الشيء الوحيد المؤكد في العلاقة بين الولاياتالمتحدةوتركيا هو أنها ستتغير قريبًا، وذلك وفقًا للمرشح الناجح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سواء المرشح الجمهوري دونالد ترامب، أو الديمقراطية هيلاري كلينتون، حيث إن كليهما يمثل سياسة خارجية مختلفة للولايات المتحدة، الأمر الذي سيقود لأشكال مختلفة من العلاقات مع تركيا. انتقد المعلقون الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن توظيف استراتيجية السياسة الخارجية التي تعد رجعية تمامًا، حيث شهدت فترة ولايته علاقات متوترة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكشفت عن التوترات بين الطرفين في العديد من القضايا السياسية، وفي نفس الوقت واصل أوباما المبادرات السياسية الخارجية القليلة جدًّا في الشرق الأوسط، وكانت معظم هذه السياسات محاولات لاستخراج أمريكا من المنطقة أو الحصول على ردود بشأن القضايا المستجدة التي كان يتجاهلها من قبل. السياسات الرجعية لأوباما أحبطت السياسة الخارجية في وزارة خارجيته على المدى الطويل، بالإضافة إلى المسؤولين الأمريكيين، وحلفاء الولاياتالمتحدة في أنحاء العالم، وهذا ينطبق بشكل خاص على تركيا، حيث مصالح أمريكا التي تتركز فقط على قتال تنظيم داعش الإرهابي، وتتجاهل قضية ملايين اللاجئين السوريين. وفي حال فوز ترامب من المرجح أن تتواصل السياسة الخارجية الرجعية للولايات المتحدة، وعلى الرغم من طول فترة حملته الانتخابية، إلا أن أهداف سياسته الخارجية واضحة، وقد يستخدمها كوسيلة للضغط لانتزاع مكاسب أو مساعدة على المدى القصير. وفيما يخص العلاقة مع تركيا، من المرجح أن يبدأ ترامب في متابعة العلاقة التي تمكنه من تحقيق سياسته الخارجية، والتي غالبًا ما ستكون سحق داعش، وفي هذا الصدد من المرجح أن يرى تركيا كحليف استراتيجي هام، ولكن ربما سيكون أقل انخراطًا في العلاقات الثنائية مع أنقرة مقارنة بأوباما، خاصة فيما يتعلق بمعالجة أزمة اللاجئين السوريين. هناك عامل آخر من المحتمل أن يؤثر على العلاقات بين الولاياتالمتحدةوتركيا، في حالة تولي ترامب للرئاسة، حيث إن أردوغان انتقد ترامب؛ لاقتراحه حظر دخول المسلمين الولاياتالمتحدة. لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علاقات قوية مع ترامب وأردوغان، والرجال الثلاثة لديهم أسلوب قيادة مفتول العضلات، ولكن من غير المحتمل أن يدعو بوتين أردوغان لمحاذاة ترامب، وبالتالي ستكون العلاقات متأرجحة بين واشنطنوأنقرة، ونحن بانتظار انتظام التغيرات المتكررة في أولويات القادة. وفي حال فوز كلينتون، من المرجح أن تبدأ رئاستها مع عدة أهداف سياسية طموحة في الشرق الأوسط، وهي تشعر أن الكثير من النتائج والأولويات والمشاكل لم تكن قادرة على مواجهتها خلال وجودها في إدارة أوباما، كوزيرة للخارجية. يتوقع الكثير أن السياسة الخارجية لواشنطن، سواء فاز ترامب أو كلينتون، ستكون خطوات لقصف سوريا، خلال الأيام الأولى من توليهم الرئاسة، ولكن نظرًا لعلاقة كلينتون بأردوغان أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية، ربما ستكون أكثر عرضة لوضع تركيا في الاعتبار قبل اتخاذ أي قرار. ترى كلينتون أن أردوغان رئيس رائع، بعدما وصفته بهذه الطريقة في مذكراتها "التاريخ الحي"، وتصفه بالسياسي الطموح القوي التقي المؤثر، على الرغم من أن كليهما قد لا يتفق على الأهداف السياسية، ولكن من المرجح أن تسعى كلينتون لاستراتجيات التركيز على العمل مع تركيا؛ للحصول على نتائج مفيدة للطرفين، لا سيما فيما يتعلق بسوريا. من الصعب تحديد ما إذا كان سيتم تسليم فتح الله جولن أم لا وفقًا لسياسة الرئيس الجديد، ولكن يبدو أن مستقبل العلاقات بين الولاياتالمتحدةوتركيا أكثر غموضًا مما كانت عليه منذ عقود. حرييت