كشفت منظمة الصحة العالمية عن وجود 600 نوع من الأعشاب النادرة تحتضنها صحاري وجبال شبه جزيرة سيناء؛ مما حولها الى كنز تتهافت عليه شركات الأدوية العالمية والمختبرات؛ لتتحول جبال سيناء الى مارثون يتسابق فيه عملاؤهم ومندوبوهم؛ ليبدأ القطع الجائر والعشوائي؛ مما ويهدد بقاءها. وبدلًا من حفاظ الدولة على هذا الكنز وتنميتة واستزراع المزيد، تجاهلته وتركته للقطع الجائر والعشوائي؛ ليباع بأسعار زهيدة، ويعاد تصديره إلينا بملايين الدولارات في شكل عبوات وأقراص بها خلاصة هذه الأعشاب. وقال أحمد سميح، مهندس زراعي بالإدارة الزراعية برفح، إن القطع الجائر للنباتات والأعشاب البرية سيؤدي إلى القضاء عليها واندثارها، خاصة أن القائمين عليها ليسوا على دراية بكيفية قطع هذه النباتات بطريقة تسمح بتجددها، حيث يقومون باقتلاعها، الأمر الذي يهدد نموها مرة أخرى. مشيرًا إلى أن أغلبهم من صبية وصغار البدو أو من جهات مختلفة يصحبهم أدلة في رحلات السفارى بالصحراء والجبال بزعم أنهم سائحون وهو ما يخالف الواقع، حيث يكون الغرض من الزيارة الحقيقي هو الاستيلاء على كنز الأعشاء البرية، ويساعدهم على ذلك الفقر الذي يعيشه معظم أهالي سيناء. وأشار سميح إلى أن الدولة بدلًا من الحفاظ على هذا الكنز وتقنين القطع منه والتكفل بزراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية في سيناء، تركته لشركات عالمية ومختبرات وأبحاث تستولي عليه بكميات كبيرة وبأسعار زهيدة؛ لتعيد تصديره إلينا بملايين الدولارات، في شكل دواء طبيعي. وقال الدكتور علي إسماعيل، أستاذ العقاقير والطب البديل بجامعة قناة السويس، إنه على الرغم من انتشار استخدام الطب البديل بمصر، إلا أن العديد من الدول سبقتنا في هذا المجال، وتستورد منا كميات كبيرة جدًّا من الأعشاب الطبية والبرية القادمة من سيناء، حيث تأتي أمريكا في مقدمتها، وتستورد من مصر ما يقرب من 150 نوعًا من الأعشاب، على رأسها نبات البردقوش بقيمة 17 دولارًا للكيلو، وتقيم ألمانيا مصحات كاملة على الجبال للعلاج بالأعشاب، وتستزرع في سيناء العديد منها في أراضٍ خاصة بها، يقوم الغير على رعايتها بمقابل مادي، ثم الصين فباقي دول أوربا، ويقدر حجم استيرادها من 2 إلى 5 أطنان شهريًّا، وهو رقم كبير بالنسبة للأعشاب البرية والطبيعية، ويهدد بقاءها. وأكد أحمد سعد، طبيب صيدلي بإحدى شركات الأدوية، أن الأعشاب الطبية التي بسيناء لا مثيل لها في العالم، مشيرًا إلى أن المركز الرئيسي للشركة بأمريكا طلب منهم جلب هذه الخامات بكميات كبيرة، وبالفعل توجه عدد من مندوبي الشركة، واتفقوا مع الأعراب على جلب هذه الأعشاب، مؤكدًا أنهم يقومون بتصديرها للشركة لاستخلاص المادة الخام منها وإعادتها إلينا مصنعة، وطالب بتقنين المنطقة؛ حتى يتم الاستفادة منها، خاصة مع قلة الإنتاج وتصارع الشركات والمعامل للحصول على أكبر كم من هذه الأعشاب. ومن جانبه قال اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، إنه افتتح مراكز تدريب بمناطق متفرقة؛ بغرض توفير فرص عمل في هذا المجال، واختص عددًا من المناطق لزراعة هذه الأعشاب والإكثار منها، وأكد أنه تم حفر آبار لهذا الغرض بالتعاون مع القوات المسلحة، وتابع أن مدينة سانت كاترين حصلت على المركز الأول وجائزة خط الاستواء في المسابقة العالمية التي تتم في البرازيل؛ للحفاظ علي النباتات الطبية النادرة بمشاركة 25 دولة تمثلها 800 مؤسسة. لافتًا إلى أن محمية سانت كاترين وحدها تضم 19 نوعًا من النباتات الطبية النادرة، وذلك وفقًا لآخر رصد العام قبل الماضي، وأن مشروع زراعة النباتات الطبية نجح في الحفاظ عليها من الانقراض، وأكد أنه سيتم عقد دورات تثقيفية وورش عمل لمواطني المحمية؛ للتعامل غير الجائر مع النباتات الطبية النادرة والأعشاب البرية.