أصبح حال المسارح التي تشرف عليها مؤسسات الدولة مؤسفا، وتعاني من عزوف الجمهور وضعف الميزانيات وانشغال الجهات المسؤولة عن المسرح بالأمور المالية والإدارية دون النظر على الدور الكبير الذي يؤديه المسرح والتأثير الذى يحدثه فى عقول الجماهير، فالدولة تصرف على المسرح فقط دون النظر على تأثيره الفني في المجتمع. كما أن أغلب المسارح يحتاج إلى ترميم واستخدام الأجهزة التقنية الجديدة لإبهار الجمهور وجذبه إلى المسرح مرة أخرى، فهناك عدد كبير من المسارح التي تتبع وزارة الثقافة مغلق للصيانة والترميم على أن ينتهي مع بداية عام 2017. مدير "الطليعة": الباعة الجائلين أبرز مشاكل المسرح قال أحمد السيد، مدير مسرح الطليعة، إن أحد أكبر المشاكل التى تواجه مسرح الطليعة، موقعه؛ حيث يتواجد داخل ميدان العتبة وسط الباعة الجائلين الذين يعرقلون حركة الجمهور، مؤكدا على إخلاء المكان من الباعة الجائلين أكثر من مرة، لكنهم يعودون ويفترشون الشارع مرة أخرى، ويعتبرون الخطر الوحيد الذي يتسبب في عزوف الجمهور. ونفى السيد ل"البديل"، وجود مشاكل إنتاجية تواجه المسرح، وجميع المسؤولين عن كل الأنشطة فى شتى الوزارات يسهلوا ذلك، وعندما يطلبون أي شىء للمسرح يتم تنفيذها على الفور، مضيفاً أن "الطليعة" يقدم الآن العرض المسرحي "العطر" الذي إعاد لمسرح الطليعة رونقة من جديد؛ حيث حقق أعلى نسبة إيرادات ومشاهدة من الجمهور. «الحماية المدنية».. مشكلة مسرح السلام أوضح الفنان أشرف طلبة، مدير فرقة المسرح الحديث ل"البديل"، أن مشكلة مسرح السلام الأساسية مع الحماية المدينة التي قررت عدم عرض أي مسرحيات على خشبة المسرح، إلا بعد توفير ضمانات من أجل الحماية المدنية وسلامة المتواجدين داخل المكان، وتعمل على حل المشكلة في الوقت الحالي. "القومي للطفل": الأطفال في نظر المسؤولون بلا قيمة وأكد حسن يوسف، مدير المسرح القومي للطفل ل"البديل"، أنهم يواجهون مشاكل إنتاجية ونقص أجهزة ومعدات في العروض المسرحية من أجل إبهار الأطفال، كما أن شكل المسرح يحتاج إلى تطوير حتى يشعر الطفل منذ الوهلة الأولى للدخول أنه في عالمه الخاص وليس داخل مستشفى أو مدرسة أو سجن أو مؤسسة حكومية؛ موضحا أن المسؤولين عن المسرح فى البيت الفني، يتعاملون مع مسرح الطفل على أنه ليس له أهمية أو قيمة. وأضاف يوسف، أنه طالب بزيادة الميزانية للمسرح القومي للطفل؛ لكن لم يتم النظر فيها لأن المخصص ضعيف جدا لا يغطى متطالبات مسارح الدولة: فكيف يعقل أن أطالب بزيادة والميزانية العامة الموجه للمسرح لم تزد منذ زمن؟ كما أن هناك عددا من النجوم في المسرح الآخرى يحصلون على مبالغ كبيرة، مثل يحيى الفخراني وأحمد بدير وسامح حسين، وكل عروضهم مكلفه، فكيف يتم النظر إلى مسرح الطفل فى ظل هذه الكوكبة من النجوم. وأشار إلى خطة لعرض مسرحية "فطوطة"، التي عرضت في عدد كبير من مستشفيات الأطفال منهم (أبو الريش، معاهد الأورام)، بجميع مستشفيات الأطفال على مستوى المحافظات، لكن لم تنجح الخطة بسبب رفض البيت الفني للمسرح لأن هذه العروض مجانية، مطالبا بضرورة تغيير فكر المسؤولين تجاه مسرح الطفل، وإدارك أنهم يخاطبون بذرة المستقبل. المسرح القومي.. عامان من العروض الناجحة ونفى يوسف إسماعيل، مدير المسرح القومي، وجود مشاكل تواجههم في الفترة الحالية، وكل ما يطلبوه من دعم مادي أو معنوي موجود، موضحا أن المسرح جديد من حيث المبنى والأجهزة حديثة لم تستهلك بعد. وأضاف إسماعيل ل"البديل"، أن المسرح القومي يعمل وفقا لمعايير ولوائح وضعها الجهاز الإداري في الدولة والبيت الفني للمسرح، وأن فرقته يتم تمويلها من الدولة، متابعا: "نعمل على مدار عام كامل لإخراج عدد من النصوص المسرحية وفقا للميزانية المقدمة، وفي كثير من الأحيان نقدم نصا مسرحيا واحدا أو اثنين، في حالة الميزانية الضعيفة". وأشار إلى انه في آخر عامين، تم تقديم موسم مسرحي ناجح جدا، لاقى إقبالا كبيرا من جانب الجمهور؛ حيث امتلأت قاعة المسرح القومي بالكامل على مدار خمسة أشهر منذ بداية عرض مسرحية "ليلة من ألف ليلة"، بطولة يحيى الفخراني، لطفى لبيب، هبة مجدي، محمد محسن، سلمى غريب، وليد فواز، تأليف الشاعر الراحل بيرم التونسي، وإخراج محسن حلمي. كما أن مسرحية "من القلب للقلب"، التي قدمت فى بداية عام 2016 فى موسم الشتاء، تأليف فؤاد حداد عن الرواية الفرنسية "الأمير الصغير"، بالإضافة إلى العرض المسرحي "مديح المحبة" الذى قدم بمناسبة شهر رمضان، تأليف الكاتب الكبير، والسيناريست عبدالرحيم كمال، ويشارك فيه النجمة سوسن بدر، الفنان القدير خالد الذهبي، الفنان القدير بهاء ثروت، ويشارك بالعرض فرقة الفراديس بقيادة المنشد صلاح عبدالحميد للإنشاد الديني والصوفي، ديكور ناصر عبدالحافظ، وإخراج محمد الخولي.