مافيا العقارات بأسيوط لم ترحم التراث التاريخي من القصور لتحويلها إلى أبراج سكنية من أجل الاستثمار، بعد أن سجل سعر المتر الواحد أكثر من 80 ألف جنيه فى المناطق الحيوية؛ ليتحول قصر باحثة البادية ملك حفني ناصف إلى الزوال ويتعرض للهدم. ورغم ما يتميز به القصر من طابع معماري فريد، إلا أن يد الهدم اغتالته عقب بيعه لأحد رجال الأعمال، إذ يتكون المبنى من دورين وغرف ومظلة مرفوعة على أعمدة حوائط، وتعتبر واجهة المبنى لوحة فنية تضم العديد من الطرز المختلفة. يقول أحمد عوض مدير عام آثار وسط الصعيد إن مديرية التربية والتعليم سلمت القصر لرجل الأعمال صلاح أبو دنقل، برقم 180 من الوزارة، دون حكم قضائي، وتحول القصر من مدرسة لعقار ملكية خاصة، لافتًا إلى أن قصر باحثة البادية أنشئ عام 1910ميلادية، وغير مسجل في سجلات هيئة الآثار، ولكنه تاريخي، وكل ما هو تاريخي لابد وأن يضم لهيئة الآثار، مشيرًا إلى أن ملكية القصر لخمسة أفراد من الورثة، ومن الصعب على هيئه الآثار شراء القصر في ظل وجود عجز في الميزانية. وطالب سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق بضرورة تشكيل لجنة لبحث أزمة هدم قصر باحثة البادية في أسيوط، بعد أن خرج من جهاز التنسيق الحضاري، مضيفًا أنه منذ سبعينيات القرن الماضي ومعاول الهدم تعمل بكل نشاط في كل الأماكن المميزة والأثرية بأسيوط؛ ومنها مدارس الزخرفية التي بنيت عام 1906 وبها مدارس الصنايع اليدوية، وتم هدمها في السبعينات وبيعها في صفقة فساد كبرى على أنها أنقاض وليست مباني، رغم أنها كانت بها بعض الآلات التي تستخدم في الورش على حصائر من الرصاص في عمق متر من الأرض. فيما أكد الأثري سعيد حلمي أن قصر باحثة الباديه ليس أثريًّا، وجاء ذلك بعدما أثار مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى تعليقات حول هدم القصر لبناء برج سكنى لأحد رجال الأعمال، وتابع أنه نظرًا لسوء حالته الإنشائية والمعمارية تم خروجه من جهاز التنسيق؛ لينضم للمحافظة، وجارٍ استخراج تراخيص بهدمه وبناء برج سكني بدلًا منه. يذكر أن قصر باحثة البادية يقع على بعد أمتار من شارع الهلالي بمدينه أسيوط. أنشئ عام 1910، وتحول سنة 1950 إلى مدرسة ابتدائية مشتركة، تتبع وزارة التربية والتعليم، وبدأ العمل بها في أول أكتوبر 1950، وكانت المدرسة تتكون من مبنى واحد، وفي عام 1958 أنشئ بها مبنى ملحق، وفي عام 2005 أنشئ بها مبنى آخر، وسبق أن اشتراه نجل عم طاهر أبو زيد، وعقب علمه باحتمال إدراجه ضمن الآثار، قام ببيعه لرجل الأعمال صلاح أبو دنقل.