«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



6 قارات
يقدمها : مدبولي عتمان
نشر في الجمهورية يوم 23 - 07 - 2016


محمد فهمي
رغم فشل الانقلاب العسكري في تركيا واعتقال الآلاف من المتورطين فيه والسيطرة بشكل كبير علي مفاصل الدولة التركية إلا أن تداعيات الحدث لم تتوقف بعد. فما زالت الكثير من المخاوف تساور المؤسسة السياسية التركية في أنقرة. وتدفعها إلي اتخاذ إجراءات سريعة وفورية واستثنائية لتفادي أي تفاصيل وأحداث إضافية مثل اعلان حالة الطوارئ. وربما اقرار عقوبة الاعدام.
سيناريوهات متعددة
الروايات والتحليلات ووجهات النظر ما زالت تتوالي بشأن هذا الانقلاب والتفاصيل المحيطة به. بل انها احيانا تتناقض . وبالغ البعض في خيالاته وحاول تصوير ما يدور في رأسه وما يتمنونه علي أنه الواقع الفعلي.
فقد وصل البعض منها إلي نظرية المؤامرة وأن أردوغان نفسه قد قام بتدبير الانقلاب علي نفسه لكي يتخلص من نفوذ المؤسسة العسكرية مرة واحدة وإلي الأبد. ويسيطر هو وحزبه علي كل مقاليد السلطة إلي الأبد. وقال فريق آخر إن قوي خارجية هي التي دبرت الانقلاب . في قال آخرون إن قوي خارجية تدخلت لاحباط الانقسام .
ومن جهة أخري تعامل البعض وفق منطق تاريخي. مستعينا بأحداث مشابهة. لدرجة أن البعض شبَّه محاولة الانقلاب ضد أردوغان بمحاولة الانقلاب ضد الرئيس السوفيتي الاسبق ميخائيل جورباتشوف في 18 أغسطس عام 1991. وأن الرئيس الروسي في ما بعد بوريس يلتسين كان يعرف بعملية الانقلاب. وأدار يلتسين الأمور بطريقة تبدو وكأنها إنقاذ لحياة جورباتشوف وأسرته.
أما الانقلاب الثاني فكان من جانب ألكسندر روتسكوي وروسلان حسبولاتوف في خريف عام 1993 ضد يلتسين نفسه. وكان يلتسين يعرف كل التفاصل وترك الأمور تجري إلي أن اعتلي الدبابة أمام كاميرات وسائل الإعلام وعلي الهواء مباشرة وقصف البرلمان. ثم تم إلقاء القبض علي الانقلابيين وإفشال الانقلاب.
مدبر الانقلاب
في الحقيقة. لا توجد أي مؤشرات علي أن أردوغان هو الذي دبر مثل هذه المحاولة الفاشلة للانقلاب ضد نفسه. ولكن من جهة أخري. ظهرت روايات تعيد ترتيب الأحداث وفق منطق له الحق في الوجود. سواء اتفقنا أو اختلفنا معه. وهذه القراءة كالآتي:
-كان هناك بالفعل مخطط كبير للانقلاب بين عدد من قيادات الجيش وليس كل القيادات الكبري. بسبب ممارسات أردوغان وسياساته الداخلية والخارجية.
- تم رصد وتتبع أجزاء وجوانب من هذا المخطط قبل التنفيذ من جانب أجهزة أمنية وعسكرية ومخابراتية.
- تم وضع أردوغان في صورة وتفاصيل هذا المخطط. وتنبيهه لاتخاذ إجراءات محددة.
- قام أردوغان وأجهزته الأمنية والعسكرية بتسريب أخبار خادعة للانقلابيين وفق مخططات وأساليب عادية وطبيعية يتم استخدامها في تلك الأجهزة.
- توالي الأخبار الخادعة دفع الانقلابيين إلي التعجل في التنفيذ واستعجال ساعة الصفر.
- حاول الانقلابيون القبض علي أردوغان الذي غادر مكان إقامته. وفق السيناريو الموضوع. قبل وصولهم.
- وكان الجانب الآخر هو ضرورة إنزال المدنيين إلي الشارع للحفاظ علي المكتسبات الديمقراطية. وبالفعل نزل أنصار حزب العدالة والتنمية إلي الشوارع.
- التزمت المعارضة التركية الصمت طوال الساعات الأولي من المحاولة. ولكن عندما ظهرت بوادر الفشل. أعلنت المعارضة أنها ضد الانقلاب.
- رفضت قيادة الجيش الاول الانقلاب. إضافة لمعظم مستويات قيادات الجيش.
- بدأت عمليات التطهير وما زالت مستمرة.
انقسام حقيقي
في كل الاحوال. لايهم من قام بالانقلاب. بل الاهم هو الاثار التي ترتبت عليه. فالمشهد العام في تركيا حاليا مرعب. فهناك انقسام حقيقي في مؤسسات الدولة خاصة المؤسسات السيادية "جيش وشرطة وخارجية ومخابرات". بل وأيضا في صفوف الشعب الذي ينقسم عمليا بعمق. سواء مع أردوغان او ضده أو من خلال قضايا مصيرية أخري. مثل الملف الكردي والتوجهات العلمانية للبلاد وتحول تركيا إلي دولة يمينية تستقطب شتي التنظيمات والجماعات. وتبدد ثروتها الوطنية علي مغامرات محفوفة بالمخاطر.
وبالتالي. فرغبة قطاعات من المجتمع التركي بمؤسساته في التخلص من نظام أردوغان. ومن شخصه أيضا. لا يمكن نفيها. كما لا يمكن نفي إمكانية أن تكون قيادات الانقلاب فهمت بطريقة أو بأخري أن هناك ضوء أخضر من بعض العواصم المتنفذة ومراكز القرار الدولي التي تعاني من مواقف أردوغان وتصلبه وإفساده الكثير من الملفات.
ما حدث في تركيا لم يكن مجرد عاصفة وانتهت. بل هي إشارة إلي خلاف عميق داخل صفوف الجيش التركي نفسه. خاصة بعد قول أردوغان أن العمل الذي قامت به قوات من الجيش يمثل عملاً من أعمال الخيانة. وسيكون سبباً لتطهير القوات المسلحة. . كما ان حلم تركيا للانضمام للاتحاد الاوربي قد يتبدد حال قيام انقرة بإعادة العمل بقانون الاعدامات.
رقص عربي
وأحدث الانقلاب ردود فعل متباينة في الشارع العربي . فقد احتفل البعض ورقص في الشوارع أملا في رحيل أردوغان لأسباب متعددة. منها رفضهم لسياساته. أوعدم الرضاء عن احتضانه لقيادات تنظيم الإخوان المسلمين . أو لأن سياسات أردوغان تعادي سياسات هذا النظام العربي أو ذاك. لكن غاب عن هؤلاء المشتاقين لزوال حكم اردوغان انه مقبول بين شعبه والدليل نزولهم للشوارع فور طلبه ذلك. وبعد فشل المحاولة رقص عرب آخرون لأنهم يرون في أردوغان حلم المشروع الاسلامي .
لماذا أصبحت الأراضي الفرنسية هدفا للإرهابيين؟
الإرث الاستعماري يلقي بظلاله علي الهجمات الإرهابية في فرنسا
مروة شعلان
تعد هجمات نيس التي تعرضت لها فرنسا منتصف يوليوالجاري ثالث عمل ارهابي تتعرض له علي التوالي بعد هجوم صحيفة تشارلي إيبدو يناير 2015 واعتداءات باريس في نوفمبر الماضي.
وكون مرتكب هذه الهجمات من أصل عربي مسلم هو أمر مثير للقلق في حد ذاته بغض النظر عما إذا كان له علاقة مباشرة بتنظيم ¢داعش ¢ أم لا. فما هي الأسباب والعوامل التي جعلت من فرنسا هدفاً محبباً لقلوب للارهابيين؟ ولماذا اصبحت بيتا مفضلا للارهاب؟
تاريخ حافل بالعنف
وللإجابة علي هذا السؤال ذهب المحللون والخبراء مذاهب مختلفة فقدمت -التايمز- الأمريكية عبر موقعها الرسمي مجموعة من التحليلات المختلفة للدوافع والأسباب. منها: أولاً علاقات فرنسا المتوترة مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي من أبرز العوامل. لفرنسا تاريخ حافل بالعنف مع العالم الإسلامي أكثر من أي دولة غربية أخري. فمنذ عام 1830 إبان احتلال الجزائر تعاملت فرنسا مع شمال إفريقيا علي أنها جزء ملحق بها. واستقر العديد من الفرنسيين في منطقة شمال إفريقيا بعد الحرب العالمية الأولي. وبالمقابل انتقل العديد من سكان إفريقيا الشمالية إلي فرنسا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية للعمل في المصانع الجديدة بالمناطق الفقيرة من باريس. ليون ومناطق الشمال. ولم تغادر فرنسا الجزائر نهائياً إلا بعد نضال طويل استمر منذ عام 1954 حتي 1962.
ثانياً: صراعات الجالية المسلمة في فرنسا ومعاناتها مع العنصرية والتطرف من المجتمع الفرنسي حتي أصبحت سجون فرنسا تعج بالسجناء المسلمين. وتحولت إلي مصدر استقطاب رئيسي للإرهابيين من أبناء داعش. إضافة إلي تأثير اليمين الفرنسي المتطرف من خلال خطابات الكراهية التي غالباً ما تكون ضد الجالية المغتربة والمجتمعات الإسلامية.
ذنوب الحكومات الغربية
وتجد الجماعات المتشددة في هذه الأوضاع بيئة خصبة لاستقطاب المتطرفين دينياً عبر استغلال شعورهم بالظلم والإقصاء كجاليات مغتربة. وخاصة جاليات شمال إفريقيا.لذا يبحث المتشددون عن طريق المواقع الإلكترونية عن شباب وشابات مسلمين يتحدثون الفرنسية. ليعرضوا عليهم تطهير أنفسهم من الذنوب التي ارتكبتها حكومات دولهم عبر مساندة أشقائهم في العراق وسورية. مستغلين شتي الوسائل لإقناعهم بالانضمام إليهم مثل تذكيرهم بقانون حظر غطاء الوجه الذي أقره مجلس الشيوخ الفرنسي عام 2010 لتوظيف غضبهم في بث الكراهية والعنصرية وروح الانتقام ضد الشعب الفرنسي.
وتري مجلة ¢إيكونوميست¢ البريطانية أن الهجوم علي نيس يركز الضوء علي أمرين مثيرين للقلق وهما: الذئاب المنفردة التي تقوم بهجمات بناء علي قرار فردي وتترك وراءها أضراراً كبيرة خاصة إن كانوا مستعدين للموت. ومن الصعب علي السلطات الأمنية اكتشافهم ووأد خططهم في المهد.
أما مظهر القلق الثاني فيتعلق بأن الإرهابي الذي لا يستطيع الحصول علي السلاح والمتفجرات يمكنه استخدام أي وسيلة تتوفر له مثل سكين أو سيارة. مشيرة إلي أن اسلوب الدهس استخدمه الفلسطينيون من فترة لأخري لدهس الإسرائيليين. واستخدم مريضان عقليان الهجمات في فرنسا عام 2014 في بلدتي دجيون ونان. ولم تكن لديهما صلة بالإرهاب.
الإرث الاستعماري
وتقول المجلة إن الهجمات الإرهابية تمثل للرأي العام الفرنسي والمسئولين في البلاد حالة متوقعة أثر التهديدات الأمنية المستمرة علي فرنسا. من ناحية حالة الطوارئ التي كان من المقرر رفعها في 26 يوليو والتي اقتضت نشر عشرات الالوف من الجنود في الشوارع وأمام محطات المترو وكانوا ينتظرون العودة لثكناتهم.
لكن الكاتب الألماني شتيفان بوخن يري ان ما يجري في فرنسا ولا سيما في نيس غير كافي لحصر المسألة ب¢الإرهاب الدولي¢ وتأثيره الأيديولوجي فقط. اذ يركز علي فشل دمج المواطنين الفرنسيين ذوي الأصول الافريقية الشمالية خصوصا. وعدم معالجة إرث فرنسا الاستعماري ليلقي الضوء علي تنامي التطرف الإسلامي في البلاد.
وجه آخر للعنف في أمريكا
مسلحون بيض يتدربون علي قتل المسلمين برصاص مخلوط "بدم الخنازير"
رغم حجم الانفتاح والمدنية التي حققتها الولايات المتحدة إلا أن الشعب الأمريكي لا يخلو من العنصرية سواء بين البيض والسود من أبناء البلد الواحد أو كراهية العرقيات والأديان الأخري. والاحداث الدامية التي وقعت في ولاية دالاس خلال شهر يوليو الحالي أفضل دليل.
ولكن العنصرية أشد حينما تكون موجهة للمسلمين . ويبدو ذلك جليًا في مئات من جرائم الكراهية التي يتعرض لها المسلمون في أمريكا سنويا وفي عشرات التصريحات الرسمية . ومن أبرزها ما قاله المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب بمنع المسلمين من دخول بلاده حال فوزه.
وقد برزت في الشهور الماضية جماعة مسلحة من الأمريكيين البيض تدعي "مكتب العلاقات الأمريكية الإسلامية" وهو اسم يدعو إلي السخرية إذ أن أعضاء المجموعة يتدربون حاليًا علي قتل المسلمين!.
ونقلت وسائل الاعلام الأمريكية عن ديفيد رايت المتحدث باسم الحركة المسلحة مزاعمه بأنه يخشي اندلاع ما أسماه ¢ثورة إسلامية¢ بالولايات المتحدة بعد زيادة أعداد المهاجرين المسلمين من أنحاء العالم إلي بلاده.
وأوضح أنه لن ينتظر حتي اندلاع تلك الثورة حين يكون فات الأوان ولذلك يتدرب مع زملائه علي مهارات القنص وإطلاق الرصاص من البنادق الآلية لإيقاع أكبر عدد ممكن من المسلمين المحتجين.
ولم توضح الحركة أسباب تلك الاحتجاجات . وفي حالة وقوعها هل ستكون سلمية أم أعمال عنف. لكنها قررت من تلقاء نفسها أنها الأسوأ بلا أي دراسات منهجية أو حتي استطلاعات رأي. لكنها زعمت أن أحد مستشاري الرئيس أوباما السابقين للأمن القومي واسمه محمد الإيباري سرب وثائق تفيد بأن حاكم ولاية تكساس ريك بيري "انتهت ولايته في يناير 2015" الذي كان مرشحًا رئاسيًا في بداية الألفية يعاني من ¢رهاب الإسلام¢ بهدف تشويه سمعته وإسقاطه في الانتخابات وهو ما نفته وزارة الأمن القومي الأمريكية.
وتتمركز هذه الجماعة في مدينة إيرفنج بولاية تكساس حيث اتهمت مدرسة محلية في ديسمبر الماضي التلميذ المسلم أحمد ذا الأصول السودانية بتصنيع قنبلة في حين أنها كانت ساعة إلكترونية ضمن أنشطة مادة العلوم. إضافة إلي ذلك. فقد ضغط عمدة المدينة بيث فان دوين علي المجلس المحلي لمنع وجود أي نفوذ للإسلام داخل أروقة المحاكم الأمريكية بالولاية. ما يثير علامات استفهام حول ارتفاع نسبة العنصرية تجاه المسلمين في هذه الولاية وتلك المدينة تحديدًا.
وقد نظمت الحركة مظاهرات مسلحة أمام المساجد بالولاية لمنع ما أسموه "أسلمة أمريكا" ومرة أخري بلا توضيح مظاهر هذه الأسلمة. علي سبيل المثال. في إصدار قوانين موافقة للشريعة. وبلا مراعاة لحرمة المساجد وإرهاب المصلين السلميين والأطفال والنساء الذين لا ذنب لهم في معركة يقودها ويخوضها مسلمون آخرون بل إنهم قد يكونون من مؤيدي التطبيع الأمريكي ومعارضي حركة الجهاد العالمية.
وفيما قد يبدو هذا طبيعيًا في سياق الصراع العالمي بين الجهاديين والجماعات الإسلامية في العالم والجيوش الأمريكية التي اقتحمت عقر دار هذه الجماعات مثل العراق وأفغانستان وباكستان إلا أن الحركة أظهرت غلاً وحقدًا شديدين ضد تعاليم الإسلام الغراء. ومن ضمن التدريبات التي تتمرن عليها الحركة غمس الرصاص بدم الخنازير وشحمه بحيث يختلط جسد المسلم المقتول بهذا الدم والشحوم النجسة فيلقي في الجحيم كما يزعمون!.
وقد تباينت ردود فعل الأمريكيين إزاء هذه الجماعة ما بين مؤيد ومعارض حتي أن بعض الأمريكيين من غير المسلمين نظموا مظاهرة مضادة لمسيرة كانت الجماعة تخطط لها أمام المركزالإسلامي في المدينة واضطرت الشرطة إلي التدخل لمنع الاشتباك بين الجماعتين. لكن في جميع الأحوال فالمؤشرات المستقبلية تجاه هذه التصرفات المنظمة تدل علي أن الأسوأ قادم.
السياسة الخارجية مسألة حاسمة في انتخابات الرئاسة الأمريكية
محمد زكي
مع بداية اي انتخابات رئاسية في جميع أنحاء العالم يسعي المرشحون بمختلف توجهاتهم في رسم خطتهم للنهوض ببلدهم داخليا ونشر سياستهم لابقاء دولتهم بين مصاف الدول.. غير أن الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية يختلف .. اذ أن السياسة الخارجية للمرشحين هي من تحدد من هو الأنسب لقيادة امريكا.
وفي مقال بمجلة "فورين افيرز" الأمريكية في مقال لها عقد الكاتب جيفري ستاسي مقارنة لبرنامج المرشحين حول سياستهم الخارجية وما سيفعلونه في حال تولي أي منهم . وقارن تلك السياسة بما فعله أوباما خلال فترة حكمه.
سياسات متقاربة
وأوضح الكاتب أن سياسة ترامب وكلينتون الخارجية لا تبعد كثيرا عن سياسة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. بحسب المجلة فان جوهر سياسة أوباما الخارجية هو التدخل متعدد الأطراف عندما يكون ذلك ممكنا والعمل من جانب واحد عند الضرورة. علي مدي السنوات الثماني الماضية. تجنبت واشنطن التدخل في الصراعات التي في وجهة نظر الإدارة. لا تشكل تهديدا للامن القومي . سواء في آسيا أو أوروبا أو الشرق الأوسط.
ولكن هذه السياسة شتت جهود ادارة أوباما . حيث أرسلت الولايات المتحدة قوات جديدة إلي أستراليا وعززت وجودها في اليابان. وأنشأت اسطولاً بحرياً جديداً في الفلبين. وسنغافورة . وبحسب الكاتب إدارة أوباما ارتكبت أخطاء استراتيجية حاسمة فقد أهملت المحور الآسيوي وفشلت في استعادة ثقة حلفاء واشنطن في الخليج. وعندما حاول إعادة التوازن في أوروبا فشل في منع بوتين من التفوق عليه في أوكرانيا وسوريا.
تناقض ترامب
يقول الكاتب اذا كانت سياسة أوباما تحصل علي درجة عادلة . فان سياسة دونالد ترامب المرشح للانتخابات الرئاسية فشلت قبل أن تحصل علي فرصة لوضعها موضع التنفيذ. وأشار الكاتب الي أن وجهة نظر ترامب في السياسة الخارجية للولايات المتحدة متناقضة ومربكة. علي سبيل المثال. وعد ترامب لاستعادة ¢السلام العالمي¢ وإعادة بناء الجيش الأمريكي. والقضاء علي داعش . واحتواء ¢الإسلام الراديكالي¢. ليكون بمثابة حليف يمكن الاعتماد عليها. وفي الوقت نفسه. وعد أيضا بالانسحاب من منظمة حلف شمال الأطلسي إذا لم يتحمل الحلفاء مسئولية أمنهم. وعلاوة علي ذلك. وصف ترامب تدخلات الولايات المتحدة في العراق وليبيا وسوريا ب ¢الكوارث¢. واعدا بإرساء الاستقرار في كل مكان.
كلينتون الأفضل
من وجهة نظر الكاتب فان سياسة كلينتون الخارجية قد تكون الأفضل من ترامب وأوباما. سياساتها أقوي من سياسة اوباما في كل تحد أمني كبير وأفضل لمساعدة الولايات المتحدة في ضمان تحقيق نتائج طيبة لمجموعة من الصراعات العالمية. فقد تتطلب التحديات في العالم التدخل المباشر من أمريكا وليس الانعزالية..سياسة هيلاري كلينتون سوف تعمل علي مواجهة العدوان الروسي من خلال تعزيز مبادرة الاطمئنان الأوروبي. التي من شأنها أن تضع بشكل دائم كميات أكبر من قوات التحالف والأسلحة في أوروبا الشرقية.
تقدم أزمة أوكرانيا مثالاً آخر حيث أظهرت ادارة أوباما ضبط النفس أوباما بشكل مكلف. من خلال عدم دعم الكفاح في أوكرانيا ضد روسيا. وبددت ادارة اوباما فرصة ردع موسكو. ولو كانت كلينتون مكان أوباما فان ادارتها ستقدم لأوكرانيا أسلحة فتاكة في بداية الأزمة وهذا من شأنه أن يمنع روسيا من مساعدة المتمردين الانفصاليين في شبه جزيرة القرم وستجعل بوتين يعيد التفكير مرتين قبل التدخل في سوريا.
وفي نهاية التقرير يقول الكاتب إنه علي الرغم من كل ذلك فان كلينتون ستواجه صعوبة في حشد الدعم الكافي لبرنامجها للسياسة الخارجية القوية بين الشعب الأمريكي. غير أن سياساتها تقدم وعوداً قوية. في حين أن جهود أوباما والسياسات ترامب غير متماسكة لا ترقي الي الوعود.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.