شهد الأسبوع الماضي مجموعة من التحركات الدبلوماسية المصرية، تمهيدًا لحزمة من المسارات السياسية والاقتصادية المقبلة على مستوى مجلس الأمن، والسياحة. شكري إلى أمريكا توجه وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الخميس، إلى نيويورك؛ للإعداد لمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال الشق رفيع المستوى من الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والسبعين، حيث سيتوجه السيسي إلى الولاياتالمتحدة الأسبوع القادم، ومن المفترض أن يستعرض رؤية متكاملة حول تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر. وذكر المتحدث باسم الخارجية، أحمد أبو زيد، أن مصر ستشارك في عدد من الاجتماعات والفعاليات الهامة على هامش أعمال الجمعية العامة وبمجلس الأمن، سواء على مستوى القمة أو على مستوى وزراء الخارجية، حيث تأتي على رأس هذه الاجتماعات قمة مجلس الأمن حول سوريا المقرر عقدها يوم 21 سبتمبر، والاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة حول قضية الهجرة واللاجئين، والاجتماع التنسيقي للجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ التي ستنعقد برئاسة السيد رئيس الجمهورية. كما ستترأس مصر قمة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي يوم 22 سبتمبر، والتي ستتركز على متابعة الأوضاع في جنوب السودان وبحث سبل تنفيذ اتفاق التسوية السياسية هناك. وأضاف أبو زيد أن وزير الخارجية سوف يشارك يوم 22 سبتمبر في الاجتماع الوزاري المقرر عقده حول ليبيا، بمشاركة عدد محدود من الدول، من بينها مصر، والذي يستهدف دفع الجهود لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين؛ لضمان تنفيذ اتفاق الصخيرات وتعزيز جهود الأمن والاستقرار في ليبيا. كما يترأس شكري وفد مصر في عدد من الاجتماعات الوزارية التنسيقية، أهمها اجتماع وزراء الخارجية العرب والاجتماع الوزاري السنوي لدول منظمة التعاون الإسلامي والاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية الدول الإفريقية أعضاء مجلس الأمن واجتماع وزراء خارجية مجموعة ال77. وسوف يشارك وزير الخارجية أيضًا في الاجتماعات رفيعة المستوى المعنية بتناول الأزمة الإنسانية في العراق، والأوضاع في مالي والصومال وحوض بحيرة تشاد، فضلًا عن الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن حول الإرهاب وأمن الملاحة الجوية، والاجتماع الوزاري لمنتدى الاقتصاديات الكبرى حول المناخ والطاقة. ومن المتوقع أيضًا أن تجري المرشحة عن الحزب الديمقراطي لمقعد الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، لقاء مع السيسي على هامش أعمال الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك. ملف السياحة يشهد قطاع السياحة مجموعة من التحركات لوزارة الخارجية؛ في محاولة لإنعاش هذا القطاع الذي يعد من أهم الموارد الرئيسية لتوفير العملة الأجنبية، وهي الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد المصري مؤخرًا، فبعد جولة تفقدية لفريق من الخبراء الروس، شملت مطار القاهرة الدولي، تم فيها تفقد المبنى الثاني في مطار القاهرة الدولي، إضافة إلى منطقة مخصصة لتزويد الطائرات بوجبات غذائية، وذلك للتأكد من تلبية المطار المصري للمتطلبات الأمنية، كان هناك تطور آخر على صعيد السياحة المكسيكية، حيث أعلنت الخارجية المكسيكية، الثلاثاء الماضي، توصّلها لاتفاق مع الحكومة المصرية يتم بموجبه تقديم التعويض المادي نظير مقتل 8 مكسيكيين عن طريق الخطأ بنيران قوات الأمن المصرية في الواحات الغربية سبتمبر 2015، وإنشاء نصب تذكاري لهم. وفي بيان للخارجية المكسيكية، أكدت أنه بتدخل حكومة كلا البلدين ودعم محامي عائلات الضحايا، تم التوصل لاتفاق مع الرابطة المصرية لوكالات السياحة، حيث يسمح بتقديم الدعم المادي لعائلات الضحايا بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك. كما أن «شكري» أجرى اتصالًا مع وزير خارجية بريطانيا «بوريس جونسون»، بحثا خلاله استئناف الطيران البريطاني إلى مدينة شرم الشيخ، حيث أشار «شكري» إلى الخطاب الذي بعث به مؤخرًا لنظيره البريطاني، والذي اشار إلى نتائج الزيارات الفنية العديدة التي قام بها خبراء بريطانيون للمطارات المصرية والحرص المصري على تنفيذ كافة الملاحظات التي أبداها الجانب البريطاني، الأمر الذي تتوقع معه مصر سرعة اتخاذ بريطانيا قرارًا باستئناف خطوط الطيران إلى شرم الشيخ وعودة السياحة البريطانية إلى سابق عهدها. سفير العدو في القاهرة قال سفير الكيان الصهيوني الجديد في مصر ، ديفيد جوفرين، إن السلام بين مصر وبلاده مستقر، ولكن يمكن بذل المزيد من أجله. وأضاف، في تصريحات لقناة «i24news» العبرية، الأربعاء الماضي: «مبادرة السلام العربية يمكن أن تساعد على دفع العلاقات بين تل أبيب والدول العربية الأخرى إلى العلانية، وهى عملية متدرجة. وأعتقد أننا نتقدم، فهناك رغبة واضحة لكل الأطراف في التعاون. ومصر تواصل القيام بدورها كشريك في عملية السلام بين فلسطين والكيان الصهيوني، والعلاقات معها قد تتحسن بشكل أكبر حال نجاح مبادرة السلام العربية». حديث السفير الصهيوني عن دور مصر في عملية السلام يأتي في الوقت الذي يماطل فيه رئيس وزراء الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، المبادرة المصرية، ولا يعيرها أي اهتمام على عكس المبادرة الفرنسية. وفي محاول من جوفرين لصرف الأنظار عن العدو الحقيقي للشعوب العربية الإسلامية، ألا وهو العدو الصهيوني، واستبداله بإيران، وكأن العداء مع تل أبيب أضحى من الماضي، وأن الدم الذي بيننا تحول إلى ماء، قال جوفرين «مصر واجهت العديد من التحديدات خلال 5 سنوات من الثورة، والآن مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي في وضع أفضل لاستكمال جهودهم لإحلال السلام بين فلسطين والكيان الصهيوني، وبلا شك عقب الربيع العربي، نحن كإسرائيل وجيراننا واجهنا تحديات، ونحن نحاول أن نجد سبلًا لمواجهة النفوذ المتصاعد لإيران في المنطقة، والتوصل إلى وسائل صحيحة لمكافحة الإرهاب»، الأمر الذي يراه مراقبون تحايلًا صهيونيًّا باتجاه نهج التطبيع الذي لا يكل الجانب الصهيوني عن انتهاجه لتورية العداء المتجذر بين تل أبيب والقاهرة.