إنسان يأكل ويشرب ويتغوط مثلنا تماما نحن البشر، هكذا خلق الله مخلوقه الفريد "الإنسان" الذي يشترك مع أبناء جنسه في العمليات الحيوية والغرائز، لكنه يختلف كل الإختلاف أثناء تأقلمه مع مكونات العالم المتجدد حوله، ويتجلى اختلافه وهو يسعى وراء تحقيق أهدافه لذلك كثيرة هي أخطاؤنا نحن البشر ليس لأننا خطاؤون بطبعنا بل لأننا نفكر!. ومن ثم نقع في "حُفر" القدر دون أن نشعر!. ودون أيضا أن نُدرك يلتف حولنا الظلام ويمارس علينا خداعه البصري، ويقنعنا أننا نرى الآن..أوضح!. كما يحاول الرئيس إقناعنا طوال الوقت أن الغد أفضل.. بكلامه الحلو!. إلا من بذل جهد الإعتراف بأخطائه يقوى على التسلق بأظافر عزيمته الإنسانية تلك الجدران الملساء وينجو "ومن معه" من الثقب الأسود الذي أوقعه فيه القدر. ومن أدلة بقاء جنسنا البشري -رغم تراكم أخطائنا- هو أننا لا نحتمل الحياة دون آخرين أي آخرين أصدقاء أو أعداء، أحباب أو مكروهين لابد من وجود آخرين، فهم مكونات العالم حولنا، "أنا مكون إنساني لك وأنت مكون إنساني لي" بهذة القاعدة الإنسانية البسيطة نتكاثر ونصنع الحضارات، لذلك لا يمكن غزو دولة أو إصلاحها من الداخل برجال لم تقع أعينهم على الخريطة الثقافية والسياسية والاجتماعية لهذة الدولة، الأمر الذي يتجاهله الرئيس ونظامه!. وتحرص الأذرع الإعلامية الخادمة له أن ننظر على انجازات النظام الواقعة خارج الحدود لخريطة ثار من أجل تشكيلها الشعب المصري ليراها يوما ما تسكنه ويسكنها، ودفع بآلاف الشهداء.. أين حق الشهداء؟!. أنت رئيس مصر القادم.. هل توافق؟ نعم أنا أسألك أنت يا سيدي هل توافق أن ترأس المصريين وتجلس على عرش الوطن؟. أرجوك أن تُمهل نفسك دقائق لتجيب بين نفسك وبينك على هذا السؤال، واعتبر أن من يسألك وينتظر موافقتك هو الشعب المصري!. يبدو أنك تذكرت أجواء 30 يونيو، ولا أخفي عليك سرا كان هذا هو هدفي.. لماذا؟ لأنني سألت نفسي هذا السؤال المروع، ولكنني خلصت بيني وبين نفسي لإجابة وهي أنني رفضت نعم رفضت مُلك مصر لسببين رئيسيين الأول هو حسي الوطني الذي أحمله ويحملني.. لم يتحمل المسؤولية.. نعم أنا لا أصلح أن أحمل مصر على كتفي بهذا المنطق "من فوق الكرسي"، والثاني السبب الأعمق هو أن أفكاري وأحلامي وآرائي وهواجسي تُحركني في فضائات عوالمها وأحيانا تدهسني تحت أقدامها.. كفيل!. لكن السؤال.. ما يمنع أن تكون أنت الرئيس؟!. لأنه قائد عسكري تحمي ظهره مؤسسة القوات المسلحة المصرية العظيمة الباسلة أي أن "السيسي" لم يأخذ القرار بمفرده بطبيعة الحال دارت مشاورات بينه وبين القادة العسكريين أثناء عزم المصريين على خلع الإخوان من حياتهم للأبد، مع الأخذ في الإعتبار أن الأجواء كانت تسمح باستدعاء فكرة "المُخلص" فضلا عن مطالبة الملايين من المصريين لاختياره كقائد للثورة!!!. رغم أنه لم يهتف بشعارها من قلبه مثلنا في الشوارع ضد نظام حكم الإخوان ولا مبارك، كان يقوم بواجبه الوطني من داخل مؤسسة القوات المسلحة المصرية العريقة، لكن جحافل الجماهير أرادت أن تُصهر جيشها الوطني "المتمثل في شخص السيسي" مع الإرادة الثورية المدنية "المدنية" في قالب واحد. إذن، هل هو رئيس بالقضاء والقدر؟!. كانت الفقرة السابقة تحاول الإجابة على سؤال هو.. لماذا وافق "السيسي" على رئاسة مصر؟ أو كيف نُصب "السيسي" على عرشها؟ بينما الإجابة على.. كيف يتم الإصلاح من الداخل؟؟ في ضوء الأزمات المتلاحقة التي يفشل النظام على حصرها والعمل على تقديم رؤية وطنية واضحة لها وخصوصا الاقتصادية منها أتركها لك لمناقشتها وتقيمها بينك وبين نفسك، لكن ما أريد أن أتحدث معك عنه هو التجربة. فالتجربة تؤكد على أن العملية السياسية في مصر تأثرت بالسلب، خلال العامين الماضيين وتجمدت في قالب النظامية المتحجرة والأوامر الفردية الآتية من أعلى إلى أسفل، وذلك واضح جدا في أداء حكومة "شريف إسماعيل" غير المبدع إطلاقا والمنفذ فقط للقرارات والأوامر بحذافيرها وكأنها لا تعمل إلا إذا أدار "السيسي" لها "الزمبلك"، ويا ليتها أنجزت!. بهذا الشكل الرأسي الذي أسسه الرئيس وفرضه كنظام للمرحلة، لا يمكن أن ينفتح في تلك الأجواء البوليسية مجال سياسي أمام الجميع كحق إنساني أصيل قبل أن يكون حق دستوري، لأن البديهي السياسي يتشكل أفقيا بتبادل الآراء وتداول المناقشات بين الأفراد /المؤسسات / الأحزاب، هكذا ينمو الهيكل الهندسي السياسي الأول، ومن ثم تتضح الملامح السياسية للدولة أو لشبه الدولة المصرية، ويبدو أن "السيسي" لا يعلم أن المصريين قاموا بثوراتهم أيضا لهذا السبب!!. وعلى العكس تماما وكما يتضح للجميع، لا يتجلى من الدولة أو شبه الدولة المصرية سوى البطش الأمني بالمعارضين وخصوصا الشباب على طريقة "حبيب العادلي" وتعطيل المؤسسات المدنية واقحام المؤسسات الدينية في كل شؤون المواطن، وتهميش دور الأحزاب.. أين الأحزاب؟! وحذف كل ما يتعلق بكلمة "ثقافة" من حياتنا، وملاحقة النشطاء وطبعا لإحكام القبضة يشيد النظام الكثير من السجون بدلا من بناء العقول وتفعيل مشروعات ثقافية مُنقذه!. اخترت أن يكون عنوان مقالي اليوم.. من هو "السيسي"؟ محاولة مني لاختراق الدلالة التي تكمن وراء جوهر اسم رئيس مصر الحالي، واعتقد أنني حاولت أمامك لكن بالنسبة لإجابة السؤال.. من هو "السيسي"؟ على الطريقة التي دارت في ذهنك من البداية الحقيقة.. أنا معرفهوووش!!!.