طريق الموت.. هكذا يلقب الطريق الغربي الممتد إلى 6 كيلو مترات بالمدخل الرئيسي لمدينة القوصية، والمؤدي إلى الدير المحرق وآثار مير الفرعونية؛ نظرا لتهالكه بالإضافة إلى وجود هبوط أرضي فى الناحية البحرية، التى تسببت في أكثر من 30 حالة وفاة وإصابات سنويا، ليتسبب في قلة الزيارات إلى الدير المحرق والأثر. حالة من الغضب انتابت سائقي السيارات وأهالي قرى غرب القوصية؛ بسبب تجاهل المسؤولين رصف الطريق المنهار منذ عام 2011 إبان ثورة يناير، بسبب تهالك سياراتهم، وتكرار الحوادث اليومية نتيجة الهبوط الأرضي، ومع مرور الوقت، انحصر الطريق حتى وصل إلى 3 أمتار عرض، غير كافية لمرور سيارتين واحدة على اليمين والأخرى على اليسار، بالإضافة إلى الخسارة التي يتكبدها السائقون من صيانة وغيرها. واتهم الأهالي محافظ أسيوط ورئاسة المدينة بالتقاعس عن رصف الطريق وتصليحه رغم زيارة محافظ أسيوط لقرى الغرب أكثر من مرة، ورصف خلال يومين فقط عام 2010، عند افتتاح جمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، قرية مير الجديدة. وقال يونس خليل، موظف بآثار مير: «نجد صعوبة بالغة في الوصول إلى مقر العمل، الذي يبعد حوالي 15 كيلو متر عن مدينة القوصية، مع عدم تواجد وسيلة مواصلات مباشرة إلى المكان، فضلا عن الطريق السيئ الذي يشهد حوادث يومية، ما تسبب في تقليص عدد الزوار إلى آثار مير». وأوضح راجح درويش، كبير مفتشي آثار مير، أن طبيعة المنطقة التي تقع بها الآثار جبلية، وعدم وجود مواصلات يحول بين المواطنين، وزيارة هذا المكان في أي وقت، إضافة إلى المعاناة التي يقاسيها الموظفون عند الذهاب إلى مقرعملهم، مستنكرا: «بناخد سيارة أجرة ب40 جنيها كل يوم.. المرتب هيكفى إيه ولا إيه؟!». وأكد القس أفرايم المحرقي، وكيل الدير المحرق: «بالفعل، نعاني من سوء الطريق المؤدي إلى الدير المحرق، وطالبنا مرارا وتكرارا المسؤولين بسرعة رصفه منذ عام 2011؛ تجنبا لتكرار الحوادث اليومية، كما يعدد سببا رئيسيا في إحجام الزوار عن الدير». وقال النائب راشد أبو العيون وهمان، عضو مجلس النواب عن دائرة القوصية، إنه تقدم بمذكرة إلى محافظ أسيوط توضح مدى سوء الطريق، مؤكدا أنه حصل على موافقة بالرصف في أواخر العام الجاري. وأشار المهندس بدري محمد بدري، رئيس مدينة القوصية، إلى اتخاذ خطوات أكيدة للعمل على رصف الطريق بعد اعتماده في الخطة المالية المقبلة، وسيتم العمل خلال الشهور القادمة مع الانتهاء من جميع التصليحات فى شبكات مياه الشرب والصرف الصحى وخطوط التليفونات، كما تم رفع ما يقرب من ألف طن من المخلفات على جوانب الترعة التي تربط بين الإبراهيمية وقرى غرب القوصية؛ من أجل توسيع الطريق وضمان صحة المواطنين. وتقع آثار مير في المنطقة الغربية بمدينة القوصية على بعد 50 كيلو متر من القوصية، وتضم مجموعة من المقابر المنحوتة في جسم الجبل لتكون جبانة عاصمة الإقليم القديم لأمراء وحكام المقاطعة الرابعة عشرة "كيس" ومعبودها الإله حتحور، واستخدمت كمدافن لحكام وأمراء الدولتين القديمة والوسطى، وذكر الأثريون عن هذه المقابر بأن نقوش جدرانها تتميز بمحاكاة مدهشة للطبيعة. ويوجد أيضا بالمنطقة الدير المحرق بالقوصية، الذي أنشئ في القرن الرابع الميلادي بسفح الجبل الغربي، وكان يسمى قديما جبل قسقام، وسمى المحرق بسبب حرق النباتات والحشائش الضارة لاستغلال أراضيها للزراعة، وعندما أنشئ دير العذراء أصبح حاملا لاسم هذه المنطقة، بعدما شيد الأنبا "باخوميوس" سورا ارتفاعه 12 مترا حول الكنيسة، فتحول إلى دير ويشبه في طرازه سور كنيسة المهد في فلسطين.