مع اقترابه من اليوم السبعين للإضراب عن الطعام، يعيش الأسير الفلسطيني، بلال كايد، وضعًا صحيًّا غاية في الصعوبة، يجعله أشبه بقنبلة موقوتة، يمكن أن تنفجر في أي وقت. فهذا الانفجار المتمثل في استشهاده قد يؤدي إلى اندلاع أزمة جديدة بين المقاومة الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية، وقد يكون الشرارة التي ستفجر الأوضاع ليس في زنازين الاحتلال فحسب، بل في كل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، خاصة مع تزايد أعداد الأسرى والفصائل الفلسطينية المتضامنه مع الأسير "كايد". تدهور الوضع الصحي أشار رئيس هيئة الأسرى والمحررين في فلسطين، عيسى قراقع، إلى أن الوضع الصحي للأسير بلال كايد خطير للغاية، وجسده أصبح هيكلًا عظميًّا مع اقترابه من اليوم السبعين من الإضراب عن الطعام، وأضاف "قراقع" أن الأسير كايد تحول إلى قنبلة صحية موقوتة، وأن الكرةَ باتت في الملعب الإسرائيلي فيما يتعلق بمصير وحياة الأسرى المضربين عن الطعام، مؤكدًا أن اليوم الاثنين سيكون حاسمًا ومفصليًّا؛ لأنه سيتم النظر في جلسة المحكمة العليا الإسرائيلية بقضية الاعتقال الإداري للأسير كايد. قلق أممي من جانبه أعرب منسق الأممالمتحدة للمساعدات الإنسانية والأنشطة الإنمائية، روبرت بايبر، عن قلقه حول الوضع الصحي المتدهور للأسير الفلسطيني بلال كايد، المضرب عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله الإداري دون تهم أو محاكمة، وقال بايبر: إنني قلق بشدة بشأن الوضع الصحي المتدهور للأسير كايد، وهذه حالة فظيعة؛ حيث إن السيد كايد رهن الاعتقال الإداري في اليوم الذي كان مقررًا أن يخرج من السجن، بعد أن أمضى حكمًا بالسجن بلغ 14 عامًا ونصف العام. وتابع منسق الأممالمتحدة للمساعدات الإنسانية والأنشطة الإنمائية: هناك ستة أسرى آخرون مضربون عن الطعام احتجاجًا على الاعتقال الإداري والعزل الإنفرادي مدة طويلة، ومن بينهم الصحفي عمر نزال، كما أن هناك 100 أسير فلسطيني آخرين مضربين عن الطعام في مختلف السجون الإسرائيلية تضامنًا مع الأسير بلال كايد والستة الآخرين. وأشار "بايبر" إلى أن عدد الأسرى المعتقين إداريًّا هذا العام هو الأعلى منذ 8 سنوات، مؤكدًا موقف الأممالمتحدة الثابت بأن المعتقلين الإداريين سواء كانوا فلسطينيين أم إسرائيليين ينبغي إما أن توجه لهم تهم معينة، أو يطلق سراحهم على الفور. تحذير فلسطيني الفصائل الفلسطينية جميعها حذرت الاحتلال من العواقب الوخيمة التي قد تحدث في حال المساس بحياة الأسير بلال كايد، حتى إن وزارة الصحة الفلسطينية أكدت مرارًا أن حالة كايد الصحية تزداد سوءًا كل ساعة، وحذروا من تعرضه لموت مفاجئ، مشيرين إلى أنه يعالج وهو مكبل في سريره، فيما أكد متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية أنه ما زال يرفض الطعام، ويخضع لمراقبة طبية، بعد فقدان جزئي للنظر وفقدان الوعي. من جانبها اتهمت عائلة الأسير بلال الكايد الاحتلال الإسرائيلي بأنه يعمل على تصفية نجلها المضرب عن الطعام على مرأى العالم الذي يقف صامتًا تجاه ذلك، حيث قال "محمود الكايد" إن إدارة مستشفى "برزيلاي" الإسرائيلي بمدينة عسقلان المحتلة أبلغت شقيقه القابع فيها "بلال" بإمكانية نقله إلى غرفة العناية المكثفة خلال الأيام المقبلة، جرّاء التدهور الخطير في وضعه الصحي، وأضاف الكايد أن مخابرات الاحتلال ترفض حتى اللحظة الاستجابة لمطالب شقيقه. من هو الأسير "بلال كايد"؟ هو أسير فلسطيني مضرب عن الطعام منذ 67 يومًا؛ احتجاجًا على اعتقاله الإداري دون توجيه تهمه له أو محاكمته. ولد في سوريا في نوفمبر عام 1981، وهو ابن لعائلة مناضلة، حيث إن والده كان في الصفوف الأمامية من رجال الثورة الفلسطينية، و"بلال" هو السادس بين أخوته وأصغرهم، عندما كان عمره عامين، انتقل للعيش مع عائلته في الأردن، حيث درس هناك حتى عام 1995، وكان نابغًا في مجال الرياضة. وفي عام 1995 عاد إلى فلسطين، حيث مسقط رأس والديه في قرية عصيرة الشمالية، وتابع هناك دراسته، حيث التحق بمعهد قلنديا، وتخرج فيه عام 1998 في مجال التكييف والتبريد؛ ليلتحق بالشرطة الفلسطينية، وبرع "بلال" في عمله، وأخلص فيه حتى أصبح يتولى مهام الحماية. في عام 2001 كان من الحرس المسؤولين عن حماية الشهيد "محمود أبو هنود" الذي تعرض موقعه للقصف الجوي من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، حيث التحق "كايد" بعدها بكتائب أبو علي مصطفى، التي كان لها دور في مقاومة الاحتلال، وفي ديسمبر من نفس العام قامت قوات الاحتلال باقتحام منزل عائلته بقرية عصيرة الشمالية واعتقاله بتهمة المقاومة والقيام بعدة عمليات ضد الاحتلال، وبعد حوالي ثلاث سنوات من اعتقاله، سمحوا لوالدته بزيارته، بعد أن حُكم عليه بالسجن لمدة 14 عامًا ونصف، وخلال هذه الفترة تنقل "كايد" في عدة سجون، وشارك في عدة إضرابات لزملائه الأسرى. قبل إنهاء مدة حبسهفي سبتمبر عام 2015 تم نقله تعسفيًّا وبدون سابق إنذار من سجن مجدو إلى زنزانة انفرادية في سجن جلبوع، ومنه لعزل هلوليكدار مجردًا من أغراضه الخاصة، ليحكم عليه ب6 أشهر انفراديًّا، ومُنع من زيارة الأهل دون أسباب، وبعد انتهاء ال6 أشهر، تم تمديد حكم العزل الانفرادي حتى نهاية مدته بدون إبداء أسباب أيضًا، وفي 13 يونيو الماضي، استعد "بلال" لأن يغادر السجون الإسرائيلية، إلا أنه فوجئ بقرار نقله إلى محكمة الاحتلال بعوفر، ليستلم قرارًا من المحكمة بتحويله إلى الحكم الإداري لمدة 6 أشهر، وهنا رفض "بلال" هذا القرار الجائر، وأعلن إضرابه عن الطعام حتى ينال حريته، ونظرًا لتزايد أعداد المتضامنين مع "بلال" ونتيجة لتخوف الاحتلال من اندلاع صدامات مع المقاومة الفردية الفلسطينية، عرضت السلطات الصهيونية على "بلال" الإبعاد إلى الأردن لمدة 4 سنوات، لكنه رفض العرض؛ باعتباره خيانة لقضيته. وبعد أن أمضى "بلال الكايد" 67 يومًا في إضراب مستمر عن الطعام والأملاح والمدعمات وحتى الخضوع للفحوصات الطبية وحضور المحاكم؛ باعتبارها مهزلة من مهازل الاحتلال لكسر إرادة الأسرى، بات جسد الأسير الفلسطيني لا يقوى على النهوضن حيث فقد أكثر من 30 كيلوجرامًا من وزنه، ويعاني من آلام في رأسه والكلى والمفاصل وفقدان جزئي للنظر.