تزينت مدينة طنطا بمحافظة الغربية لاستقبال نحو 6 ملايين زائر خلال الاحتفالات بمولد شيخ العرب "السيد البدوي" الذي يعد واحدًا من أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر، وتحتفل به 67 طريقة صوفية، ويقام في منتصف شهر أكتوبر من كل عام بمدينة طنطا التي تحتضن ضريحه. وبدأ الآلاف من محبي آل البيت الزحف إلى مدينة طنطا للاحتفال بالمولد الذى يبدأ يوم 14 من أكتوبر الجاري حتى يوم 21 من نفس الشهر، حيث يحرص العديد من المصريين على حضور المولد وزيارة ضريح السيد البدوي. ويعتبر المولد أحد المصادر الأساسية للسياحة الدينية بمحافظة الغربية ومصدر سعادة للآلاف من أهالي المحافظات المجاورة والدول العربية والإسلامية كما تنقل أجهزة الإعلام وقائع الليلة الختامية، وسط حشود كبيرة من علماء الدين الذين يلقون المحاضرات، كما يتجمع المنشدون على باب مسجد "البدوي" ليعيشوا لحظات إيمانية صادقة وأخرى مفتعلة بين النفحات والهبات والكرامات. من جانبه، وجه أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية برفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات وتوفير الأمصال والأدوية وتوفير السلع الغذائية مع تكثيف الرقابة على الأسعار وتفعيل دور أجهزة حماية المستهلك والتأكد من جودة السلع المعروضة ومدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمى وتكثيف حملات النظافة بشوارع مدينة طنطا خلال الاحتفال بالمولد. وأكد صقر اتخاذ كل التدابير اللازمة للتيسير على الزوار في أيام المولد، بالإضافة إلى حزمة من الإجراءات تتضمن غرف عمليات طوال الاحتفالات لتلقي أي شكاوى والعمل على حلها، وإقامة مركز طبي بمحيط المسجد، والتنسيق مع الأجهزة الأمنية والمرور لتسهيل عمليات الدخول والخروج من المدينة خلال أيام الاحتفال. وشيخ العرب السيد البدوي هو أحمد بن علي بن يحيي (فاس 596 ه/1199م – طنطا 675 ه/1276 م) إمام صوفي سني عربي، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، لُقب بالبدوي لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحي. ينتهي نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، وولد البدوي بمدينة فاس المغربية، وهاجر إلى مكة مع عائلته في سن سبع سنوات، واستغرقت الرحلة أربع سنوات، منهم ثلاث سنوات أقاموها بمصر وعندما بلغ الثمانية والثلاثين من عمره، سافر إلى العراق مع شقيقه الأكبر حسن، ورجع بعد عام واحد إلى مكة، ثم قرر في نفس عام رجوعه, الهجرة إلى مصر، وتحديدا إلى مدينة طنطا، لتكون موطن انتشار طريقته.