نال الوفد الرياضي اللبناني أول ميدالية ذهبية "غير تقليدية" حتى قبل أن تطلق أوليمبياد 2016 صافرة البداية لمسابقتها الرياضية، التي تقام حاليًا في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية؛ حيث رفضت البعثة اللبنانية المشاركة في الألعاب الأوليمبية، ركوب نفس الحافلة مع البعثة الإسرائيلية الجمعة الماضية؛ للتوجه إلى حفل الافتتاح في ملعب ماراكانا، وفق ما أعلن رئيس البعثة، سليم الحاج نقولا. وصرح نقولا: "كنا داخل الحافلة وفوجئنا برياضيين إسرائيليين يهمون بالصعود إلى الحافلة، تدخلت وطالبت بإغلاق باب الحافلة، لكن الرياضيين الإسرائيليين أصروا على الدخول، فحصل نقاش مع المشرفين على وسائل النقل إلى أن انتقلت كل بعثة بمفردها إلى ملعب ماراكانا". وفي إشارة إلى أن الوفد الصهيوني الرياضي من استفز الجانب اللبناني، قال نقولا: "تعمد الوفد الإسرائيلي استفزازنا وحاولوا إنزالنا من الحافلة التي تحمل رقم 22 المخصصة لنا، برغم تحديد أرقام حافلة كل بعثة في القرية الأولمبية قبيل حفل الافتتاح". الكيان الصهيوني ينتقد منظمي الأوليمبياد عبّر صحفيون وكتاب إسرائيليون عن صدمتهم من الحادثة، وهاجموا منظمي الأولمبياد، فبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن الرياضيين اللبنانيين حين أصر عدد من الإسرائيليين على ركوب الحافلة، منعوهم بالقوة، الأمر الذي أدى إلى تخوف اللجنة المنظمة من تطور الموقف، وبالتالي جرى توزيع اللاعبين الإسرائيليين في نهاية المطاف على حافلات أخرى، بعيدا عن الوفد اللبناني، الأمر الذي أثار استياء الجانب الصهيوني. التطبيع من خلال بوابة الرياضة حاليًا تتجه الدول العربية للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، وتعد الرياضة من أسهل الأبواب التي يرتادها العرب مؤخرًا للتمهيد لأنواع أخرى من التطبيع كالثقافي والاجتماعي والسياسي وحتى العسكري كالمناورات المشتركة بين الإمارات وإسرائيل في صحراء نيفادا الأمريكية، فالرياضة عبارة عن محافل عالمية يختلط فيها النابل بالحابل. في أبريل الماضي، استضافت العاصمة القطرية الدوحة، البطولة الدولية لكرة الطائرة الشاطئية، بمشاركة 54 دولة، من بينها الكيان الصهيوني، حيث شاركت البعثة الإسرائيلية للمرة الأولى تحت العلم الإسرائيلي، دون التخفي وراء دول أخرى كما كان يحدث في السابق، وفي دولة عربية لا تقيم علاقات رسمية مع حكومة العدو. وكشفت تقارير إسرائيلية سابقة أنه في السنوات السابقة شارك رياضيون إسرائيليون في مسابقات أقيمت في دول خليجية، منها أبو ظبي وقطر، من بينهم لاعب التنس الإسرائيلي شاهار بير، والسبّاحة أندي رام ويوني إرليخ، كما شارك فريق الجودو الإسرائيلي في البطولات الأربع الكبرى في الأوليمبياد الدولي الذي استضافته أبو ظبي أواخر العام الماضي. وفي مصر، قال وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز، إن مصر لا تستطيع منع إسرائيل من المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة السلة للشباب تحت 19 سنة، المقرر لها يوليو 2017 بالقاهرة، كما أكد الوزير أن مصر ملتزمة بالميثاق الأوليمبي. أهمية الموقف اللبناني من وفد العدو الإسرائيلي الموقف المشرف للوفد اللبناني، بالغ الأهمية، ففي الوقت الذي تسعى فيه غالبية الحكومات العربية لتمرير التطبيع مع إسرائيل، لا يتم الالتفات عادةً إلى المزاج الشعبي العربي من هذه المحاولات العربية، وموقف الوفد اللبناني، يؤكد أن كثيرا من الشعوب العربية مازالت رافضة للتطبيع مع العدو الصهيوني الظالم، وتتحين الفرصة لإظهار الغضب، خاصة أن إسرائيل تستغل المناسبات الرياضية العالمية في إثبات أنها دولة مرحب بها من كل الفرق المشاركة بما في ذلك العربية، كما أن دخول إسرائيل المسابقات الدولية وخروجها منها من دون أي مشاكل على الأقل مع الوفود الرياضية العربية، يعطي رسائل ضمنية بأن الكيان الصهيوني لم يعد عدوًا وبات في الإمكان أن نبدي له مظاهر الود ومشاركته اللعب، وكأنه لم يقتل ولم يهجر العرب في فلسطينالمحتلة. وكان لافتًا أيضًا موقف اللاعبة السعودية جود فهمي التي انسحبت من أولمبياد ريو، حيث أعلنت اللجنة الأوليمبية السعودية، عبر حسابها الرسمي على تويتر، أن الإصابة منعت فهمي، من الاستمرار في المنافسات المقامة في ريو دي جانيرو بالبرازيل، بينما قالت بعض وسائل الإعلام العبرية إن اللاعبة السعودية انسحبت من دور ال32، حتى لا تواجه جيلي كوهين في الدور التالي، وليس بداعي الإصابة، وبذلك تتفادى مواجهة اللاعبة الإسرائيلية. ويرى مراقبون أن اللاعبة السعودية في حال عدم إصابتها وتفضيلها الانسحاب على أن تلاعب إسرائيلية، فدليل على أن الشعوب تفوقت على أنظمتها الحاكمة، فالسعودية تسعى في السر والعلن إلى تطبيع علاقتها مع الكيان الصهيوني، حيث يعد المستشار السعودي أنور عشقي بمثابة سفير المملكة في تل أبيب. وبالنسبة لموقف الحكومة اللبنانية من العمل المشرف لوفدها الرياضي، أكد النائب السابق إميل لحود، أن موقف بعثة لبنان المشاركة في أولمبياد ريو، مشرف يستأهل الإشادة من الحكومة اللبنانية الملهية بأمور أخرى كما يبدو. وتمنى لحود بأن تحصد البعثة نتائج مشرفة، معتبرا أن هذا الموقف "ميدالية ذهبية تزين صدور جميع أعضائها، فهنيئا لهم، على أمل أن تعمم شجاعتهم ووحدتهم على البعض داخل الوطن، ممن يشاركون في سباق الأوليمبياد السياسي".