في الوقت الذي تعج فيه سماء مدينة الموصل بطائرات التحالف الأمريكي وسلاح الجو العراقي، وتزداد فيه المعارك شراسة، خاصة في الجبهة الجنوبية والجنوبية الشرقية، ويحاول فيه عناصر داعش خلق وسائل لإبطاء تقدم القوات العراقية والكردية، من خلال خطف الرهائن وتفخيخ الطرق والمنشآت وحتى عناصر التنظيم أنفسهم، تأتي المخاوف من هروب هؤلاء الدواعش إلى محافظة الرقة السورية، نتيجة لإحكام الطوق عليهم من ناحية الموصل، وهو ما تتخوف منه القوات السورية والروسية. روسيا تدخل على خط الموصل مع تزايد شراسة العمليات العسكرية في الموصل وتضييق الخناق على المسلحين هناك، بدأ قادة التنظيم الإرهابي "داعش" في الانطلاق نحو الأراضي السورية، حيث قال مصدر عراقي مطلع إن هناك ما لا يقل عن 100 قائد عسكري في داعش وصل للأراضي السورية، وأضاف المصدر أن خطة نقل عدد من مسلحي داعش من الموصل إلى سوريا ليست مزحة، وقد تكون في إطار الهروب من المعارك، مشددًا على أن الطيران العراقي يراقب الأجواء من محور غرب الموصل باتجاه الحدود السورية، وفي ذات الإطار أكدت مصادر أمنية عراقية أن هناك 10 حافلات و12 سيارة محملة بعوائل أجنبية لعناصر داعش وصلت من مدينة الموصل العراقية إلى الرقة، مشيرة إلى أن العائلات التي وصلت إلى المدينة تم إسكانها في السكن الشبابي بحي الرميلة. هروب قيادات داعش من الأراضي العراقية إلى السورية أمر أكده المسؤولون في التحالف الأمريكي، حيث قال الجنرال غاري فوليسكي، من التحالف الدولي، إن قادة من داعش بدءوا يغادرون الموصل، التي تتعرض لهجوم تشنه القوات العراقية لاستعادتها، متوقعًا أن يبقى فيها جهاديون أجانب لخوض المعارك، وقال الجنرال: لقد شهدنا حركة لمسؤولين ومقاتلين من داعش خارج المدينة، في حين أن مقاتلين أجانب هم الذين سيبقون فيها ويحاربون. الأنباء حول هروب قيادات داعش ومقاتليه إلى الأراضي السورية جاءت في الوقت الذي كشفت فيه مصادر عسكرية دبلوماسية أن المخابرات الأمريكية والسعودية اتفقت على توفير ممر آمن لخروج المسلحين من مدينة الموصل العراقية، قبل أن تبدأ عملية تحريرها، حيث يقضي الاتفاق بنقل الآلاف من المسلحين من الموصل إلى شرق سوريا؛ ليهاجموا القوات الحكومية السورية التي تحاصر المسلحين في تدمر ودير الزور، الأمر الذي أثار مخاوف موسكو التي تحاول السيطرة على المنطقة هناك، حيث كشف رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، أن بلاده تركز اهتمامها على محاولات من الممكن أن يبذلها المسلحون للخروج من الموصل أو مغادرة المدينة إلى سوريا بتسهيلات من قوات التحالف، مؤكدًا: يجب القضاء عليهم هناك وعدم إخراجهم. التخوفات الروسية السورية من انتقال المعركة العراقية مع داعش من الموصل إلى الرقة السورية دفعت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى التواصل مع رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، حول الجهود الروسية- العراقية المشتركة لمكافحة الإرهاب، وجرى خلال اتصال هاتفي بين الطرفين تبادل مفصل للآراء حول عملية القوات الحكومية العراقية لتحرير مدينة الموصل. على الرغم من عدم وجود تفاصيل حول الاتفاق الروسي العراقي، إلا أنه من المؤكد أن هناك تنسيقًا عسكريًّا مشتركًا، كما أكدت مصادر مقربة من الحكومة العراقية أنه يوجد خلال الفترة الراهنة تواصل روسي جيّد مع بغداد، وتنسيق بشأن هرب عناصر داعش إلى سوريا، وقد عرضت موسكو تقديم مختلف أنواع المساعدات، فيما أشار عضو لجنة الأمن النيابية، ماجد الغراوي، إلى أن روسيا تزوّد العراق بصور عن تحركات داعش، لكن دون أن يكون ذلك من خلال تنسيق منظم. في الوقت نفسه أعلن الجيش السوري، الثلاثاء الماضي، أن أي محاولة لعبور الحدود العراقية السورية هي بمثابة اعتداء على سيادة سوريا، وأكد أنه سيواجه بكل الوسائل المتاحة، وأشار إلى أنه مع بدء معركة الموصل بدأ يتضح المخطط الخبيث لداعمي الإرهاب وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة والسعودية؛ لتأمين طرق وممرات عبور آمنة لإرهابيي داعش الفارين من الموصل باتجاه الأراضي السورية. يبدو أن المخطط الأمريكي السعودي الخبيث الذي يسعى إلى إعادة تفعيل قوة التنظيم الإرهابي "داعش" في سوريا من جديد، بعد أن أضعفته ضربات القوات الروسية والسورية، بدأ يتضح، بل ويصبح حقيقة لا تقبل الشك، فقوات داعش الهاربة من العراق إلى سوريا عبر الحدود بين البلدين تمر فى أمان تام، ودون أن تتعرض لها طائرات التحالف الدولي الذى تقوده أمريكا، الأمر الذي يؤكد الأنباء التي تواردت عن خطة أمريكية سعودية لتأمين طرق وممرات عبور آمنة لإرهابيي "داعش" الهاربين باتجاه الأراضي السورية، لإعادة تأجيج المعركة هناك وإشغال القوات الروسية والسورية عن معركتها في حلب، ومحاولة خلق واقع ميداني جديد في المنطقة الشرقية باتجاه دير الزور والرقة. آخر التطورات العسكرية أعلنت القوات العراقية أن طائرات التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي استهدفت نقاطًا لمسلحي داعش وتجمعاتهم ليل الأربعاء، في حمام العليل والشورة جنوب الموصل، استمرت حتى صباح الخميس، وأضافت أن أحد قيادات داعش قتل بغارة جوية للتحاف الدولي في قرية تل الشعير جنوب الموصل، وسط قصف مدفعي براجمات الصواريخ، استهدفت طول الشريط الجنوبي في القرية. وفي المحور الشرقي عند الحمدانية، قام الجيش العراقي مدعومًا بقوات البيشمركة وقوات جهاز مكافحة الارهاب، بإنشاء خط ناري على أطراف الحمدانية، بعد أن استطاعت القوات أن تتجاوز العديد من القرى، حيث يتمركز فيها داعش بخطوط دفاعية، أما في المحور الشمالي فقام جهاز مكافحة الارهاب بعمليات إنزال على ثلاث قرى تابعة لبعشيقة، ما مكّنه من السيطرة على هذه القرى، بهدف تطويق بعشيقة من عدة جهات، حيث يتم قطع خطوط الاتصال والتواصل ما بين عناصر داعش.