سادت حالة من الغضب بين القوى السياسية وأهالي الإسكندرية، على خلفية الأنباء التي تم تناقلها عبر موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإسكندرية المرتقبة ، لافتتاح المعبد اليهودي الواقع بشارع النبي دانيال. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي آراء موحدة برفض تلك الزيارة، باعتبارها موافقة صريحة من النظام الحاكم على التطبيع مع الكيان الصهيوني وعلى ما يقوم به من مجازر في فلسطين، واغتصابها من الشعب الفلسطيني بالقوة. وقال عبد الرحمن الجوهري، نائب رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري والمنسق العام لحركة كفاية، انه لم يتأكد بعد من صحة تلك الادعاءات ولكن في حالة صحة الأخبار المتناقلة عن زيارة نتنياهو للإسكندرية، فإن ذلك يعني تقديم مصر مزيدًا من التنازلات والتطبيع لصالح الكيان الصهيوني على حساب وأد قضية الحق العربي الفلسطيني، ودعم المشروع الصهيوني التوسعي الذي تقوده مملكة آل سعود في المنطقة العربية- على حد قوله. وأعلن الجوهري في تصريح ل" البديل" عن رفضه لتلك الزيارة والتطبيع مع الكيان الصهيوني سواء كان رسميًا أو شعبيًا وهو ما اتضح جليًا في آخر صوره من سماح البعثة المصرية للاعب الجودو المصري إسلام الشهابي لمواجهة خصمه الصهيوني أور ساساون، في منافسات الجودو ضمن ألعاب ريو دي جانيرو الأوليمبية. وطالب الجوهري بإلغاء اتفاقية كامب دايفيد واستقلال القرار الوطني والعمل على أولوية المصلحة العربية العليا في المنطقة، مشددًا على ضرورة تحديد القوى الوطنية لموقفها تجاه تلك الزيارة، من خلال النزول للشارع ورفض أي علاقة من أي نوع مع الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى انه في حال تحديد وقع تلك الزيارة والتأكد من صحة المعلومة سيكون هناك مواقف جماهيرية جادة أيًا كان الثمن الذي ستدفعه، مشيرًا إلى ان القوى الوطنية في كل محافظات مصر على استعداد لمواجهة تلك الزيارة المشؤمة. وأبدت سحر الغرياني، ناشط سياسي، اعتراضها على زيارة نتنياهو لمصر وللاسكندرية تحديدًا، واصفة إياها ب" الطعنة" الموجهة للشعب المصري الذي اقتحم السفارة الإسرائيلية بعد وضع سور خرساني حولها، ليأتي مسؤلي الدولة اليوم في تحد لإرادته المعارضة لزيارة سابقة لوزير الخارجية المصري للكيان الصهيوني. وأضافت ان زيارة نتنياهو ستنقل صورة عكسية للعالم بترحيب مصر بالتطبيع وبرئيس حكومة الكيان الصهيوني، وهو ما يرفضه الشعب شكلاً وموضوعًا، ولدحض تلك المعتقدات المتوقعة، فعلى الشعب أن يرفع في ذلك اليوم الأعلام المصرية والفلسطينية، وارتداء ملابس مدون عليها عبارة" الانتفاضة الفلسطينية" لإعلان رفضه القاطع لتلك المهزلة. وتابعت الغرياني:" و أوجه كلمة للمسؤلين وأفكرهم لما مرسي قال صديقي شيمون بيريز، احنا عملنا إيه، فميصحش كده". واعتبر أيمن محمود، ان زيارة نتنياهو تعد تحدٍ واضح وفج لكل ما هو مسلم وقومي، ولكن الشعب المصري حريص على ان يزرع في أبناؤه وسيظل، ان الكيان الصهيوني ليس بدولة ولكنهم بنو صهيون مغتصبي الأرض، وسيحارَبون حتى النصر، إن لم يكن بالأسلحة سيكون بالدعاء. وقال ان تلك الزيارة التي تعد خنجرًا في قلب كل شاب عاصر موت محمد الدرة وشاهد المجازر على قطاع غزة، تدل على ان الرئيس عبد الفتاح السيسي يصر على عمل ما هو ضد إرادة الشعب، مشددً على رفضه للزيارة من الوجهتين الدينية والسياسية والاجتماعية، فرئيس حكومة الكيان الصهيوني غير مرحب به في بلادنا. وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على الناشط السياسي باسم جاير، عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، يوم السبت الماضي على خلفية وقوفه منفردًا بين طريقي كورنيش منطقة مياميبالإسكندرية، رافعًا لافتة يعلن فيها عن رفضه لزيارة نتنياهو للإسكندرية والتطبيع مع الكيان الصهيوني، قبل إخلاء سبيله منذ ساعات. وكانت بعض المواقع الإخبارية نشرت أنباء تناقلتها من بعض الصحف الإسرائيلية تفيد بفرحة عارمة تجتاح إسرائيل بسبب زيارة نتنياهو لعدد من الدولة الإفريقية، معتبرة أنه يصب في صالح الكيان الصهيوني ويدعمه، إلا أن الحكومة المصرية لم تدل بأية تصريحات تنفي أو تؤكد فيها خبر زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لمصر.