بدأ الآلاف من محبى آل البيت يزحفون إلى مدينة طنطا بمحافظة الغربية؛ للمشاركة فى أحياء مولد السيدى البدوى، الذى يبدأ يوم الجمعة 16/10/2015 وينتهى الخميس 22/10/2015، تاركين خلفهم مشاكل الحياة. يحرص العديد من المصريين علي حضور المولد الذي يقام في شهر أكتوبر من كل عام، خاصة أنه يُعد أكبر الاحتفالات الدينية في مصر على الإطلاق، حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من 6 ملايين زائر في المتوسط خلال أسبوع. ويعتبر المولد أحد المصادر الأساسية للسياحة الدينية بمحافظة الغربية ومصدر سعادة للآلاف من المحافظات المجاورة والدول العربية والإسلامية، كما تنقل أجهزة الإعلام وقائع الليلة الختامية، وسط حشود كبيرة من علماء الدين الذين يلقون المحاضرات. على جانب آخر، يتجمع المنشدون على باب مسجد "البدوى" ليعيشوا لحظات إيمانية صادقةن وأخرى مفتعلة بين النفحات والهبات والكرامات والخرافات، ويعتبر يوم الجمعة من كل أسبوع أكثر الأيام زحاما حول ضريح البدوى. ومن المعتاد رؤية كتلة من الأجساد حول رجل أو سيدة تحاول اللحاق بنصيبها مما يتم توزيعه خارج الضريح أو المقام من أصحاب النذور الذين قطعوا على أنفسهم عهد الوفاء بما نذروه للبدوى مقابل ما يرجونه. يقول الحاج محمود أبو سالم، تاجر حدايد وبويات: "منذ عشر سنوات وأنا عندى ندر أوفيه فى الجمعة الثانية من كل شهر عربى، وسببه نجاتى من حادث سيارة مروع أنا وزوجتى وأولادى، وكلما تمسكت بوفاء النذر بارك الله لى فى رزقى وأسرتى". ومن جانبها، قالت زينب العطفى، موظفة بالمعاش: "الأولياء دول بركة وربنا حامى البلد عشان بركتهم، وأنا والحاج زوجى كان علينا ندر لو ربنا شفاه هنوزع أرز باللبن على الغلابة، وربنا استجاب دعاءنا وشفاه، حضرنا من أجل الوفاء بالندر وبقت عادة عندنا، ربنا يديمها". كما ارتبط ضريح البدوى أيضا بالعديد من القصص فى نفوس السيدات اللاتى يلجأن إليه عند تعرض إحداهن للخيانة الزوجية أو سرقة منزل أى منهن، فيلجأن له طلبا لكشف السارق أو إعادة الزوج. البدوى فى سطور أحمد بن علي بن يحيى (فاس 596 ه/1199 م – طنطا 675 ه/1276 م) إمام صوفي سني عربي، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، لُقب بالبدوي لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحي. ينتهي نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، وولد البدوي بمدينة فاس المغربية، وهاجر إلى مكة مع عائلته في سن سبع سنوات، واستغرقت الرحلة أربع سنوات، منهم ثلاث سنوات أقاموها بمصر وعندما بلغ الثمانية والثلاثين من عمره، سافر إلى العراق مع شقيقه الأكبر حسن، ورجع بعد عام واحد إلى مكة، ثم قرر في نفس عام رجوعه, الهجرة إلى مصر، وتحديداً إلى مدينة طنطا، لتكون موطن انتشار طريقته. يُنسب إلى البدوي العديد من الكرامات، أشهرها ما يتداوله العامة أنه كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم في الحروب الصليبية، ولذلك انتشرت مقولة في التراث الشعبي المصري هي الله الله يا بدوي جاب اليسرى، أي أن البدوي قد جاء بالأسرى.