المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: الطفولة تمثل جوهر البناء الإنساني    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    سرعة تنفيذ مشروعات «حياة كريمة» |مدبولى: التعليم والصحة وتحسين الخدمات أولوية    محلل أسواق: تراجع التضخم يعزز فرص خفض الفائدة في مصر ويضخ زخمًا جديدًا بالبورصة    الطرق والنقل بالإسماعيلية تبدأ في أعمال تطهير غرف صرف مياه الأمطار    2.4 مليار دولار تنتظر المراجعتين الخامسة والسادسة لبعثة الصندوق    الاحتلال يوقف استهداف مبنى في بلدة يانوح بعد تدخل الجيش اللبناني    وزير الخارجية يبحث تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة بين مصر والإمارات    استشهاد وإصابة 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي غرب مدينة غزة    اغتيال رائد سعد القيادي في كتائب القسام    انطلاق مباراة بيراميدز وفلامنجو في نصف نهائي كأس القارات للأندية    الزملوط يتابع استعدادات ختام مهرجان الرياضات التراثية بالوادي الجديد    قائمة ريال مدريد لمواجهة ألافيس في الدوري الإسباني    ضبط ولي أمر طالبة بتهمة التعدي على موظفة مدرسة بالعمرانية    ضبط 23 شركة سياحية للنصب على راغبى الحج والعمرة    وفاة طبيب أسنان بالشرقية إثر توقف مفاجئ بعضلة القلب    ليلة أدبية وفنية فلسطينية في بيت الشعر العربي، الأحد    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    الرسالة وصلت    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    فرحة «هنيدى»    إنفلونزا موسمية أم متحور جديد؟ رد حاسم من مستشار الرئيس للصحة (فيديو)    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    لماذا يثير محمد صلاح كل هذا الغضب؟    محافظ الغربية يتفقد الشوارع الفرعية بطنطا لمتابعة رفع مياه الأمطار    حبس مدرب أكاديمية كرة القدم بالمنصورة المتهم بالتعدي على الأطفال وتصويرهم    "أزهري يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عدية للقراءة    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    وفاة والدة الدكتور خالد حمدي رئيس جامعة الأهرام الكندية    جامعة أسيوط تنظم المائدة المستديرة الرابعة حول احتياجات سوق العمل.. الاثنين    حماس تحذر من كارثة إنسانية بعد عواصف غزة    حجز شاب متهم بالتحرش بفتاة داخل ميكروباص في الجيزة    لاعب بيراميدز يكشف ما أضافه يورتشيتش للفريق    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    إدراج معهد بحوث الإلكترونيات ضمن لائحة منظمة الألكسو لمراكز التميز العربية    كلية الدراسات الإفريقية تنظم ندوة عن العدالة التاريخية والتعويضات    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    استعدادات مكثفة بمستشفى أبو النمرس تمهيداً لافتتاحه    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    تموين الفيوم يضبط محطتين تموين سيارات يتلاعبان في المعيار الخاص بطلمبة سولار    طلعات جوية أميركية مكثفة فوق ساحل فنزويلا    إبراهيم حسن يشيد بإمكانات مركز المنتخبات الوطنية.. ومعسكر مثالي للاعبين    تعرف على إيرادات فيلم الست منذ طرحه بدور العرض السينمائي    جهاز «شئون البيئة» يترأس وفد مصر فى اجتماع جمعية الأمم المتحدة للبيئة فى نيروبى بكينيا    الأعلى للثقافة: الكشف الأثرى الأخير يفتح ملف عبادة الشمس ويعزز القيمة العالمية لجبانة منف    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    جماهير ريال مدريد تنشر لافتات على أسوار النادي لمساندة تشابي    أمانة المراكز الطبية المتخصصة تكرّم إدارة الصيدلة بمستشفى الشيخ زايد التخصصي    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    تشويه الأجنة وضعف العظام.. 5 مخاطر كارثية تسببها مشروبات الدايت الغازية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاروق حسنى:الحزب الوطنى سيكتسح البرلمان القادم والتاريخ سينصف مبارك..ولا أتواصل مع أسرته الآن فهم فى حالهم وأنا فى حالى..وأخطاء أحمد عز سبب ثورة 25يناير وحصلت على جواز سفر دبلوماسى فى عهد حكم الإخوان
قال: تنحى مبارك عن الحكم كان لحقن الدماء..

توقع فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، أن يستحوذ رموز الحزب الوطنى على نصيب الأسد من مقاعد البرلمان المقبل، ذلك لأن كوادر الحزب «محترفو انتخابات»، ولديهم قاعدة عريضة من المؤيدين، فى الصعيد على وجه الخصوص، حيث تسيطر العصبية القبلية وروابط القربى على الانتخابات.
وقال فى حوار ل«اليوم السابع»: إن قرار حل الحزب الوطنى كان قرارا غبيًّا متسرعًا، لأن رموز الحزب أبناء مصر أولاً وأخيرًا، مضيفا «الناخب سيختار فى النهاية من يخدمه من أولى الخبرة والكفاة».
وأضاف الوزير الأسبق الذى عمل مع مبارك عشرين عامًا، أن التاريخ سينصف مبارك، وسيكشف أنه كان رجلا وطنيا مخلصا، معتبرًا أن ثورة يناير لم تكن ضد النظام بأسره، وإنما ضد ممارسات الداخلية، وانتخابات مجلس الشعب التى رسم سيناريوهاتها أحمد عز، لكن الإخوان سكبوا الزيت على النيران. ووصف الوزير الأسبق، تنحى مبارك بالقرار الوطنى الذى استهدف حقن الدماء، وأن الرجل لم يهرب لثقته أنه برىء، مؤكدًا أن الإصرار على رحيل مبارك تسبب فى فوضى وتداعيات ما تزال مصر تسدد فاتورتها، ولو بقى فى الحكم ستة أشهر إضافية لما حدثت الفوضى التى نعانى منها.
وقال، إن أكثر شائعة لحقت به وتسببت فى إغضابه هى اتهامه بالمتاجرة فى الآثار، مشيرًا إلى أن أحدًا من أسرة مبارك لم يحصل على قطعة آثار واحدة، أما السيدة سوزان مبارك فقد فعلت لمصر ما لم تفعله زوجة أى رئيس بالعالم «حسب تعبيره».
وفيما يلى نص الحوار:
ما سر اختفائك الفترة السابقة وعدم إبداء آراء حول ما يجرى فى الشارع المصرى؟
- فى الفترة الماضية، وجدت أن الأجواء شديدة الاحتقان، فآثرت الصمت والابتعاد، حتى تتضح ملامح المشهد، مكتفيًا بعملى الفنى، الذى طالما شغلتنى عنه مهام الوزارة، والحقيقة أن الصحافة أبدت اهتمامًا مشكورًا بمتابعة أخبار أعمالى الفنية، فشعرت بأن هذا يكفينى ويحقق لى الشعور بالرضا كفنان أولا وأخيرا.
ولقد شعرت براحة بالغة بعد الابتعاد عن معتركات السياسة، وبدأت فعليا أستعيد الكثير من صفاء النفس والوجدان، ومن ثم ركزت على الرسم، مؤمنًا بأن رسالة الفنان أهم من رسالة السياسى.
والحقيقة أن الوضع مايزال مضطربًا، والمشهد السياسى يعانى من الغموض، وماتزال الأمور ضبابية، وهذا أمر لن ينتهى حتى نعبر استحقاق الانتخابات الرئاسية، مرورًا بالاستفتاء على الدستور.
على ذكر الدستور.. ما تقييمك له؟
- علينا أن نعترف أولا بأن الدستور عمل إنسانى، وليس ممكنا أن يبلغ الكمال، وعلى هذا الأساس يجب أن ننظر إلى المسودة التى سيفتتى عليها الشعب.
لكن بصفة عامة، يمكننى مطمئنًا أن أعرب عن إعجابى بالدستور، ذلك لأنه اهتم بمدنية الدولة، وحقوق الأقباط والفئات المهمشة، ناهيك عن تقليص سلطات الرئيس، وتحديد اختصاصات مجلس الوزراء والبرلمان.
هل طلب منك المشاركة فى جلسات «الخمسين» على الأقل باعتبارك فنانًا؟
- لا.. لم يحدث أن تلقيت طلبا بذلك، والحقيقة أننى لست متحمسا للعودة إلى أضواء السياسة، فحسبى أن أكون فعالا فى الحياة الثقافية، أهتم بما يفيد المجتمع ثقافيا وفنيا، وهذا دور أهم للوطن فى هذه المرحلة.
لقد مارست السياسة بنفسية الهواة، لكنى فيما يتعلق بالفن، أعتبر نفسى محترفا، وهذا أعظم دور لى فى الحياة، والواقع أننى حينما توليت وزارة الثقافة، لم أنس أننى فنان، ولعل هذا الأمر جعلنى أفكر دائما فيما يتوق إليه الفنانون ويطمح إليه المبدعون.
كيف ترى محاولات بعض تيارات الإسلام السياسى تعطيل مسيرة الوطن؟
- من الواضح تماما أن الإخوان ومن معهم، يريدون وقف مسيرة المجتمع بعد ثورة 30 يونيو، وتقديرى أن الشعب لن يسمح بذلك، والتجربة أثبتت أن الشعب ليس مستعدًا للتنازل عن مكتسبات ثورته، وأنه سينتزع هذه المكتسبات ولو بأظافره.
وماذا بشأن النظام الانتخابى الأنسب؟
- أعتقد أن النظام المختلط أفضل الأنظمة المتاحة، بحيث تكون نسبة %80 للفردى، و%20 للمختلط، وعلى الدولة أن تضع شروطا فى القائمة، بما يعطى الفرصة للشباب والأقباط والمرأة.
فى ظل هذا النظام.. كيف ستكون تركيبة البرلمان المقبل؟
- أعتقد أن كوادر الحزب الوطنى، سيحظون بأغلبية المقاعد فى البرلمان، وهذا يرجع إلى عدد من العوامل، على رأسها أنهم «محترفو انتخابات»، ولهم قاعدة شعبية أو «عزوة» فى الصعيد على وجه الخصوص، والشعب المصرى سيختار فى النهاية من يخدمه، من أهل الخبرة والحنكة السياسية.
لقد كان حل الحزب الوطنى، قرارا غبيا فيه الكثير من الحماقة، لأن أعضاء الحزب «ليسوا خواجات: فهم أولا وأخيرا «أولاد مصر».
بمناسبة البرلمان.. سمعنا الكثير عن صفقات نظام مبارك مع الإخوان.. فهل كنت شاهدًا عليها بطريقة ما؟
- الصفقات لم تكن مع الحزب ذاته، لكن مع بعض الأفراد، وكان السماح بدخول بعض الإخوان إلى البرلمان، بنسبة ما، يستهدف عدم حدوث إشكالات فى الدورة البرلمانية، ولذلك حين استبعدوا فى 2010 اندلعت الثورة، ثم ركبها الإخوان فيما بعد.
وهل نصحت القائمين على الأمر بعدم استبعاد الإخوان آنذاك؟
- نصحت وكنت أقول: 88 إخوانيا أو 88 قبطيا، سيجعلون شكل البرلمان أكثر تعبيرا عن مصر، بما يتسم به من تنوع، وهو أمر يدرأ الفتن وينقل للعالم صورة مصر المتسامحة المتصالحة، التى كان العالم يعرفها جيدا قبل عمل الفتنة الطائفية.
استخدامك تعبير «عمل الفتنة الطائفية» يدفع إلى سؤال عما إذا كنت تتهم جهة ما أو شخصا بالتورط فيها؟
- يبدو واضحا لكل ذى عقل، أن المسؤولين عن سكب الزيت على نيران الفتنة الطائفية، وتقسيم الشعب المصرى، هم الإخوان، وهم أيضا المتورطون فى أحداث تفجير الكنائس، وما إلى ذلك من أعمال إرهابية استهدفت أمن مصر القومى.
هل تتذكر خلافك مع الإخوان تحت قبة البرلمان بشأن حجاب البنات فى سن الطفولة؟
- أتذكر الأمر بالطبع، وماأزال متمسكا بموقفى من حجاب الأطفال، وأرى أنه إساءة إلى الطفولة، ويزرع فى نفس الصغيرات أشياء أكبر منهن، ويسجنهن فى إطار من تقاليد تبدو متحفظة، لكنها فى واقع الأمر تفتح وعيهن على مسائل جنسية، ليست تتناسب مع براءتهن.
كما أننى متمسك برأيى فى أن الحجاب الشائع بمصر الآن، مقلد ومستورد، وفيه فساد فى الذوق، وينبغى عمل حجاب محترم وأنيق للمصريات، كما هو الحال بدول الخليج، حيث ترتدى النساء عباءات تنتمى إلى بيئتهن وذات شكل جمالى.
كيف نظرت إلى ثورة 30 يونيو وإسقاط نظام الإخوان؟
- لا يمكن الحديث عن ثورة يونيو بمعزل عن يناير.
فى يناير، خرج شباب متحضر، لكنه لم يكن يدرك اللعبة، وكان المطلب هو تغيير وزير الداخلية، لكن الإخوان سرعان ما رفعوا سقف المطالب، واحتشدوا بالميدان، فانساق الشباب وراءهم.. أما فى يونيو، فقد شارك الجميع ونزل الشعب المصرى عفويا، وكان المثقفون رأس حربة هذه الثورة، حيث كان اعتصام وزارة الثقافة شرارة الثورة الأولى.
فى غضون ثورة يناير.. هل تواصلت مع شباب الميدان؟
- كلا.. كنت بالنسبة لهم وجها من النظام القديم، لذلك اكتفيت بمتابعة الأحداث عبر التليفزيون، وكنت كغيرى أخشى على مستقبل البلاد، بعد تنحى مبارك، لذلك كنت مقتنعا بأن ترك مبارك ستة أشهر، حتى يأتى رئيس جديد، سيقى البلاد الكثير من المشكلات، وتقديرى أن هذا الأمر كان سيحمى مصر، من سيناريوهات الفوضى ونهب الأموال وما إلى ذلك من تداعيات لأحداث 25 يناير.
هل كانت هناك صفقة بين المجلس العسكرى والإخوان للإطاحة بمبارك؟
- لا أعرف يقينا، فقد كنت حينها خارج السلطة، لكن التحليل المنطقى للأحداث، يجب أن يقود إلى حقيقة أن المجلس العسكرى وضع الإخوان فى الحسبان دائما، وربما أعطاهم حجما أكبر من حجمهم.
هل كنت تتوقع تنحى مبارك؟
- أنا أعرف مبارك جيدا، وشهادتى فى وطنية الرجل لا يوجد وراءها غرض، وهو وطنى حتى النخاع، واتخاذه قرار التنحى كان لحقن الدماء، ولحرصه على استقرار مصر، وعدم هروبه دليل على وطنيته وبراءته.
كانت علاقتك بالإخوان خلال حكم مرسى طيبة.. فكيف رأيت تجربتهم؟
- لم تكن علاقة طيبة بالمعنى المتعارف عليه، صحيح أنى حصلت على جواز سفر دبلوماسى، وسافرت خارج مصر مرات، لكن هذا لا ينفى حقيقة أن نظام الإخوان، كما رأى الجميع، كان يعانى تخبطًا شديدًا، وعدم قدرة على إدارة الدولة.
لقد تخيلوا أن مصر «جماعة» تدين لهم بالسمع والطاعة.. هذا خطأ، فلا يمكن أن تدير 600 ألف كما تدير 90 مليونًا، لقد فشلوا بامتياز، وكان سقوطهم طبيعيا.
ما شعورك عندما رأيت مرسى فى قفص الاتهام؟
- أشفقت عليه، ولم أتشف على الإطلاق، فعلاقتى الإنسانية بمحمد مرسى، تعود إلى ما قبل توليه الرئاسة، حيث زارنى فى المكتب مرتين عندما كان نائباً فى البرلمان، وهذا أمر يؤثر على مشاعرى بالطبع.
والحقيقة أننى أريد أن أنصح مرسى بتوجيه كلمة إلى أنصاره عبر التلفزيون المصرى بأن ينبذوا العنف، حفاظا على الوطن وسلامته.. ولو فعلها فسيكون قد تصرف تصرفا تاريخيا مسؤولا.
كيف تحلل خطابات قيادات الإخوان الهاربين؟
- الخطابات والرسائل والمشاغبات داخل القفص، جزء من مشهد يراد ترويجه، حول صمود قيادات الجماعة، وذلك بهدف رفع الروح المعنوية لشباب الإخوان، الذين أشعر إزاءهم بالشفقة، كونهم يضيعون مستقبلهم من أجل قياداتهم، وإنى أدعوهم إلى أن يسألوا أنفسهم: لماذا نفعل ذلك ومن أجل من؟
وماذا عن المظاهرات بالجامعات؟
- هى فوضى لم تتمكن الدولة من وقفها، ولا تجد من يحسمها، وأعتقد أن هذه الفوضى تنبع من ليمان طرة، حيث يحض قيادات الإخوان الشباب على العنف والفوضى.
والواقع أن الحكومة الحالية ليس لديها رؤية للمستقبل، كما أن الوزراء يتخوفون من المساءلة القانونية بعد خروجهم من السلطة، وكان من المفترض أن يحظوا بحماية ما، حتى يؤدوا دورهم كما ينبغى.
وماذا عن قانون التظاهر؟ وما ردك على اعتراض البرادعى عليه؟
- أؤيد قانون التظاهر، والحقيقة أن هذا القانون ليس اختراعا، فهو موجود فى معظم بلدان العالم، إذ ليس ممكنا ترك الحبل على الغارب، ومن الضرورى ممارسة التظاهر وفق قواعد قانونية وحضارية.
وفيما يتعلق بموقف البرادعى، فإننى لم أكن أتخيل أن يتصرف على هذا النحو، وأقول له: «حاول أن تكسب مصر مرة أخرى».
وماذا عن براءة الفريق شفيق وعلاء وجمال مبارك بقضية أرض الطيارين؟
- بعد الثورات تحدث حالة من الغضب، ويصبح توجيه الاتهامات أمرا شائعا، استجابة للرأى العام أو من أجل توجيهه، وهو الأمر الذى تعرضت له شخصيًا، إلى درجة أن لائحة الاتهامات الموجهة ضدى اشتملت على أنى أرتدى ملابس أنيقة، وأستخدم سيارات فارهة.
والحقيقة أننى ممتن للقضاء المصرى، الذى أصدر حكمه بتبرئتى من التهم، وفيما يتعلق بقضية أرض الطيارين، أعتقد أن علينا أن نصمت، فقد قال القضاء كلمته، وانتهى الأمر.
أما بالنسبة للتداعيات السياسية للقضية، وما أثير حول الهتافات داخل المحكمة بأن الرئاسة تنتظر جمال مبارك، فهى محض هتافات من شباب لديهم أحلام ما، لكن هذه الأحلام ليست ممكنة، فالموضوع أصبح مرفوضا شعبيا.. ربما بعد عدة سنوات، يتغير المزاج العام.
هل يمكن أن يحكم جمال مصر- حتى بعد سنوات- رغم الثورة التى كان هو من أبرز أسباب اندلاعها؟
- لست أحسب أن جمال كان من أسباب اندلاع الثورة، وإنما هى تصرفات الشرطة، وانتخابات مجلس الشعب، التى أشاع أحمد عز بأنه قادر على منع وجود إخوانى واحد بالبرلمان، وكان هذا خطأ كبيرا، تسبب فى اندلاع الثورة.
أما بالنسبة لاحتمالات أن يحكم جمال مبارك، فالأمر، كما قلت، صعب فى المستقبل القريب، لكن لا أحد يستطيع التنبؤ بما ستؤول إليه الأحوال غدا.
هل تتواصل مع أسرة مبارك؟
- لا.. هم فى حالهم، وأنا أيضاً فى حالى، كل وقتى أصبح مخصصًا لأعمالى الفنية.
يعيب عليك البعض أنك لم تمنع أفلام السبكى حين كنت وزيرا للثقافة.. فما ردك؟
- أولا: إن أفلام السبكى أفلام سيئة الذوق، هذا موقفى منها، لكنى لا أستطيع فرض ذوقى على الآخرين، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن أسلوب المنع والحظر ليس صالحا لمواجهة الأعمال الرديئة، فالحل يكون بتشجيع العمل الجيد.
ثانيًا: لو أننى اتخذت قرارا بالمنع، كان المنتج سيرفع ضد الوزارة قضية تعويض ويكسبها، هذا ناهيك عن أن فكرة منع عمل تعتبر فكرة مسيئة.
ما ردك على ما يقال بشأن «تسييس» مشروع مكتبة الأسرة؟
- من يردد هذا الكلام أديب خائب، أو شاعر ليس له ثمن، فالمشروع الرائد فى مصر والشرق الأوسط، طبع أمهات الكتب وطرحها بأسعار متاحة للجميع، هذا بالإضافة إلى أنه أعطى قبلة الحياة لحركة الترجمة، إلى درجة أن ترجم نحو خمسة آلاف كتاب.
هذه اتهامات مرسلة ليس لها أى سند من الواقع، وهذا المشروع من أنجح المشروعات الثقافية بتاريخ مصر.
وتشبه هذه الاتهامات المرسلة الاتهامات بتقاضى مستشارى وزارة الثقافة مبالغ طائلة، فى عهدى، والتى أرد عليها بأنهم يتقاضون مقابل عمل دؤوب مستمر.. والحقيقة أن الأيام أظهرت هشاشة هذا الاتهام، فالمستشارون فى عهد الإخوان، كانوا يتقاضون أضعاف ما كانوا يحصلون عليه فى عهدى.
هل يمكنك بعد ابتعادك عن المناصب أن تقدم جديدا لمصر؟
- أعتقد أن لدى أفكارا ما يمكن أن تفيد مصر، فى ذهنى مشروعات اقتصادية وثقافية يمكن أن تساعدنا على مواجهة الكثير من المشكلات، كالبطالة ومستوى المدارس المتدنى وانخفاض النشاط السياحى. ومن هذه المشروعات مشروع طرحته، قبل أكثر من 20 عاما، وهو شق طريق موازٍ للنيل حتى أسوان تحت اسم «ممر التنمية».
إن مصر الآن تمر بمرحلة حرجة، وعلينا أن نفكر فى كل مشروع يمكن أن يساهم فى إعادة تأسيس الدولة، وتقديرى أن مصر مرشحة لأن تكون دولة عظمى، ولكن على الشعب أن يعمل بإخلاص. نحن لدينا الإمكانيات، لكننا نحتاج الحسابات الصحيحة، ولدينا كنوز طبيعية، لا أتحدث عن شرم الشيخ والشعاب المرجانية فحسب، لكن هناك أيضا الجبال ذات اللون الأصفر الذهبى بالصعيد، وأشجار النخيل الخضراء التى تنمو فوق قممها، هذا منظر فنى بديع، ليس مستغلا فى السياحة والاستثمار.
وهناك مشروع الساحل الشمالى الشرقى من بورسعيد إلى الإسكندرية، وبينهما بحيرتا المنزلة والبرولس، وفرعا النيل دمياط ورشيد، والبحر الأبيض المتوسط.. فى هذه المنطقة نستطيع أن نشيد مدنًا تحاكى دبى، لكن يحتاج الأمر لدراسات جدوى ومناخ استثمارى إبداعى.
هل ستوافق لو طلبت منك أى حكومة قادمة تنفيذ تلك المشروعات؟
- سأوافق وأشارك من بعيد، ولن أعود للسياسة مرة أخرى، ولن أقبل العودة لأى منصب سياسى، لدى رضاء كبير عن عملى فى وزارة الثقافة لأنى عملت لغيرى.
ما أكثر شائعة أغضبتك؟
- أنى سارق آثار، كانت مزعجة ومغرضة للغاية، وجميع أفراد أسرة مبارك لم يأخذوا قطعة آثار واحدة طيلة فترة حكمه للبلاد.
مبارك كان رجلا وطنيا، صنع الكثير وسينصفه التاريخ، وعلينا أن نتذكر ما فعله من مشروعات مثل مترو الأنفاق والمدن الصناعية والطرق والكبارى ومحطات الكهرباء والمياه.
أما سوزان مبارك، فقد فعلت لمصر ما لن تفعله زوجة رئيس دولة فى العالم.
أخيرًا.. من مرشحك للرئاسة؟
- الفريق أول عبدالفتاح السيسى بلاشك، فهو رجل الساعة، وعليه إجماع شعبى كبير، لكنى أشفق عليه، لأن طموحات الناس بلغت عنان السماء، وهم يتخيلون أن وصول رئيس إلى الحكم، سيبدد كل المشكلات التى يعانون منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.