بالتزامن مع المفاوضات التي تجريها منظمة "أوبك" مع الدول المُصدرة للنفط، سواء الأعضاء في المنظمة أو غير الأعضاء، تأتي جولة الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، لتزيد من سرعة الخطوات الساعية إلى التوصل لحل جذري لأزمة انهيار أسعار النفط. جولة فنزويلية شرق أوسطية جولة شرق أوسطية مدتها 4 أيام استهلها الرئيس الفنزويلي إلهام علييف، بزيارة إلى أذربيجان، حيث يرافق مادورو، خلال هذه الجولة وزير النفط الفنزويلي، إيولوخيو ديل بينو، الذي يرأس أيضًا شركة النفط الوطنية "بي.دي.في.اس.ايه"، وتهدف الجولة إلى تعزيز الاتفاقات المبرمة بين الدول المنتجة للنفط لتحقيق استقرار في أسعار الخام. في أذربيجان التقى مادورو، بالرئيس علييف، وأعلن من هناك عن قرب توقيع الاتفاق النهائي بشأن أسعار النفط بين بلدان منظمة "أوبك" والدول النفطية غير الأعضاء في المنظمة، وأضاف مادورو، أنه تحدث مع رئيس أذربيجان بشأن التوصل لاتفاقيات بين أوبك والدول غير الأعضاء بالمنظمة، مشيرًا إلى أنهم قد اقتربوا جدًا من التوصل لاتفاقيات والتوقيع على اتفاق بخصوص هذا الأمر، ورأى مادورو، أن الاتفاق المشار إليه سيتم التوصل إليه خلال وقت قصير جدًا وسيتم الإعلان عنه، لافتًا إلى أن هذا سيمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والاستثمارات وثبات الإنتاج وصيغة جديدة لسعر النفط. من العاصمة الأذربيجانية باكو، انتقل مادورو، إلى العاصمة الإيرانيةطهران، حيث التقى هناك المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، وبحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى ملف أسعار النفط وتثبيت الإنتاج بما يدعم استقرار السوق، وخلال المباحثات بين الطرفين أبلغ خامنئي، الرئيس الفنزويلي أن التراجع في أسعار النفط يمثل أداة للضغط على الدول التي لا تعتمد على الولاياتالمتحدة، ويمكن من خلال السياسات الحكيمة وزيادة التعاون التغلب على مثل هذه المؤامرات والعداء، فيما أكد روحاني، لمادورو، أن إيران تدعم أي إجراء يتماشى مع استقرار سوق النفط بسعر عادل ونصيب عادل. المحطة الثالثة للرئيس الفنزويلي كانت المملكة السعودية، حيث وصل مادورو، إلى الرياض ليكون في استقباله العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، واستعرض الطرفان خلال اللقاء مجالات التعاون الثنائي بين البلدين وآخر المستجدات، بما في ذلك التعاون من أجل استقرار الأسواق البترولية. في نهاية الجولة الفنزويلية، وصل الرئيس مادورو، إلى العاصمة القطريةالدوحة، مساء أمس الأحد، حيث من المقرر أن يلتقي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، مساء اليوم الاثنين، وسيتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية. تأتي المحاولات الحثيثة من قبل الرئيس الفنزويلي للتوصل إلى اتفاق وتقريب وجهات نظر الدول المنتجة للنفط، في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الفنزويلي من أزمة سيولة حادة، حيث تعتمد فنزويلا اعتمادًا كبيرًا على النفط، كما أن مادورو، يتخوف من انهيار أسعار النفط مع دخول الشتاء، الأمر الذي دفعه إلى قيادة محاولات لخفض الإنتاج أو تثبيته على الأقل ورفع الأسعار، ففي بداية الشهر الجاري، سافر الرئيس الفنزويلي إلى اسطنبول لحضور المؤتمر العالمي للطاقة، ودافع عن آلية جديدة للتوصل إلى أسعار واقعية وعادلة تسمح بإجراء استثمارات جديدة في القطاع النفطي، ورحبت فنزويلا بإعلان منظمة "أوبك" في أواخر سبتمبر الماضي نيتها الحد من الإنتاج. مفاوضات خليجية روسية بالتزامن مع الجولة الفنزويلية الشرق أوسطية لتنسيق الجهود بشأن الأزمة النفطية، جاء اجتماع وزراء النفط الخليجيين في الرياض، أمس الأحد، والذي حضره وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، والقطري محمد سادة، إضافة إلى وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك، الذي جاء بدعوة من السعودية، حيث قال الفالح، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي، إن روسيا من أكبر منتجي النفط في العالم، ومن الأطراف الأكثر تأثيرًا على استقرار سوق الخام، وأضاف أن نوفاك، رحب بالدعوة كمؤشر واضح على الرغبة الصادقة لمواصلة التعاون والتنسيق مع منتجي النفط ومصدريه من أجل مزيد من الاستقرار في السوق. عقب الاجتماع أعلنت منظمة "أوبك" عن خريطة طريق بين أعضائها والمنتجين من خارجها للتوصل إلى اتفاق قبل اجتماعها في 30 نوفمبر المقبل في فيينا، من خلال تكثيف المفاوضات، فيما أكدت السعودية أن اتفاق المنتجين من داخل أوبك وخارجها أصبح أقرب من أي وقت مضى، مبينة أن التعاون مع روسيا يمضي قدمًا نحو تحقيق اتفاق يعزز استقرار الأسعار في الأسواق العالمية، وأوضح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، أن وجهات النظر بين السعودية وروسيا، أكبر منتج للنفط في العالم، فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار، قطعت شوطًا مهمًا وانتقلت بالعلاقات إلى التعاون. وأضاف الفالح، بعد لقاء مع نظيره الروسي ألكسندر نوفاك، والقطري محمد السادة، أن للسعودية دورًا مهمًا في التنسيق بين روسيا وأوبك ودول مجلس التعاون الخليجي، مبينًا أن الاجتماع المشترك الذي عقد في الأمانة العامة للمجلس وضع تصورات مشتركة لما يمكن الوصول إليه خلال نوفمبر المقبل، إذ من المنتظر أن تبرم المنظمة بشكل نهائي اتفاقًا لخفض الإنتاج، وأشار إلى أن الدول المنتجة للنفط من داخل أوبك وخارجها متفقة على ضرورة استقرار السوق، إلا أنه أكد ضرورة التعجل، مشيدًا بوساطة قطرية للوصول إلى اتفاق. هذه المفاوضات والجولات والمناقشات التي تصاعدت في الفترة الأخيرة تأتي تحضيرًا لاجتماع يلتقي فيه أعضاء من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ومنتجون مستقلون في 29 أكتوبر الجاري، لبحث استقرار أسواق النفط بالعاصمة النمساوية فيينا، وذلك قبل شهر من لقائهم مرة أخرى في 30 نوفمبر المقبل في فيينا، لبحث خفض الإنتاج وتحديد حصص الدول المنتجة.