء من أبناء المحافظة أحد الكنوز الثقافية الموجودة بالمدينة؛ لاحتوائه على آلاف الكتب.. فلا يمكن للزائرين أن يمروا بشارع طه الحكيم بمدينة طنطا دون أن يتوقفوا ولو للحظات؛ لمشاهدة آلاف الكتب التي تملأ الأكشاك الصغيرة المقامة على الأرصفة بجانبي الشارع الممتد من ميدان محطة القطار حتى شارع البحر الرئيس، ويتوافد إليه مئات الباحثين وهواة اقتناء الكتب؛ لانخفاض الأسعار به، حتى أصبح قبلة البسطاء من المثقفين بالمحافظة التي تعاني ركودًا ثقافيًّا واختفاء المكتبات العامة. قال ناصر أبو الفتوح، بائع، إن تاريخ السوق يعود إلى عشرات السنين، وإنه متواجد به منذ طفولته، فقد ورث المهنة من والده، لافتًا إلى أن السوق يحتوي على آلاف الكتب القديمة، بالإضافة إلى رسائل دكتوراه وماجستير في مختلف أنواع العلوم، مضيفًا أنه يشهد إقبالًا كبيرًا خاصة بعد ارتفاع أسعار الكتب بشكل كبير، مؤكدًا أن السوق يفد إليه طلبة الجامعات والمدارس والباحثون؛ ليبحثوا بين الكتب القديمة على ما يفيدهم دراسيًّا، بالإضافة إلى المثقفين وهواة القراءة الباحثين والمهتمين باقتناء الكتب والروايات النادرة، مشيرًا إلى أن الكتب الدينية الأكثر مبيعًا بمختلف أنواعها، خاصة كتب مصطفى محمود، فضلًا عن روايات نجيب محفوظ. وأشار أحمد أبو سالم، بائع كتب، إلى أنه بدأ رحلته في السوق ببيع الكتب القديمة على عربة صغيرة يجرها بيديه، قبل أن يتم تخصيص كشك له لبيع الكتب بالشارع، مضيفًا أن السوق شهدت تطورًا واهتمامًا كبيرًا خلال الفترات الماضية، حيث أصبحت مهنة بيع الكتب القديمة تسير بشكل قانوني ومرخص، وأضفت نوعًا من الرقي على الشارع الذى يمر منه يوميًّا آلاف البشر من كل المحافظات، موضحًا أن انخفاض الأسعار عامل مهم في الإقبال على السوق. وقال إسلام كمال، طالب جامعي، إن شارع طه الحكيم مكان جيد للعثور على الكتب النادرة، لكن نعاني من قلة عدد البائعين بالسوق، ومنهم بائعون على درجة عالية من الثقافة وبعضهم للأسف يتعاملون مع زبون الكتاب بمنطق أنه «بيبع لك قميصًا» أو أي سلعة، موضحًا أنه يمكن أن تدخل في نقاش حول السعر مع البائع إلى أن تصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، إلَّا أن بيع الكتب ب«الفصال» فكرة مؤلمة بعض الشيء، وأرفضها. ويرى الدكتور الجامعي محمد إيهاب أن السوق تحتوي على آلاف الكتب التي يعجز عن الوصول إليها في المكتبات الشهيرة، والشارع بمثابة سور الأزبكية للغربية، مؤكدًا أنه أحد رواد الشارع، ويأتي إلى السوق بشكل منتظم؛ للبحث بين أكوام الكتب على النادر منها واقتنائه، فما من مكتبة أو فرشة إلَّا وعليها مؤلفات مطبوعة منذ عقود لأعمدة الثقافة والأدب العربي كمصطفى لطفي المنفلوطي وطه حسين وأحمد شوقي وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ومصطفى محمود وغيرهم.