ظل فاروق حسني وزيرا للثقافة في مصر لمدة قاربت ربع قرن, ظلت خلالها وزارة الثقافة بعيدة عن تقلبات السياسة, وهو ما دفع كثيرين إلي اعتباره واحدا من أفضل الوزراء الذين تولوا هذا المقعد الخطير, بعد الدكتور ثروت عكاشة, خلال فترة الحكم الناصري. خرج فاروق حسني من وزارة الثقافة مع إقالة حكومة أحمد نظيف عقب ثورة25 يناير, وتكليف الفريق أحمد شفيق برئاسة أول حكومة لمصر عقب الثورة, ومن يومها وهو يلتزم الصمت غير عابئ بما يثار بين الحين والآخر من أقاويل حوله, أو حول قيمته كفنان كبير, رغم أن هذه الاقاويل لم تقترب من قريب أو بعيد, لأسلوب ادارته لوزارة الثقافة علي مدار23 عاما, فيما يمثل اعترافا ضمنيا من الذين هاجموه بأنه كان الأفضل في موقعه. في الحوار التالي يتحدث فاروق حسني بعد فترة صمت طويلة, استمرت لأكثر من أربع سنوات, لم يقطعها إلا بين حين وآخر, لينفي تهمة, او ليعلق علي فرية تعمد البعض ان يلصقها به وكيف تعرض لحملة من الهجوم الكاسح من قبل جماعة الإخوان, التي اشعره وصولها الي الحكم في مصر, بأنه طريد لدرجة أنه فكر بالرحيل, وانه لم يعد له مكان في بلده. كانت جماعة الاخوان قبل وصولها الي الحكم, تعتبر فاروق حسني حسبما قال في حواره مع الأهرام المسائي العدو رقم واحد, وهو يقول عنها: كان من الخطأ أن تصل الي الحكم, لكن الرأي العام تأكد بعد هذه التجربة المريرة أنها جماعة تخلط الدين بالسياسة. كانت جماعة الإخوان هي اول من رمي فاروق حسني بالتطبيع الثقافي مع إسرائيل, لينساق خلف ادعاءاتها ثلة من المثقفين, بينما الأمر حسبما يقول كان محض كذب وافتراء, ويقول حسني: كنت ولا زلت صاحب مقولة عدم التطبيع مع إسرائيل, ويقول فاروق حسني: إنه كان يتوقع سقوط جماعة الإخوان, وأن الشعب سيخرج كالطوفان في الشوارع والميادين لإسقاطها, وهو ما تجلي في ثورة30 يونيو, ويومها قال: إن البلاد عادت للشعب. يصف فاروق حسني ثورة يناير بأنها كانت ثورة مجتمع, لكن مجموعة من المخططين الذين يريدون لمصر الشر نجحوا في ركوبها, بغرض الوصول الي ما يطمحون فيه من مناصب, لكن ثورة30 يونيو قامت لتنقذ البلاد من شرورهم. بداية ما هي قراءتكم لما دار منذ ثورة25 يناير عام2011, حتي ما تعيشه مصر اليوم من مشكلات؟. نحن مازلنا في مرحلة إعادة صياغة للمجتمع, مع الأخذ في الاعتبار أن هناك أجيالا دخلت الساحة وهناك تصورات وأحلام للشباب, وجميع الفئات بالمجتمع والدولة تحتاج الي رؤية ثاقبة في اختيار القيادات والأشخاص, وأنا أري أن مصر لم تعد كما كانت من قبل. هل كنت مع النظام الأسبق الذي كان يقوده مبارك ومن حوله في دخول قيادات وكوادر جماعة الإخوان الي البرلمانات السابقة في عامي2000 و2005؟ كنت العدو رقم واحد لجماعة الإخوان, ولكني لا أنكر أنه في بعض الأوقات كان يدور حوار بيني وبين بعض الأعضاء فيها, وكان هذا الحوار في بعض الأحيان يصل الي درجة العنف اللفظي. وفي احيان اخري يكون تفاهميا, لكن أن تحكم جماعة الإخوان مصر, فقد كان هذا أكبر خطأ وقعنا فيه, وظهر ذلك بالتجربة, واتضح فشل هذه الجماعة للرأي العام بجميع اتجاهاته وانتماءاته السياسية والحزبية والشعبية, فالجميع يعلم الان أن هذه الجماعة تخلط الدين بالسياسة, ونظروا الي حكم مصر بصورة ضيقة جدا منبعها الزوايا والمساجد. هل كانت هناك أي علاقة بينك وبين جماعة الإخوان خلال وجودهم بالبرلمان؟ كانت هناك علاقات بسيطة معهم, بحكم أنني كنت وزيرا وهم أعضاء بالبرلمان, وطبيعة عملي الوزاري كانت تحتم علي الرد علي الأسئلة وطلبات الإحاطة, والاستجوابات التي كانوا يتقدمون بها ضدي. وجميع من كانوا يحضرون هذه الجلسات يشهدون أني كنت أواجههم سواء داخل الجلسات العامة لمجلس الشعب في الفصلين التشريعيين في عام2000 و2005 كما كنت أواجه هؤلاء النواب داخل اللجان النوعية, وكنت أتخيل أن الإخوان لديهم وعي سياسي. ولكن من خلال التظاهرات بعد الثورة ظهر الهلع داخل الجماعة للسيطرة علي الحكم, بينما حكم دولة بحجم مصر ليس سهلا, وهم ليس لديهم أي رؤية في حكم الدولة وهذا ظهر جليا. لماذا كانت جماعة الإخوان تتهمك بأنك تريد التطبيع مع إسرائيل؟ أنا صاحب مقولة عدم التطبيع الثقافي مع إسرائيل باي شكل, وقد كنت أؤكد ذلك طوال منصبي الوزاري. في كل مناسبة, ولم يكن ذلك يصدر عني بشكل عاطفي. وانما بالعقل أيضا, لأن التطبيع يعني أنك تفعل مصانع إسرائيل, وتقوي الاقتصاد الإسرائيلي. لأن مصر سوق كبيرة وواعدة, فنحن لدينا90 مليون مواطن, وكنت أقول المصلحة العليا تحتم علي أي مسئول وطني. ألا ينظر للتطبيع بشكل عاطفي. وكانت نظرتي له فيها مصلحة قومية للدولة. خلال أعمال الشغب والفوضي والبلطجة بعد ثورة25 يناير واستيلاء الاخوان علي الحكم هل كنت تتخوف علي الثقافة وسيطرة الإخوان علي الآثار؟ خوفي الشديد كان من الغلو في المسائل الدينية وخطأ الفكر الديني. وقد كان ذلك من شأنه أن يقود الي هدم أبو الهول مثلا باعتباره في رأي هؤلاء صنما, أو أن يقوموا بهدم جميع المعابد والآثار, وكان هذا الكابوس يسيطر كثيرا علي فكري. لأن هذه الأفعال تمت في أفغانستان, لأن الغلو في الدين يدفع هؤلاء بأن يروا الآثار من الأوثان, وأن الله قد حرمها, ولابد من إزالتها وهدمها, لذلك كنت متخوفا منهم في هذا الأمر, لانهم كانوا يريدون إلغاء تاريخ إنساني وحضاري كبير, وهو ليس ملكا لمصر وحدها, ولكنه للإنسانية كلها, وبسبب الجهل الديني لدي هذه الجماعات فهم يريدون إلغاء الحضارة, حتي يوصم المصريون جميعا بأنهم ضد الحضارة الانسانية. كيف كنت تنظر لمصر خلال فترة وصول الاخوان لسدة الحكم؟ شعرت بأنه لا مكان لمثلي في مصر, لأنني لا أعرف التعامل معهم ولا منطقي هو منطقهم ولارؤيتي هي رؤيتهم, فأنا من خلال ثقافتي وتربيتي وليس من خلال الاخوان أعرف الدين, بينما هم يتسترون بالدين والدين ليس كذلك, وأنا رجل فنان في النهاية, وقد كان حزني شديدا علي البلد, وقد قضيت فترة في دولة الامارات العربية الشقيقة, وفي أحيان كثيرة كانت السيدات والرجال من العرب والمصريين هناك, يتقابلون معي بالشوارع مصادفة, ويسألونني عن مصر, وعن المستقبل, وكانت الدموع تغلبني فلم اكن احمل اجابة. كنت تبكي؟ كنت أشعر أني طريد. هل كنت تتوقع سقوط الاخوان؟ نعم ولعدة أسباب, ولكني لم أكن أدرك متي سيتم سقوطهم, ولكن بعد ان رأيت الشعب ينزل إلي الشوارع والميادين في جميع المحافظات والمدن والقري. قلت في نفسي لقد عادت مصر من جديد. هل كنت تتوقع في يوم ان تصل جماعة الاخوان الي سدة الحكم؟ لم اكن أتوقع حدوث ذلك, وكنت اتوقع ان يشاركوا في العملية السياسية, او يأخذوا نصف عدد الوزراء او أن يكون رئيس الوزراء منهم ليس اكثر من ذلك, لكنهم ولحسن الحظ كان لديهم رغبة في الاستحواذ علي البلاد, قبل ان تكتمل التجربة, فأخذهم طوفان الشعب. هل التقيت بالرئيس المعزول محمد مرسي اثناء وجوده ضمن مجموعة ال16 من نواب جماعة الاخوان في البرلمان؟ لم أكن اعرف محمد مرسي حتي وهو داخل مجلس الشعب, وهناك شيء لابد من اخذه في الاعتبار, فأنا لم يكن لدي أية تخوفات من اعضاء الجماعة داخل البرلمان, لانني كنت اعمل بكل شفافية في منصبي الوزاري. ولذلك كنت دائما اقف امام البرلمان بكل ثقة, للرد علي أي اتهامات توجه منهم ضد وزير الثقافة أو وزارة الثقافة, ولم يكن لدي اي احساس بالخوف منهم ومن اتهاماتهم الباطلة. كيف تقيم أداء الاخوان خلال وجودهم في برلمان2005 ؟ كان كل عملهم هو تصيد اي أخطاء, ويركزون علي بعض الكتب التي قد تضم صورا بالنسبة لهم تعتبر خليعة, او بعض الروايات الجريئة مثل وليمة لأعشاب البحر, ويقومون بالتحريض لعمل مظاهرات, وقد وصلوا ببعضها الي الازهر الشريف, لكني لم أتأثر ابدا من مثل هذه الأمور, وكانت استقالتي جاهزة, لكني لم انصع لهم ابدا, وكنت ضدهم دائما, لدرجة انهم اعتبروني عدوهم. كيف تنظر الي ثورة30 يونيو وهل كنت تتوقعها؟ في الحقيقة كان لدي شعور بأن هذا الشعب العظيم الرافض لسياسة جماعة الإخوان سوف تكون له كلمة الفصل, وعندما رأيت الفريق أول عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة, يتحدث مع الشعب, تفاءلت كثيرا, كنت وقتها في مصر, وتأكدت بأن الجميع في البلد يرفض حكم هذه الجماعة, وكان لدي تخيل قلته في بعض وسائل الإعلام, بأن واحدا من الجيش سوف يتقدم الصفوف, لإنقاذ مصر من الإخوان. هناك بعض الأصوات تخرج علي فترات مثل بالونات الاختبار تدعو للتصالح مع من تابوا من الإخوان فما رأيك في مثل هذه الدعوات؟ التوبة عندهم اسمها التقية, ورأييي أنه لا تتصالح مع الأرهاب, من الممكن لك أن تتصالح مع شباب لم يتلوث بعد, ويتم تربيته تربية صحيحة, وليس لديه أي كره للشعب, وهو شباب نقي. أما من تلوثت ايديهم بالدم فلا يمكن التصالح معهم أبدا, لأن الشعب يرفض ذلك الأمر جملة وتفصيلا, ولا يمكن لأحد مهما كان أن يكون ضد إرادة الشعب. كيف تري ما يحدث في سيناء منذ فترة وعمليات التطهير التي تتم ضد بؤر الإرهاب فيها؟ أن ما يحدث في سيناء, من عمليات تطهير من الإرهابيين, واثق في قدرة قواتنا المسلحة والشرطة, علي افشال مخطط الاخوان بتحويل سيناء الي امارة, وأري أن قيام الشرطة والجيش بهذا الإنجاز في سيناء, يمثل ملحمة كبري. لأننا لسنا أمام جيش نظامي يحارب, وانما أمام حرب عصابات مسلحة, لكني أقول إنه رغم القضاء علي90% من الارهابيين في سيناء, الا أن ال10% الباقين يمثلون خطورة أيضا, وأنا علي يقين إنه سيتم تطهير سيناء كلها من جميع عناصر الإرهاب والتكفير. الي ان فصيل تنحاز هل إلي25 يناير ام الي30 يونيو؟ أنحاز لشيء اسمه ثورة, والثورة في نظري هي التغيير للأفضل, لكن عندما تأتي ثورة وتذهب بي للأسوأ, فأنا لست مطالبا بأن احبها ولا احترمها, فانا احترم فقط الثورة التي تذهب بي الي الأفضل, والي مصر المستقرة, وذلك لن يتأتي الا برجال لديهم قدرات ذهنية عالية جدا, وخيال واسع وعظيم, لأن البلد لا يمكن أن تبني وتتقدم الا بالخيال العظيم, والاستثمار الحقيقي في مصر يجب ان يعتمد علي الرؤية وليس علي القوة, وأنا أري ان30 يونيو يمكن ان تعطي الفرصة للخيال أن ينتصر لبناء الدولة المصرية المدنية الحديثة. معني كلامك ان25 يناير لم تكن ثورة؟ 25 يناير ثورة مجتمع, اعتلاها مجموعة من المخططين يضمرون الشر لمصر وشعبها, وما حدث ان الاخوان هم الذين اعتلوا الثورة حتي وصلوا الي سدة الحكم, وقد كانوا يخططون لذلك بعد اندلاع ثورة25 يناير, ونجحوا في مخططهم واستولوا علي الثورة, لكن جاءت30 يونيو, وقام الشعب بثورة عارمة ضد حكم الاخوان. هل أنت متفائل بالمستقبل؟ طوال عمري لم اعرف التشاؤم, ولدي تفاؤل كبير بمستقبل مصر, لأننا نملك الرغبة في الانطلاق نحو المستقبل, لكني أؤكد من جديد ان ذلك يحتاج إلي أصحاب رؤي وخيال, بجانب صاحب القرار, لأنه بدون وجود هؤلاء لا يمكن أن يحدث تقدم في مصر. هل أنت سعيد في الوقت الراهن؟ جدا فالحياة بين يدي. واقضي وقتي مستمتعا بالقراءة والموسيقي والرسم, السفر ولقاء أصدقائي من جميع أنحاء العالم. جلال غريب والصور العارية اعتمد نواب جماعة الإخوان في برلمان2005 في حربهم ضد فاروق حسني علي المستندات والأدلة التي كانت داخل مضابط البرلمان, من خلال العديد من الاستجوابات التي كان يتقدم بها البرلماني السابق جلال غريب ضد فاروق حسني. والذي كان يحظي بنصيب الأسد من استجواباته باعتبار الأخير واحدا من المثقفين. وفي أحد استجوابات جلال غريب لوزير الثقافة, طلب من الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس البرلمان أنذاك بأن يجعل النائبات يخرجن من قاعة البرلمان, لأن لديه صورا عارية يريد أن يعرضها, وأنه عيب أن يعرضها أمام زميلاته, إلا أن الدكتورة فوزية عبد الستار رئيسة اللجنة الدستورية والتشريعية رفضت, فما كان من سرور إلا أن قال للنائب جلال غريب: هات هذه الصور لي أولا, وكان محمد مرسي خلال رئاسته لمجموعة ال16 يطلب من الأعضاء الاستعانة باستجوابات جلال غريب في أي مواجهة تتم داخل البرلمان مع وزير الثقافة وليمة لأعشاب البحر دارت معركة ساخنة بين فاروق حسني وبين نواب الإخوان حول رواية' وليمة لأعشاب البحر' عام2000 وعلي الرغم من أن الإخوان هم الذين أثاروا القضية ما أدي إلي انطلاق مظاهرات بالآلاف في الشوارع, إلا أن حزب العمل وجريدته الناطقة باسمه' الشعب' كانا هما الضحية, حيث تم إغلاق الجريدة, وتجميد حزب العمل, كما كان كتاب الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي' لتحيا اللغة العربية ويسقط سيبوبه' الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب, حلقة جديدة من صراع نواب الإخوان مع فاروق حسني. عندما تقدم النائب الإخواني حمدي حسن بسؤال للبرلمان انتقد فيه قيام المؤسسة الرسمية بإصدار كتاب وصفه بأنه' يسيء إلي لغة الإسلام'. الكتب الإسرائيلية كان محسن راضي أحد نواب جماعة الإخوان أكثر نواب الجماعة إثارة للقضايا ضد فاروق حسني. ومن أشهر الاسئلة التي تقدم بها راضي قوله ان وزارة الثقافة تقوم بترجمة كتب الإسرائيليين. وركز راضي علي قضية كتبها أحد عرب48, وقامت إحدي دور النشر الخاصة بترجمتها, إلا أن فاروق حسني أقسم أمام مجلس الشعب آنذاك, أنه لا توجد في جميع المكتبات العامة التابعة لوزارة الثقافة علي مستوي الجمهورية, أي كتب إسرائيلية قامت وزارة الثقافة المصرية بترجمتها, معلنا أنه يتحدي راضي أمام الرأي العام, أن يكون هناك كتيب واحد إسرائيلي تم ترجمته, وموجود في أي مكتبة تابعة لوزارة الثقافة. لا اعتذار في أزمة الحجاب من أشهر الأزمات التي شهدت جدلا واسع النطاق بين فاروق حسني وزير الثقافة ونواب جماعة الإخوان, حديثه عن الحجاب مما أحدث أزمة طاحنة بين فاروق حسني ومجلس الشعب, لدرجة أن هناك عددا كبيرا من النواب طالبوا بضرورة اعتذاره للبرلمان, لكنه رفض. كان المثير للدهشة هو خروج المرشد العام لجماعة الإخوان آنذاك محمد مهدي عاكف, بتصريح غريب يوم26 نوفمبر عام2006 قال فيه إن الأزمة التي أثارتها تصريحات وزير الثقافة فاروق حسني ضد الحجاب, أخذت أكثر مما تستحق, وأنه تم استغلالها في مجلس الشعب بشكل سييء, وقال: حتي إذا لم يعتذر الوزير لا يجب أن تأخذ هذه القضية أكثر من حجمها.! هذه التصريحات التي اطلقها عاكف صاحب مقولة' طظ في مصر' نزلت كالصاعقة علي نواب الإخوان داخل مجلس الشعب وقد تركوا جلسة البرلمان آنذاك, وتجمهروا داخل البهو الفرعوني لدراسة تصريحات مرشدهم, وقد علق علي واقعة الحجاب آنذاك الدكتور ضياء رشوان رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام, ونقيب الصحفيين السابق, قائلا: إن جماعة الإخوان مرت بعدة أزمات في عام2006 بعضها وقعت فيها رغما عنها والبعض الآخر تسببت فيه الجماعة نفسها ذاتها ربما عن غير مقصد, ومنها أزمة حوار' الطظ' الشهير الذي اسيء فهم تصريحات المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف فيه, وتصريحاته عن متطوعي الجماعة والأنظمة العربية الحاكمة خلال أزمة لبنان, وكذلك أزمة تصريحات وزير الثقافة فاروق حسني وأخيرا أزمة الاستعراض الطلابي في جامعة الأزهر.