تتزايد المخاوف في تركيا بشأن ارتفاع التوترات العرقية بين الأتراك والأكراد، خاصة أن البلاد في خضم موجة من القومية التركية أعقاب الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي، وفي نفس الوقت يرتفع تمرد الأكراد من قبل حزب العمال الكردستاني وحملته العسكرية للحصول على الحكم الذاتي. امتدت موجة العنف بين القوات المتنازعة خلال الشهر الجاري في مدينة سينوب على البحر الأسود، حيث خرج عشرات الأتراك مسلحين بالعصى والسكاكين، وساروا في حي تابع للأكراد، وهجموا على السكان وحطموا وجهات المتاجر، وسط هتافات بالقومية التركية، وشهد القتال عشرات الجرحى، واضطرت قوات الأمن لإعلان حظر التجوال، وسط تعتيم إعلامي على الحدث. تبع هذا الحادث حرق عامل مباني كردي حيا من قبل آخر تركي في اسطنبول، بعد أيام من شكوته بسوء المعاملة لأنه كردي، وذكرت وسائل الإعلام المحلية أيضا أن بناء للسفن تعرض لهجوم وتم نقله إلى مستشفى في اسطنبول، وكان يتحدث اللغة الكردية أثناء نقله. وقال العضو البارز في البرلمان عن الحزب الرئيسي الموالي للأكراد في تركيا، ارطغرل كوركو، إن استهداف الأكراد يرجع إلى موجة القومية التركية التي دعمها الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم. وأضاف: "يدعو أردوغان لإبادة جماعية لحزب العمال الكردستاني، وهذا ينعكس من خلال وسائل الإعلام التابعة لحزب العدالة والتنمية، أن تكون قوميا هو الحل الوحيد الذي يمكنك من تجنب قطع الرؤس، كما أن كراهية الأكراد آخذة في الازدياد، وهذا حتما يثير الغضب، خاصة بعد الاعتداءات في مدن غرب تركيا على الأحياء الكردية". وأوضح السياسي قادر غورسيل لصحيفة جمهوريت التركية، أن الاستراتيجية الوحيدة التي تمكن أردوغان هو التحالف الإسلامي، لكن هذه خطوة ليست حكيمة، وسوف تولد ديناميات الشر والاستقطاب، التي ستغذي المزيد من الصراع، وتمكن المشاعر الانفصالية. انضم العديد من الأكراد إلى الاتراك لمعارضة انقلاب يوليو، لكن أردوغان أعقاب محاولة الانقلاب، استبعد القيادات المؤيدة للأكراد، ومن بينهم صلاح الدين دميرتاز، من المحادثات السداسية عبر وصفه بأنه مؤيد للإرهاب، وفي أعقاب ذلك تصاعدت الهجمات ضد قوات الأمن، مما أسفر عن مقتل العشرات. تتزايد دوامة العنف، بعد تدخل تركيا ضد الأكراد في سوريا من خلال التدخل العسكري، مما سيدفع لعنف داخل تركيا قد يخرج عن نطاق السيطرة خاصة في منطقة جنوب شرق، ولن تعود البلاد لعملية السلام، وسيكون من الصعب التنبؤ بما سيحدث. نمو الكراهية المتبادلة وتطورها بهذه الطريقة، توضح أنه ليس هناك أمل بوجود حياة مشتركة بين جنسيات وأعراق متعددة، في المستقبل القريب، مما يدق أجراس الحرب الأهلية، وهذا الوضع بالغ الخطورة. صوت أمريكا