أثار الإعلان عن إقامة مسابقة لاختيار ملكة جمال الصعيد، الذي أطلق مؤخرا بأسيوط، حالة من الغضب والسخط على القائمين على الدعوة ومنظمي المسابقة، بلغت حد التهديد بحرق المقر الذي سيشهد حفل إعلان الفائزة باللقب. كانت خبيرة التجميل وصاحبة فكرة تنظيم مسابقة "ملكة جمال الصعيد" فاطمة بكر، قد أعلنت عن بدء تلقي طلبات من الفتيات الراغبات في خوض السباق للحصول على اللقب، تمهيدا لتصفية المشتركات إلى 10 فتيات فقط، تتوج منهن واحدة في حفل يقام في العاشر من أكتوبر الجاري. فتح الإعلان عن المسابقة بابا للسجال والتراشق، وصارت مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة الفيسبوك، ساحة للجدل حول المرأة في الصعيد وعاداتها وتقاليد مجتمعها الذي يصعب عليه تقبل فكرة أن تقف البنات لاستعراض جمالهن ومفاتنهن على مرأى ومسمع من الجميع. الجانب الثقافي في شخصية المشتركة وطموحها وخطتها للحياة، هي الشروط الأساسية للمسابقة، إلى جانب شروط أخرى أهمها أن تكون حاصلة على مؤهل جامعي، وأن يكون وزنها مناسبا ومتناسقا مع طولها، وأن يكون لها طابع خاص في ملابسها. ونفت فاطمة بكر، ما تردد حول إظهار مفاتن المتسابقات، أو العري وإظهار أجزاء من أجسادهن، وقالت إن هذا ليس صحيحا على الإطلاق، ولا علاقة للمسابقة به، وأكدت أن المسابقة خالية تماما من أي شيء يسيئ إلى المجتمع والأخلاق، وليس هناك أي تدخل من لجنة التحكيم لفرض لبس معين على المتسابقات، وأن المسابقة ستتم فى إطار احترام الفتاة والنظر إلى جوهرها وعقلها قبل جمالها وجسدها، موضحة أن "الديفيليه" الذى سيكون على هامش الحفل ستقدمه عارضات أزياء من القاهرة. وقالت عضو لجنة التحكيم نشوى لطفي، إن المسابقة بالنسبة لها جديدة وغير متوقعة لأنها تجرى في صعيد مصر، خاصة بعدما شاهدت الإقبال الشديد على المسابقة، ما يعني عدم معارضة الفتاة الصعيدية للتصوير والمنافسة على لقب للجمال، ورغبتها في أن تصبح سفيرة للصعيد في مسابقات الجمال الكبرى. وأضافت أن الفتاة الصعيدية بمشاركتها في مثل تلك المسابقة ستنجح في لفت الانتباه لها وتوصيل رسالة بأنها مثل باقي المجتمع وليست تلك التي تظهر في المسلسلات والأفلام. فيما أعلنت الدكتورة "منى المهدي، عضو هيئة التدريس بكلية الصيدلة بجامعة أسيوط، وعضو لجنة التحكيم، اعتذارها عن المشاركة لأسباب خاصة، مؤكدة أن اعتذارها ليس رفضا للفكرة بل عل العكس، فالمسابقة لا تعتمد على الجمال وإلا لما كانت قبلت بوجودها في لجنة التحكيم منذ البداية، ففكرة الجمال فقط غير مطروحة بالمرة، والقبول من حيث الشكل فقط هو المطلوب، حسب قولها. من جانبها، قالت الدكتوره إليزابيث شاكر، عضو مجلس النواب عن أسيوط، إن المسابقة غير ملائمة للمجتمع الصعيدى، وتخلق حساسية كبيرة لاعتمادها بقدر كبير على استعراض الجمال، مؤكدة أن المرأة الصعيدية جميلة بأخلاقياتها وتمسكها بتقاليدها وسلوكياتها، وكان من الأفضل التركيز على جوانب تثقيف المرأة وتوعيتها وتنوير المجتمع الصعيدي.