صناعة القباقيب الخشبية من الصناعات البسيطة والقديمة، التي كانت منتشرة بمصر منذ فترة طويلة. وعلى الرغم من ندرة استخدام القبقاب حاليًّا، إلا أن بعض المحال التي تجاور مسجد السيد البدوي بمدينة طنطا لا تزال تحافظ على هذه المهنة، التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم. في البداية يقول عادل فوزي، دبلوم تجارة: والدي وأجدادي كانوا يعملون في صناعة القباقيب، التي دخلت مصر منذ العصر المملوكي، مؤكدًا أنه ليس صحيحًا أن عصر القباقيب الخشبية انتهى، رغم ظهور البديل من المنتجات البلاستيكية، "فنحن مصرون على صناعتها". وقال طارق صابر هلال، 29 سنة: أعمل في صناعة القباقيب منذ 11 عامًا، بعد أن تركت الدراسة، واتجهت للعمل فيها؛ لأني ورثتها عن والدي، مشيرًا إلى أنها تحتاج إلى مهارة وفن، مضيفًا "أعتبر نفسي هاويا لهذه الحرفة، والتي تذكرنا بالتراث القديم، وأحقق ربحًا من خلالها. وأشار إلى أن الإقبال على شراء القباقيب كان كبيرًا جدًّا في الماضي، "ومع ذلك ما زلنا داخل محالنا نعتبرها مهنتنا الأساسية"، لافتًا إلى أن صناعة القباقيب تحتاج إلى ماكينات خراطة ومنشار وفارة، وأن الخامات المستخدمة عبارة عن خشب وجلد أو كاوتشوك من إطارات السيارات، بعد صباغته بالألوان المختلفة، ويمكن استخدام جميع أنواع الأخشاب، مثل الكافور والتوت والجزورين والمانجو، مشيرًا إلى أن خشب البلوط من أفضل الأنواع. وقال سيد عبد العليم، دبلوم فني صناعي: أعمل في صناعة الإطارات المستخدمة فى القباقيب، ويوجد في منطقة السيد البدوي أكثر من 50 ورشة لهذه الصناعة. لافتًا إلى أن هذه المهنة لم يطرأ عليها أي تغيير، بخلاف بعض الموديلات الحديثة، مضيفًا "تعلمت هذه المهنة على يد والدي الذي ورثها عن أجداده، وتسعدنا كثيرًا نظرة الإعجاب التي نلقاها في عيون الناس ونحن نقوم بصناعة القبقاب، وهو ما يشجعنا على الاستمرار فيها". وأوضح حسين عبده، صاحب ورشة لخراطة الأخشاب: ورثت أنا وأخي هذه الورشة عن أبي وأجدادي، وحافظنا عليها بناء على وصية والدنا، وعشت 20 عامًا في إيطاليا، وبعد عودتي أدخلت تحديثًا على صناعة القباقيب، وصنعنا موديلات إيطالية حديثة، لاقت إقبالًا كبيرًا"، مشيرًا إلى أن سعر القبقاب الحديث يتراوح بين 12 و15 جنيهًا.